القبعة ذات الأجراس
«كان يجب أن نكتفي، بحقِّ السماء، بأننا وُلدنا دُمًى كإرادة الله. لا يا سيدتي! كلٌّ منَّا بعد ذلك يصبح دُمية بطريقته؛ تلك الدُّمية التي يمكِن أن يكونها أو التي يعتقد أنها هو بالفعل. عندئذٍ تبدأ المُشاحَنات! لأن كل دُمية، يا سيدتي، تريد أن تحصل على احترامها، ليس لِما تؤمن به في قرارة نفسها، بل للجزء الذي يجب أن تمثِّله في الظاهر. بوضوح، لا أحدَ سعيد بدوره!»
أيهما أهم؛ رفض الخيانة الزوجية أم مَظهرنا في المجتمع؟ هذا ما تثيره هذه المسرحية التي تدور أحداثُها حول زوجةٍ ضبطَت زوجَها وهو يخونها مع عشيقته، فأبلغَت الشرطة وأُلقِي القبضُ عليهما. لكن الزوجة واجَهت معارَضةً مجتمعية لهذا التصرُّف؛ إذ سعى المحيطون بها في البداية إلى ثَنْيها عن فكرة الإبلاغ — ومن ضِمنهم زوجُ العشيقة — ثم قلَّلوا من حجم الخطيئة التي ارتكبها الزوج. وبعد أن نجح الزوج في إقناع النيابة ببراءته، سعى الجميعُ إلى إقناع الزوجة نفسها ببراءة زوجها حفاظًا على مَظهره؛ لما تمتَّع به من مكانةٍ اجتماعية رفيعة قد يقلِّل منها اتهامُه بالخيانة. ووسط كل ذلك عاشت الزوجة معاناةً لا حدَّ لها في مواجَهةِ مجتمعٍ بأكمله.