المتأسلمون والوطن
«والدِّين أيضًا رابطٌ اجتماعي قوي لا يمكن إنكارُه، لكن المجتمع، عَبْر ما يمرُّ به من مشاكل أو انفراجات أو علاقات أو حروب، فإنه يقوم بتغيير أولويَّاته باختيار ما يكون مطلوبًا من روابط على سُلَّم الروابط؛ فتأتي المصلحة على أوَّل درجة، وأحيانًا الدِّين، وأحيانًا أخرى العنصر، وأحيانًا اللغة، ويتمُّ ترتيب الروابط حسب حاجة المجتمع في زمنٍ ما.»
يناقِش «القمني» في هذا الكتاب فكرةَ الدولة الإسلامية، ومدى توافُقها أو تعارُضها مع الدولة القومية الحديثة؛ إذ تُعَد الدولةُ القومية مسألةً حاسمة وفاصلة في علاقة الأصوليين بالحداثة، فضلًا عن أنها حاصلُ جمعِ المجتمع والدولة والتاريخ والجغرافيا أرضًا وحدودًا، والاقتصاد وطبيعته المتوائمة مع جغرافيته وتاريخه. وفي سبيل ذلك يستعرض ويناقش بعضَ الآراء التي تناولَت مفهومَ الدولة الإسلامية على مَدار تاريخها؛ تلك الآراء التي تحاول توضيحَ مدى انسجام هذا المفهوم مع العصر الحديث من ناحية، ومساهَمة الحِقبة الاستعمارية في بَلوَرة الدولة العربية الحديثة في العالَمَين العربي والإسلامي من ناحية أخرى.