ذكريات بعيدة
«وكنت أرى جَدتي في كل يوم تمسك به وتفتحه، فينفرج عن كراسةٍ ذات شريط جديد دائمًا، يعلو الكراسةَ الكثيرُ من غبار السنين أحال بياضَ أوراقها إلى غُبْشة كتلك التي تغشى نظرةَ الناظرة إلى التاريخ البعيد.»
جسَّد الكاتب الكبير «ثروت أباظة» عبر أعماله، سواءٌ الروائية أو القصصية، مشكلات المجتمع المصري وصراعاته، مُصوِّرًا المَشاهد وكأنها عرض تلفزيوني لا يُمَل. وفي مجموعته القصصية تلك — ذات الأربع عشرة قصة — يمارس هوايته المفضلة بكتابة هذا اللون الأدبي، مُوغِلًا عبرَه في نفوس الشخوص، ومتقنًا عرضَ فكرتهم؛ ففي قصة «ذكريات بعيدة» يأخذك من أولها إلى آخِرها في رحلةٍ داخل نفس الجَدة الكبيرة التي تستعيد ذكرياتها البعيدة مع زوجها، وتريد أن تموت مُغرَمة به. وفي قصة «زواج»، وعبر واقعية الأحداث، عرَضَ إحدى المُعضلات؛ وهي الزواج دون حب. أما قصته «طوق حول العنق»، فنجد فيها خيانة الزوج لزوجته بعد شعوره بأن عينها التي وهبته إياها طوقٌ يُقيده كالكلب.