إبراهيم مرزوق
تلقَّى إبراهيم بك مرزوق الشاعر العلمَ بمدرسة الألسن، وتخرَّج على ناظرها رفاعة بك رافع الشهير، فقرأ بهذه المدرسة النحو والصرف وباقي علومها، وبرع في الفرنسية، وكان لرفاعة عنايةٌ خاصة في تلقين تلاميذه العربية والعلوم الأدبية وتدريبهم على نظْم الشعر، فكان للمترجَم حظٌّ من هذه الصناعة، فنظم الشعر الجيد من المقطعات والقصائد، اعتنى بجمعها بعده محمد سعيد بك ابن جعفر مظهر باشا سنة ١٢٨٧ﻫ في ديوان سمَّاه «الدر البهي المنسوق بديوان إبراهيم بك مرزوق» وطُبِع بمصر.
ولما أتمَّ المترجم علومَه بالمدرسة استُخدم في ديوان كان يُقال له «ديوان الهرجلات» وهو خاص ببيع الخيل والماشية التابعة للحكومة، ثم نُقِل منه ناظرًا للقلم الإفرنكي بالضبطية، وفُصِل منه مدة عبده باشا ضابط مصر، ثم عاد إليه بعد نحو ثلاث سنوات، وكان مدة تولِّيه لهذا القلم كثيرَ المعاكسة للإفرنج، إذا وقع أحدُهم في سجن الضبطية أو كانت له دعوى بها قلَّما كان يَسلم من أذاته، حتى ضجَّ منه وُكلاء الدول وأكثروا من الشكوى، فلم يكن يُثبَت عليه شيء عند التحقيق؛ والسبب في ذلك أنه كان يعتمد على إخوانه ومرءوسيه بالضبطية على إيصال الأذى إليهم سرًّا نكايةً بهم لطغيانهم على الرعية وتدرعهم بدروع الحمايات.
وفي مدة وكالة إسماعيل الخديو نُقِل المترجَم معاونًا بمجلس الأحكام، ثم لمَّا تولَّى هذا الخديو على مصر أرسله ناظرًا للقلم الإفرنكي بالخرطوم قاعدة بلاد السودان، فبقي إلى أن تُوفي بها سنة ١٢٨٣ﻫ.
وكان مربوعَ القامة، أبيض اللون، قد وَخَطه الشيبُ، ومات بعدما تجاوز الستين رحمه الله.