الرأس والجنس
هل هناك علاقة بين هيئة الرأس والجنس؟ هل ينبغي لكل من وهبه الله رأسًا ضخمًا وجبهةً عريضةً أن يكون من عنصرٍ معيَّن؟ لقد أنفق علماء الإنسان في ذلك جهدًا ووقتًا عظيمَين، ولكن الدكتور فرانز فايدن رايخ، البحَّاثة في متحف التاريخ الطبيعي، يؤكِّد لغيره من العلماء أنهم يُضيعون وقتهم هباءً إذا أصرُّوا على تقرير قواعد في هذا الموضوع، بل هو لا يؤيد غيره من العلماء الذين يريدون تقسيم البشر طبقات بحسب مقاييس رءوسهم، ويذهبون إلى أن الأوروبيين ينقسمون إلى طبقتَين؛ طبقةٍ عليا ذات رءوس مُستديرة، وهم شعوب الشمال وشعوب البحر الأبيض؛ وطبقةٍ دنيا ذات رءوس طويلة أو متوسطة، وهم أهل أوروبا الوسطى (الألبية والدينارية)، ويظنُّ أنهم نتجوا من الاختلاط مع شعوبٍ مُستديرة الرأس آتية من آسيا.
فالآن قد انتهى الدكتور فايدن رايخ بعد أن قاس عددًا كبيرًا من الرءوس إلى النتائج الآتية؛ أولًا: أن الآسيويين (وخاصة المغول) — الذين كان يظنُّ أنهم أصل الرءوس الأوروبية المُستديرة — هم في الواقع ذوو رءوس مُستطيلة لا مُستديرة. ثانيًا: أن الشعوب الوحيدة ذات الرءوس المُستطيلة هي الشعوب المُتوحشة في أفريقيا وأستراليا. ثالثًا: أن الناس المُتحضرين من كل شعب تستدير رءوسهم شيئًا فشيئًا.