الفصل الثاني

(ديوان صغير أقل من الموجود بالملعب الأول.)

المنظر الأول

(مريم لوحدها)
مريم (جالسة على كرسي كبير وتحت راسها مخدَّة، وظاهر على وشها تأثير المرض وتقول) : أنا اليوم باحس أحسن نوعًا، ولكن لسا دبلانة. (تُخرج مراية صغيرة من عِبها وتنظر نفسها فيها وتقول) دا إيه دا؟ إيه دا؟ شيء يصرع. إزاي بقا وشي كدا؟ وحمار خدودي راح فين؟ مين دا اللي طفا نورانية عيوني؟ يا خسارة، والله دي عين رديَّة حسدتْني. تشوشت خمسة عشر يوم وطلعت من العيا كأني طالعة من تُربة. (تتنهَّد) نِعمل إيه؟ هنا في إسكندرية الحُكما ما يعرفوش شيء. فينك يا باريز؟

المنظر الثاني

(إبراهيم والمذكورة)
إبراهيم : إزاي صحتك اليوم يا حبيبتي؟
مريم : أحسن شوية.
إبراهيم : الحمد لله.
مريم : قول لي، العريس رجع من مصر؟
إبراهيم : أيوا، رجع ليلة إمبارح، وأول سؤاله كان عنك.
مريم : بارك الله فيه. ابن الناس دايمًا كدا.
إبراهيم : هوا جدع طيب.
مريم : وعديلة بتقول إيه؟ فرحانة به؟
إبراهيم : غاية الفرح؛ في مدة غيابه كانت الجوابات رايحة جاية. وأي جوابات! كلام حب وعشق.
مريم : يا بختهم، موش زيِّنا احنا اللي اتجوِّزنا على العمياني بدون عشق.
إبراهيم : الله يرحم أيامنا. خلينا من الكلام ده. قولي لي، إنتي جاية معنا دلوقتِ في القونصلاتو؟ لأن اليوم هو المُحدد على شان كتب الكتاب، والعريس أوعدني إنه يجي هنا الساعة احداشر أفرنكي، يعني قبل الظهر بساعة، حتى نروح هناك سوى.
مريم : أنا لسه عيَّانة ومانيش قادرة أقعد على حيلي. ومع كل ذلك الحكيم دلوقتِ يجي ونسأله. فإذا كان يأذن لي بالرواح كان بها، وإلا روحوا انتو.
إبراهيم : طيب يا حبيبتي. (في نفسه) ألطف يارب وتقَّل سخونتها.

المنظر الثالث

(حسانين والمذكورين)
حسانين (إلى مريم) : يا ستي مادام، الحكيم خرلمبو بيسأل عليكي، أقول له يتفضَّل؟
مريم : طيب قول له يدخل.
حسانين : حاضر يا ستي مادام (يخرج).
إبراهيم (يضحك ويقول إلى مريم) : ما لاحظتيش النقط اللي سقاه لكِ الخدام؟
مريم : إنتا ما تفلحشِ إلا في الكلام دا يا فلَّاح.

المنظر الرابع

(الحكيم خرلمبو والمذكورين)
خرلمبو (إلى مريم) : سباك الكير يا ستي.
مريم : يسعد صباحك.
إبراهيم (في نفسه) : ما كنش ناقصنا إلا الرومي دا. (إلى الحكيم) اتفضل ارتاح.
خرلمبو : أف خاريستوه.
إبراهيم : من فضلك اتكلم عربي.
مريم (إلى الحكيم) : أيوا؛ لأن الخواجة من سوء بخته ما يعرفش إلا لسان العربي.
خرلمبو : معالهش، أنا كمان أعرفو أتكلمو ويا هوا بالعربي. أنا اتعلمت طيبين الكلام بتاع هوا. أنا عارف أقرا واكتب بولي كلاه.
إبراهيم : إنتا رجل شاطر وتتكلم عربي فصيح. (في نفسه) زي الزفت وأسخم.
خرلمبو (إلى مريم) : خضرتك أخسن النهار ده. وريني اللسان بتاع إنتي.
إبراهيم : حقًّا يا خي لسانها طولها؛ لأن لما نزلت من بطن أمها الداية سحبتها منه بتخمنه ديل.
مريم (تخرج طرف لسانها) : ما هوش نضيف؟
إبراهيم (في نفسه) : هوا يبقا في الدنيا اظفر من كدا؟
خرلمبو (إلى مريم) : افتحي فمك شوية سيادة، وطلَّأ اللسان بتاع إنتي برَّا كالص كالص.
مريم (تفتح فمها إلى آخره) : كدا طيب؟
خرلمبو : أيفا. أوه، في الفم بتاع إنتي خرارة كبيرة.
إبراهيم (في نفسه) : والله ما صَدَقْت إلَّه في دي.
مريم (إلى الحكيم) : والعمل إيه؟
خرلمبو : واكدة شَربة زيد كاروأ وبالليل اتنين خوكنة. فهمت؟ وموش تكرج النهار دي.
إبراهيم (في نفسه) : لك الحمد يا رب.
مريم (إلى الحكيم) : لكن أنا كنت عاوزة أروح القونصلاتو مع العرسان.
خرلمبو : أكسن إنت إفضل في البيت. الكواجة إبراهيم يروح مع همان. وأنا كمان دلوقتِ لازم روح عند مادام القنصل. إيه هيا عيان وكدا أنا كول للقنصل حضرتك موش …
مريم (إلى الحكيم) : كتر خيرك.
إبراهيم : وشكر الله فضلك.
خرلمبو : لا موش تخت خبر أنا خبيب بتاع إنتم وأنا لازم أعمل إنتم معروف، بكا مدموازيل رايخ يتجوز مع واخد جدع كويس.
مريم : حضرتك تعرفو؟
خرلمبو : من زمان.
مريم : وتعرف أبوه؟
خرلمبو : أبوه حبيب بتاع أنا.
مريم : هو راجل عظيم. هو كونت، يعني زي باشا.
خرلمبو : مين باشا؟
مريم : أبو العريس.
خرلمبو : يا ستي إنتي جلطان كتير كتير كتير. أبوه كان واخد تجار زجيرين موش باشا.
إبراهيم (في نفسه) : آدي اللي رايح يفسد اللي عملناه. (إلى الحكيم) إنتا ما انتاش فاهم الست والست ماهيش فاهماك. (إلى مريم) حضرته يعرف أبو العريس قبل ما يحصل درجته العالية. فاهمة يا ستي؟
مريم (إلى إبراهيم) : لا موش كدا.

المنظر الخامس

(عديلة والمذكورين)
عديلة (إلى مريم) : صباح الخير يا ماما. كيف حالك؟ إنشالله تكوني صبحتي أحسن. (إلى إبراهيم) وأنت يا بابا إزيك كدا؟ (إلى الحكيم) هو حضرتك هنا كمان؟ أتاري المحل منور. إزاي وجدت أمي؟ ماهيش أحسن من إمبارح؟ يعني تقدر تخرج معانا اليوم؟
إبراهيم (في نفسه) : والله عفارم يا بنتي، أما عشرة لهجة مليحة خلِّت الجماعة ينسوا اللي كانوا فيه.
خرلمبو : مادام أكسن كتير، لكن موش يكدر يكرج. بكره هيَّا يصبح طيِّبين كوي كوي. (يقف وينظر ساعته) الساعة أحداشر. أنا لازم أروح كاكيميره (يسلم على الجميع ويخرج).

المنظر السادس

(المذكورين ما عدا خرلمبو)
عديلة : والله الحكيم دا راجل طيب ومعتني بنا للغاية. هو طيَّبك يا ماما في أقرب وقت.
مريم : لكن في أقرب وقت غيَّر حالتي. ومين دا اللي يشوفني دلوقتِ ويعرفني؟ صبحت زي عود الخلة من بعد ما كنت زي غُصن البان.
عديلة (إلى مريم) : بردك ترجعي زي ما كنتي وأحسن؛ ما تنقهريش.
إبراهيم (إلى عديلة) : تنقهر ليه؟ البركة فيكي إنتي يا بنتي وفي جمالك. يعني أمك رايحة تتعاجِب؟ (إلى مريم) باللهي عليكي عاوزة تكوني كويسة ليه؟ رايحة تتمعشقي على آخر الزمن؟ (في نفسه) أديني فشِّيت غليلي والسلام.
مريم (إلى إبراهيم) : أنا باكلم بنتي يا مسيو وأنا ما باخاطبش جنابك، اللي ما تعرف الدنيا فيها إيه. بقا أنا اللي عجوزة؟ والله ما عجِّزني غيرك. لكن ما باليد حيلة، المكتوب على الجبين تراه العيون.
عديلة (إلى إبراهيم) : يعني ما تغُمَّهاش إلا في فرحي؟
مريم : أنا أنغم من كلام راجل زي دا يا بنتي؟ وحياتك رُوحي البِسي واتزوَّقي أحسن العريس جاي ياخدك.
عديلة : طيب يا ماما بس صعبان عليا إنك مانتيش جاية معانا.

(تخرج.)

المنظر السابع

(حسانين والمذكورين)
حسانين : يا ستي مادام، العريس جا، أقول له يدخل؟
مريم : ودا شيء لازم له سؤال يا تور؟ قول له يتفضل.
حسانين : حاضر يا ستي مادام.

(يخرج.)

المنظر الثامن

(فيكتور والمذكورين)
فيكتور : بون جور مسيوه إيدام.
مريم : بون جور مسيو لي شفالييه.
إبراهيم (إلى فيكتور) : الحمد لله بسلامتك.
فيكتور : كتر كيرك. (إلى مريم) مادام كان أيان مادموازيل كتب لي أنا. إنشالله دلوكتِ أخسن.
مريم : الحمد لله أحسن كتير. حضرتك ما شفتش لسه مدموازيل؟
فيكتور : لا، مدموازيل أنا لسه موش شفته من اليوم اللي أنا يسافر في مصر.
إبراهيم : هيَّا جاية حالًا.
مريم (إلى فيكتور) : دخلت في أوضتها تجهِّز نفسها للرواح.
فيكتور (إلى مريم) : وحضرتك مادام موش يلبس على شان إيه؟ إنتا موش يجي مع إحنا؟
إبراهيم : لا، الحكيم خرلمبو حرَّج عليها ما تخرجش.
مريم (إلى إبراهيم) : وجعت قلبي بانقاطك.
فيكتور (إلى مريم) : إذا أنا يعرف خضرتك موش يجدر يخرج أنا كنت أكول للقنصلاتو ولكل الحبايب بتوع أنا إن بعد شوية يوم لمَّا تطيب إنتي إحنا يعملوا الفرح.
مريم (إلى فيكتور) : كتر خيرك يا ابني، لكن على شاني أنا ما أحبش إن فرحكم يتعطَّل دقيقة واحدة. وغير كدا ذات الفرح هو في البيت. والليلة معزومين عندنا جميع عُمَد إسكندرية وجميع القناصل والزوات لأجل العشا والبالُّو.
إبراهيم (إلى مريم) : ونسيتي تحكي له على المزِّيكات العال.
فيكتور : بكا في فنطزية كتير كتير. أنا موش كنت مبسوط زي اليوم ديه.

المنظر التاسع

(عديلة والمذكورين)
عديلة (وجميع ما عليها أبيض وتاج ورد فوق راسها، تدخل وتقول إلى فيكتور) : إنتا من زمان هنا يا حبيبي؟
مريم (إلى عديلة) : يخي سلمي عليه قَبْلا. كأنه الراجل لا سافر ولا جَا.
فيكتور : موش تخت كبر يا مادام لما اتنين يخبو واخد التاني، موش لازم في كومبليمان بيناتهم.
إبراهيم (إلى مريم) : الحق معه. (إلى فيكتور وعديلة) يالله بنا لأن الوقت راح.
فيكتور : ألون.
مريم (إلى فيكتور وعديلة) : تعالوا يا ولادي لمَّا أبوسكم قبل ما تروحوا. (تبوسهم) ربنا يعطيكم السعد والفرح والهنا ويتمم عليكم بخير.
إبراهيم : الله يسمع منك ويقبل دُعاكي.
عديلة : إنشالله في حياتكم.
فيكتور : وي وي، في الخياة بتاع إنتم (عديلة وفيكتور يبوسوا يد مريم ويخرجوا مع إبراهيم).

المنظر العاشر

(مريم وبعد ذلك حسانين)
مريم (في نفسها) : لك الحمد يارب اللي ما خيِّبتش رجايا، وأعطيتني صهر أفتخر به على الناس، موش واحد كلشي انكان زي الواد يوسف مثلًا اللي كان يجرَّسني، وكنت أختشي أعرَّف الآخرين بإنه يقرَب لي. أما صهري دا ابن ناس صحيح. والله بنتي لها بخت، موش زي حالي أنا اللي وقعت في راجل ما يعرف تلت التلاتة كام.
حسانين (يدخل بسرعة ويقول لمريم) : يا ستي مادام، يا ستي مادام، خواجة طويل عريض بدقن كبيرة (في نفسه) كأنها مقشَّة جامع. (إلى مريم) أعطاني الورقة دي أورِّيها لحضرتك.
مريم (تاخد منه الورقة وتقراها) : دا الكونت لسانتور.
حسانين : بتقولي إيه يا ستي مادام؟ عاوزة تأمري الطباخ يطبخ لسان تور على شان الغدا؟
مريم : إنتا حمار. إنتا خنزير. رُوح اطلع برا.
حسانين : دا إيه دا؟ أنا عملت إيه؟ ما هو إنتي اللي بتقولي اطبخ لسان تور.
مريم : دا اسم الأمير. يالله أخرج وقول له يتفضل.
حسانين : حاضر يا ستي مادام (يخرج).

المنظر الحادي عشر

(مريم وبعد ذلك الكونت لسانتور)
مريم (في نفسها) : يا هلترى الكونت عارف بخطوبة ابنه؟ لازم يكون كدة، حتى إنه جَا يحضر الفرح. قد إيه ينسَر فيكتور لمَّا يشوف أبوه، وجوزي كمان ينبسط منه لأنه يتكلم عربي طيب. دا اتعلموا في مدة سُكنته في الجزاير والسنين اللي قضاهُم مع إبراهيم باشا.
لسانتور (يدخل بانشراح ويمد يده إلى مريم ويسلم عليها) : حضرتك لسه مريضة؟ أنا وصلت هنا بقالي ست أيام وأول سؤالي كان عليكي وعلى الخواجة إبراهيم، فأخبروني إن حضرتك عيَّانة بالنوشة، والخواجة إبراهيم دايمًا مشغول بمينة البصل. في تاني يوم وصولي سافرت على مصر، وهناك أقمت مدة إلا كم يوم دول، وحصل لي فيهم غاية الانشراح؛ لأن مصر الآن صارت مثل بلاد أوروبا، وموجود فيها تياترات وسيرك وجناين وسكك جداد وبنيات عِظام مُفتخرة وقهاوي ولوكاندات وشيء يمخوِل العقل من أعجب شيء؛ فيجِب على أهل مصر أن يكونوا شاكرين أفضال الخديوي الأعظم؛ لأنهم ما شافوش الأمَلَة دي إلا على أيامه.
مريم : الحق معاك، ولي مصر جعل كرسي مملكته جنة في أقرب وقت. لكن قول لي، ما وصلكش جوابات من ابنك ولا انتاش عارف هو فين دلوقتِ؟
لسانتور : يا ستي هو في الشام، وعن قريب يوصل هنا على شان ما نرجع سوى إلى فرانسا.
مريم (تضحك) : بقا انتا ما انتاش عارف إنه وصل هنا من زمان؟ وشاف عديلة في التياترو وعجبِتُه وطلبها مِنَّا وأوراني جواب توصية منك؟
لسانتور : أنا صحيح أعطيته جواب توصية لكي، لكن موش على شان يخطب بنتك ويتجوزها.
مريم : مانا باقول لك جواب وصية فقط، لكن طلب الخطوبة منَّا بجواب تاني منه هُوَّا.
لسانتور : موصوج وانتي رضيتي؟
مريم : طيب وإذا رضينا جرا إيه؟ يعني ما احناش من مقامكم؟ لله الحمد إحنا ناس مُعتبرين وأغنيا وكل الدنيا تشهد بكدا. وجوزي جالوا نيشان شفالييه مجيديه، وبنتنا ما حدش يقدر يحكي في حقها حاجة؛ بنت جميلة محتشمة كاملة الأوصاف. بقا زعلك ده معناه إيه؟ دا ابنك قال لنا إنه بعت يستأذنك.
لسانتور : كداب يا ستي، في آخر جوابه ما جاب ليش السيرة دي. وغير كدا الجوازة دي ما تصحِّش مُطلقًا؛ لأنه خاطب بنت عمه في باريز، وإحنا ناس أُمَرَة ما نرجعش في قولنا.
مريم : ماعلهش، بنت عمه تلاقي لها عريس غيره، الشباب هنا كتير.
لسانتور : ما يمكنش يا ستِّي. (يقوم ويلبس بورنيطته ويستعد للخروج ويقول لمريم) عن إذنك يا ستي.
مريم : رايح فين يا مسيو؟
لسانتور : رايح القونصلاتو أظهِر غش وتزوير ابني وخيانته حتى أبطِل اللي جرى لغاية الآن (تمسكه من يده وتمنعه عن الخروج).
مريم : يا حضرة الكونت، روق لنفسك، بدَّك تعمل إيه؟ دي هتيكة وجُرسة. موش لنا بس، دي لحضرتك ولابنك زيادة.
لسانتور : من فضلك اتركيني.

المنظر الثاني عشر

(كارولينا وحسانين والمذكورين)
كارولينا (إلى مريم) : الأريسات جُو.
حسانين (إلى مريم) : يا ستي مادام، العرسان وصلوا ومعهم الحكيم خرلمبو.
مريم (إلى لسانتور) : الحمد لله، أهُم جُم وتوفر عليك المشوار. روق، روق على شان خاطري.
لسانتور : أنا رايق، فقط بدي أأدب ابني.
مريم : لا، لا، لا، سامحو على شان خاطري.

المنظر الثالث عشر

(إبراهيم وفيكتور وعديلة والحكيم خرلمبو والمذكورين)
خرلمبو (إلى مريم) : أدِحنا جينا يا كيريه.
عديلة (تحضن مريم وتبوسها) : باركي لي يامي.
فيكتور (يبوس يد مريم) : أيوا، لأجل ربنا يتمم بخير.
مريم : الله يهنيكم ويوفقكم ويجعل عيشكم هنا وسرور، ويعطيكم الذرية الصالحة، ويطلع من أولادكم بيكاوات وباشوات.
خرلمبو : وواحد سلطان كمان.
إبراهيم (إلى لسانتور) : دا إيه دا؟ حضرتك هنا؟ ومن إمتا؟ الحمد لله بسلامتك.
لسانتور (إلى إبراهيم) : أخبرني قبلا، ابني فين؟
مريم (تأخذ فيكتور من يده وتقول إلى لسانتور) : آدي ابنك أهُوَّا.
لسانتور (يضحك) : هُوا دا ابني؟
مريم (إلى إبراهيم) : إزاي موش ابنه دا؟ (إلى فيكتور) يا كفاليير، حضرة الكونت موش أبوك؟ ما تجاوبوني يا ناس، أنتم خرستم ليه؟ (إلى إبراهيم) رد عليَّا إنتا يا بو دقن شايبة؛ دا ابنه ولا ما هوش ابنه؟
خرلمبو (إلى مريم) : أنا موش كولت لخضرتك الصبخ ديَّه أبوه موش كونت؟ دا اسمه: الكواجة يوسف ابن الكواجة يعقوب.
مريم (تصيح وتقول) : غيتوني (وبعد ذلك تقع مغشيَّة على الكرسي).
خرلمبو : ما تخافوش (يُخرِج قزازة من عِبه ويشمِّمها لها، وعديلة ويوسف يركعوا بالقُرب منها).
لسانتور (إلى إبراهيم) : أنا موش فاهم حاجة من الحكاية دي!
إبراهيم : أنا أفهِّمَك القضية، بقا عديلة تحب الجدع دا، والجدع دا يحبها، وأنا رضيت بإنهم يتجوزوا بعض، ولكن الست موش مخلَّصها ولو إنه ابن ناس. لكن على شان ما عندوش قطعة شريطة حمرة يسما كفاليير.
لسانتور : وبعدو؟ عملتوا إزاي؟ وابني إيش دخلوا؟
إبراهيم : عديلة كانت قالت إن بين الأُمرا اللي تشرفنا بمعرفتهم في باريز كنت حضرتك اللي اعتنيت لنا زيادة عنهم، وإن في وقتها ابنك كان غايب، فلما طلبها الجدع منا واحنا ما قبلناش فكتب جواب سرًّا لعديلة وقال لها إنه رايح يبعت جوابين لمريم باسم فيكتور؛ واحد وصيَّة من حضرتك، والتاني بطلب خطوبة البنت من مريم. فالست مريم فرحت وقبلت وعزمته إنه يتغدَّا عندنا، فأنا لمَّا شُفت إن البنت راضية به، وقبلها بيوم كانت قالت لي ما تتجوِّزش غير يوسف، مسكتها حتى رَسِّتني على الصِّحَّة، فعرَّفتني بحقيقة الحال. وبالتصادُف تشوشت الست، وكدا صار عقد الشروط وكتب الكتاب في أثنى مرضها، وإلا كانت تفقس ملعوبنا.
لسانتور : ملعوب كويس قوي، أنا أعرف أبو الشاب دا، وباين على الجدع إنه عاقل ولطيف.
مريم (تفوق) : أنا فين؟
يوسف وعديلة : بين أولادك.
إبراهيم (يجري لعندها) : وبين جوزك اللي يحبك زي طرطوفة مناخيره.
مريم (إلى إبراهيم) : ما تورنيش وشَّك.
لسانتور (إلى مريم) : سامحيه واعفي عنه على شان خاطري، وحِبِّي الجدع دا لأنه شاطر ويستحق حضرتك.
مريم (إلى لسانتور) : لكن ما هوش لا كفاليير ولا كونت ولا هوش شيء من دا أبدًا.
لسانتور : ما حدِّش منا انولد ومعاه رُتب. الإنسان يحصل أعلا درجات الشرف بسلوكه الحميد وبأمانته واسمه الطيب؛ لأن الأمير أمير الأخلاق.
إبراهيم (يقلع النيشان الذي في صدره ويعطيه لمريم) : ما تزعليش يا حبيبة عيني، خُدي نيشاني أهوا وعلَّقيه له.
مريم (ترده له) : صهري موش عاوز نيشانك. (إلى لسانتور) إحنا نعرف نجيب له نيشانات، موش كدا يا مسيو الكونت؟
لسانتور : ما تفتكريش يا ستي الشاب دا في أقرب وقت بشطارته يصير أعظم الناس.
حسانين : يا ستي مادام، أنا شايف ناس كتير جايين هنا.
إبراهيم : دول المعزومين، يالله ندخل جميعنا في الديوان الكبير ونستقبلهُم.
مريم (تقوم وتقول للجميع) : يالله بنا (جميعهم يخرجوا ما عدا إبراهيم).
إبراهيم : لك الحمد يارب بإنك فرَّحتني على آخر الزمان، وخليتني أطلع بكلمتي ولو بملعوب وأغيظ المادام (ثم تنقفل الستارة).
(تمَّ بخير.)

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤