حسن المدور البَيروتي
وقفتُ له على ترجمة ملخَّصة من مقالة نُشرت بإحدى جرائد سورية بقلم السيد طه المدور ابن أخيه، قال:
وُلِد سنة ١٢٧٩ﻫ، ودرس على الشيخ محمد رمضان، وبعد أن بلغ الثانية والعشرين من عمره، ذهب إلى دمشق، فأخذ عن علمائها، مثل الشيخ بدر الدين الخاني، والشيخ الكزبري، ومكَث بها خمس سنوات، ثم رجع إلى بيروت واشتغل بها، ثم رحل إلى مصر، واشتغل بالحضور في الأزهر على شيوخه ومنهم الأستاذ الشيخ محمد عبده، ثم عاد إلى بيروت، وشرع في الإقراء، فكان يقرأ كل يوم ١١ درسًا بلا انقطاع، وبقي يُدرِّس ويُفيد ٤٧ سنة.
وقبل إعلان الدستور العثماني بسنوات، أسَّس المدرسة العلمية، وجُعِل ناظرًا لها، ثم تركها لأنها شغلتْه عن دروسه، وبعد إعلان الدستور بقليل جُعِل أمينًا للفتوى، وأستاذًا للدروس الدينية في المكتب السلطاني، وظلَّ كذلك مع اشتغاله بالتدريس بالمساجد إلى وفاته، وكانت طريقتُه في التدريس حسنةً يفهمها العامي والمتعلم.
وكان متوسطَ القامة، حِنطيَّ اللون، عسليَّ العينين، يميل إلى الزهد وعدم التأنُّقِ في ملبسه، حسنَ الأخلاق، متواضعًا، كثيرَ المطالعة، يكره المِزاح، وكان متضلعًا من المذاهب الأربعة، وفريدًا في المذهب الحنفي، وفي المنطق، وعلم الميراث، وكثير من العلوم كالرياضيات والبلدان والتاريخ.
وأجازه كثيرون حتى لقد اجتمع عنده «٥٥» إجازة، وكان نقشبنديَّ الطريقة، وله من المؤلفات ٢٠ (عشرون) مؤلَّفًا لم يُطبع منها غيرُ ثلاثة في الفقه والتوحيد، رحمه الله.