مفاجأة … فوق الحساب
في منتصف اليوم التالي عقد الشياطين اﻟ «١٣» اجتماعًا للحديث عن كل ما حدث وإرسال تقرير إلى رقم «صفر».
قال «أحمد»: إن الحديث عن كنوز الملك «حيرام» طويل ومتشعِّب … وسأركِّز حديثي حول الدَّور الذي قامت به عصابة «جولدن كراون» … هذه العصابة كانت تطارد «بورجي»، وقد استأجرت «يانك تورو» لاغتياله والحصول على الخرائط، ولكن قبل ذلك بشهور … كانت قد أعدت هذه الغرف البلاستيك التي وضعوها تحت الماء بجوار الأحجار … بنفس الحجم … ونفس اللون … والحجرة يمكن أن يعيش فيها غوَّاصان بضعة أيام، يخرجان في الظلام ويبحثان دون أن يظهرا مطلقًا … وهكذا انسحبت «الرويال» بعيدًا عن الميناء بعد أن وضعت الحجرتين البلاستيك في الماء … وعندما حصلت العصابة على الخرائط … نزل الغواصون إلى أماكنهم في الحجرتين وبدءوا العمل.
وقالت «إلهام» مقاطعة: ولكنهم لم يعثروا على الكنز … بدليل المكالمة التي سمعناها تحت الماء …
أحمد: هذا صحيح … ولا أدري حتى الآن ما السبب …
ودق جهاز اللاسلكي يحمل لهم السبب … ومعه مفاجأة … فوق الحساب … قضت «إلهام» فترةً طويلةً في غرفة اللاسلكي، وعندما عادت كان على وجهها آثار دهشة بالغة ونظرت إليهم قائلة: مفاجأة مثيرة!
وانتبه الشياطين جميعًا إليها وأخذت تتلو عليهم التقرير القادم من رقم «صفر»:
عثرنا على «ماري» التي كان «بورجي» قد كتب اسمها على يده … ووجدنا معها مذكرات «بورجي» التي كتبها في المستشفى … والمذكرات طويلة وأكتفي منها بالنقاط التي تهمكم:
- أولًا: إن «بورجي» ليس عالمًا سويسريًّا … إنه ليس إلا «سمنر» البحَّار الفرنسي الذي عثر على عقد اللؤلؤ، وقيل إنه رسم خريطةً لمكان كنوز الملك «حيرام».١
- ثانيًا: لم يمت «سمنر» في الحرب كما أُشيع، ولكنه هرب إلى سويسرا حيث تسمَّى باسم «بورجي» ودرس تاريخ منطقة صور وكل ما يدور حول كنز الملك «حيرام».
- ثالثًا: بعد الحرب العالمية جاء «بورجي» إلى الميناء وحاول أن يبحث وحده عن الكنوز ولكنه لم يجد شيئًا … وحفر مرةً ثانيةً وثالثةً وفشل، وأدرك أنه لا بد من الاستعانة بهيئة قوية للبحث … وهكذا أطلق لحيته وغيَّر بعض ملامحه وظهر إلى الوجود باسم العالم السويسري «بورجي».
- رابعًا: علمت عصابة «جولدن كراون» وعصابة «الزعيم» معًا بقصة «بورجي» فبدأت مطاردته … واستطاعت عصابة «جولدن كراون» أن تحصل على الخرائط وحاولت الحصول على الكنوز …
- خامسًا: اعترف «سمنر» في مذكراته أن الميناء تغيَّر كثيرًا بعد مرور أربعين عامًا على رسم الخريطة بسبب الأعاصير والرمال وغيرها، ممَّا جعل الخريطة لا قيمة لها تقريبًا … وإن كانت تصلح كأساس لبحث طويل في المستقبل عن الكنوز …
- سادسًا: في انتظار تقريركم … أشكركم فقد قمتم بالعمل على أحسن وجه ممكن.
وسكتت «إلهام» وتبادل الشياطين النظرات … وقالت «زبيدة» بصوت حالم: لقد تمنيت أن أرى هذه الكنوز بأي ثمن … ولكن يبدو أن ستظل حلمًا كما ظلت كل هذه الألوف من السنين …