أثر الألوان في الحياة
اختيار ألوان الملابس أحد العوامل التي تُعين الإنسان على النجاح في الحياة — سواء أكان رجلًا أم سيدة — فعليك بلبس الملابس ذات الألوان التي ترتاح إليها، وتشعر معها بالاعتداد والثقة بالنفس؛ فبعض الناس يجد هذا الشعور إذا لبس ملابس زرقاء، والبعض في الملابس البنية الداكنة، ومهما كان الأمر فالبسْ ما يُلائمك وتطيب له نفسك، واجعل رباط الرقبة بشكلٍ يزيد في حيويتك، ويُضفِي عليك التقدير والاستحسان من غير جنوح إلى التبذُّل أو خروج على المألوف. ولعل خير ما يُناسب السيدات إذا أردن النجاح في مهمةٍ يُباشِرْنها هو اللون الأزرق بدرجاته المختلفة، واللون الأحمر الداكن، وكذلك اللون الزيتي. وعلى أية حال يجب أن يكون اختيار الألوان مُناسبًا لنوع المهمة والوسط الذي سيوجد به الإنسان.
سلوى وجمال
سلوى عصرية، تلقَّت علومها في مدارس إفرنجية، ونشأت على حياة من الترف والدلال جعلتها محطَّ أنظار الرجال، وقد انتهى بها المطاف أخيرًا إلى الزواج، فكانت هذه قصتها.
-
الفصل الأول: عندما خانت سلوى زوجها أول مرة، سألها جمال غاضبًا: «لقد خنتِ عهدي مع
هذا الرجل، فما الذي أغراكِ بهذا؟»١
فأجابته سلوى: «لأنه أنيق.»
وخرج جمال يستشير أصدقاءه وخلَّانه عن أفضل «ترزي»، أين نجده؟ وأين يشتري أجمل الكرافتات؟! وعند أي حلاق يحصل على أكمل عناية بشعره وأظافره وشاربه وذقنه؟ ولما أن حصل منهم على جميع هذه المعلومات نفَّذها بحذافيرها، وعاد إلى زوجته واحدًا من أكثر الرجال أناقة، وما إن رأته سلوى حتى ارتمت في أحضانه، وصاحت في إعجاب وإكبار قائلةً: «سأعبدك مدى الحياة.»
وعاشا سعيدَين بعد ذلك.
-
الفصل الثاني: ولما خانت سلوى للمرة الثانية سألها جمال غاضبًا: «لقد خنتِ عهدي مع هذا
الرجل، فما أغراكِ بهذا؟»
فأجابته سلوى: «لأنه قوي.»
وقصد جمال لتوِّه إلى أقرب نادٍ رياضي فالتحق به، وقضى الأشهُر الطويلة في المران الشاق حتى تفوَّق في جميع أنواع الرياضة، وتضخَّمت عضلاته حتى أصبحت قوية مثل عضلات المصارع، بل الواقع أنه انتصر على بطل المصارعة في مباراةٍ ودية، ثم عاد إلى زوجته قويًّا كالثور، وما إن رأته سلوى حتى ارتمت في أحضانه، وصاحت في إعجاب وإكبار قائلةً: «سأعبدك مدى الحياة.»
وعاشا سعيدَين بعد ذلك.
-
الفصل الثالث: ولما خانت سلوى زوجها للمرة الثالثة، سألها جمال غاضبًا: «لقد خنتِ عهدي
مع هذا الرجل، فما الذي أغراكِ بهذا؟»
فأجابته سلوى: «لأنه غني.»
وقضى جمال ليلته هذه في حجرته المُوصَدة يعمل في الوصول إلى اختراعٍ هام، وفي الصباح وصل إلى هدفه، واكتشف آلةً فنيةً جديدة وهامة، وباع اختراعه لشركةٍ أمريكيةٍ نظير مليون من الجنيهات، وعندما عاد إلى زوجته بالمال ارتمت سلوى في أحضانه، وصاحت في إعجاب وإكبار قائلةً: «سأعبدك مدى الحياة.»
وعاشا سعيدَين بعد ذلك.
-
الفصل الرابع: وكانت المرة الرابعة … والأربعين … والأربعمائة … والأربعة آلاف … وفي
المرة الأربعة آلاف وأربعمائة وأربعين لخيانة سلوى، سألها جمال بهدوء: «لقد
خنتِ عهدي مع هذا الرجل، فما الذي أغراكِ بهذا؟» أجابته سلوى: «لأنه
قاتل.»
وتلمَّس جمال جيبه، وتفقَّد مسدسه، ثم أخرجه وأطلق رصاصةً واحدة على سلوى قتلتها.
وفي هذه المرة يمكننا أن نقول بشيء من الدقة إن سلوى كفَّت بعد ذلك عن خيانة جمال.