تاريخ النحو العربي: منظورًا إليه من جهة تطور مفهومه: تأملات استكشافية
«إذا ما نُظر إلى فكرةِ تاريخ مفهوم النحو العربي من الجانب الذي تبدو عليه ضمن تاريخ النحو، فإنها تبدو فكرةً واحدة؛ ذلك أن أفكار تاريخ النحو العربي يُمكِن أن تكون أكثرَ منها بكثير. يُمكِن أن أضع تحت تاريخ النحو العربي تحليلَ صراع النُّحاة المتعلِّق بقضايا النحو ومَسائله العلمية، والتساؤل عن الفكرة التي كوَّنَتها كلُّ جماعة نحوية، وتَتبُّع بناء مفاهيم النحو المؤسسة والنُّحاة الذين ساهموا في تأسيسها، وتَتبُّع المفاهيم الموجَّهة للنحو والنُّحاة الذين ساهموا في تأسيسها.»
تقوم فكرةُ الكتاب على تَتبُّع تطوُّرِ مفهوم النحو العربي عند خمسة من علماء النحو؛ أحدهم يُصنِّفه النُّحاة على أنه من عُلماء البلاغة، وآخَر على أنه من علماء الصرف، وثالث على أنه عالِم على هامش النحو، وناقد للنحو المَشرقي من أجل نحوٍ مغربي ذي خلفيةٍ أيديولوجية. يَمزج المؤلِّف بين تحليلِ الحكاية النحوية وتحليلِ القضايا النحوية، والهدفُ دائمًا هو معرفةُ كيف تَطوَّر مفهوم النحو من نحوٍ يُصحِّح الخطأ اللغوي عند «أبي الأسود الدؤلي»، إلى نحوٍ علمي عند «سيبويه» يَصِف اللغة العربية، إلى نحوٍ من دونِ خلفيةٍ ثقافية عند «ابن جني»، إلى النحو الذي يُمثِّل مدخلًا لتذوُّق النص المُعجِز عند «عبد القاهر الجرجاني»، ثم كيف أصبح النحو أداةً للصراع بين نحوٍ مَشرقي ونحوٍ مَغربي يرغب «ابن مضاء» في بَلوَرته.