مفاجأة في الغابة!
عندما غادر «روس» المقر السري الفرعي في «آبي رود»، فإن «أحمد» طلب من «كلارك» أن يُخبره عن رجال العصابات التي تعامل معها في أمريكا … لأنهم سيُطارِدونهم!
وقام «كلارك» إلى جهازه العجيب، وجلس فترةً يضرب المفتاح بأصابعه … ثم يكتب على ورقةٍ بجانبه … وظل كذلك نحو نصف ساعة … ثم التفت إلى «أحمد» قائلًا: عندما عرفتُ أنني أتعامل مع رجال العصابات أوصلتُ جهاز التليفون في منزلي بجهاز الكومبيوتر الذي يستطيع أن يعرف على الفور رقم التليفون الذي يتحدَّث منه العميل … لقد كنتُ أعرف أنهم جميعًا يتعاملون معي بأسماءٍ مستعارة … ولكن الحسابات التي تُحوَّل إليها النقود لا بد أن تكون بأسماءٍ صحيحة حتى يمكن لأصحابها سحب النقود، وهؤلاء جميعًا قمتُ بتخزين المعلومات عنهم في الكومبيوتر!
أحمد: إنك شابٌّ عبقري … وللأسف الشديد أنكَ لم تستفد من عبقريتك في أعمالٍ مفيدة، بل على العكس استغلها غيرك في أعمال غير مشروعةٍ!
كلارك: إنني على استعدادٍ للسفر معكم … ولا يهمُّني ما سيحدث لي … إنني أريد أن أُكفِّر عن أخطائي!
أحمد: هذا هو الموقف الصحيح.
وتناول «أحمد» منه الورقة، وأخذ يتأمَّل ما بها … كانت هناك مجموعة من أرقام التليفونات … لاحظ أن بعضها تكرَّر بضع مرات … وكانت هناك بعض الأسماء … ولكن في كل مرة كان الاسم مختلفًا …
قام «أحمد» إلى جهاز التليفون وطلب «روجر» عميل رقم «صفر» في نيويورك … وقال له: إن عندي مجموعة من أرقام التليفونات أُريدك أن تعرف أصحابها وعناوينهم … وكذلك بعض الأسماء أريدك أن تستعلم عنها!
روجر: سأفعل ما بوسعي!
أحمد: وأرجو تدبير إقامة لخمسة أشخاصٍ في مكانٍ هادئ، وإعداد بعض السيارات والأسلحة!
روجر: كل شيءٍ جاهزٌ!
وبعد أن انتهى «أحمد» من الحديث إلى «روجر» التفَت إلى «كلارك» وقال: أريدك أن تنزع بعض الأجزاء الدقيقة من جهازك العجيب، حتى لا يعمل بدونها!
كلارك: إن أي جزءٍ مهما كان صغيرًا يجعل الجهاز عاجزًا عن العمل!
ثم مدَّ يدَيه الماهرتَين إلى الجهاز، وأخرج دائرةً صغيرة وقال: هذه هي مركز الذاكرة في الكومبيوتر … وبدونها لا يزيد عن آية آلةٍ كاتبة!
وأخذ «أحمد» الدائرة بحذرٍ شديد، ثم دخل إلى غرفته حيث وضعَها في حقيبة، وعاد إليهم قائلًا: سنقضي يومًا في الريف الإنجليزي … فخطَّتي أن نصل فجر الغد إلى «نيويورك» لنبدأ عملنا مبكرًا!
انطلق الشياطين ومعهم «كلارك» في السيارتَين الكبيرتَين متجهين إلى الريف. وكان يومًا بهيجًا، وكانوا يشعرون أنهم حقَّقوا خبطةً طيبة في أيامٍ قلائل ومن حقِّهم أن يمرحوا قليلًا … وكان هدفهم غابة في شمال لندن يقيمون فيها معسكرًا لقضاء اليوم … وكان اليوم يوم أحد … وعدد كبيرٌ من السيارات تتسابق على الطريق إلى الريف، فلم يلحظ الشياطين أن أربع سياراتٍ تتبادل أماكنها «تتبعهم» بحيث تتغير سيارة كل نصف ساعة … وبحيث لا يستطيع الشياطين معرفة أن أحدًا يتبعهم.
وصل الشياطين إلى المكان قرب الظهر … وبينما بدءوا في إقامة خيمتهم في وسط الغابة الصامتة، انقلب الجو فجأةً وتبدَّد الجو كما هي العادة في الطقس الإنجليزي وساد الظلام، وأخذت الأمطار تهطل بغزارة، والبرق يكشف السماء بعد الرعد …
ورغم هذا الجو المُكفهِر، فإن الشياطين كانوا سعداء يضحكون، ويَجْرون في كل اتجاه … يجمعون الحطب قبل أن يبتلَّ لإشعال النار … وبينما «عثمان» يدور خلف إحدى الأشجار خُيِّل إليه أنه رأى شبح رجلٍ يجري ويحاول الاختفاء …
عاد «عثمان» سريعًا إلى المعسكر … كان الشياطين قد نجحوا في إقامة خيمةٍ صغيرة يمكن أن تتسع لهم … وكان «كلارك» مكلَّفًا بجمع الحطب مثل «عثمان»، وبحث «عثمان» عن «كلارك» في الخيمة فلم يجده.
سأل «أحمد»: أين كلارك؟
رد «أحمد»: لا أدري … لقد خرج لجمع الحطب!
عثمان: أعتقد أن شيئًا مُريبًا يحدث حولنا!
ترك «أحمد» ما كان يعمل به والتفَت إلى «عثمان» منزعجًا …
وقال: «عثمان»: أعتقد أن «كلارك» لن يعود!
أحمد»: هرب!
عثمان: لا … هناك تحركاتٌ مُريبة حولنا!
قفز «عثمان» و«أحمد» و«زبيدة» و«إلهام» إلى الخارج … وفجأة انطلق عيارٌ ناريٌّ تبعه ثانٍ وثالث … وانبطح الشياطين على الأرض … وتدحرجوا على الأعشاب الكثيفة. لم يكن معهم سلاح لأنهم لم يتوقَّعوا ما حدث!
وفجأةً تدحرج «أحمد» سريعًا، ثم قفز واقفًا، وجرى وتعلَّق بنصف شجرة ثم ضرب رجلًا كان يُطلق النار عليهم … ترنَّح الرجل، وقفز عليه «أحمد»، وانتزع المسدس من يدَيه، ثم ضربه فسقط مغشيًّا عليه …
أسرع «أحمد» يدور دورةً واسعة حول المكان، ولكنه سمع بالقرب منه محرك سيارة يدور … وأطلق النار على مصدر الصوت … ولكنه سمع السيارة تبتعد … ثم تتبعها سياراتٌ أخرى.
عاد «أحمد» إلى الرجل الذي ضربه … كان مُلقًى على الأرض كما هو … أطلق «أحمد» صيحة البومة … فجرى إليه الشياطين، وتعاونوا على نقل الرجل … لم يتحدث أحدٌ منهم … فقد أدركوا أن «كلارك» قد خُطف … وأنهم ارتكبوا خطأً شنيعًا بما فعلوا.
ألقَوا على وجه الرجل بعض المياه الباردة فأخذ يُفيق تدريجيًّا … ونظر حوله ثم أغمض عينَيه …
قال له «أحمد» في لهجةٍ حاسمة: من الذي خطف «كلارك»؟
لم يرُدَّ الرجل … فأعدَّ «أحمد» المسدس للانطلاق ثم وضعه في جبهة الرجل وقال: سأعُدُّ إلى ثلاثة بعدها أُطلق النار!
ثم انثَنى يعُد: واحد … اثنان …
وقبل أن ينطق بالثالثة قال الرجل: أرجوك يا سيدي … سأقول لك كل شيءٍ!
أحمد: كيف عرفتم مكاننا؟
الرجل: عن طريق السيارة «الفورد اسكوت» التي تركتموها في الجراج … لقد عرفنا أن صاحبها شخصٌ يُدعى «روس ماكبرايد» واستطعنا معرفة عنوانه، وتبعناه حتى زاركم!
تنهَّد «أحمد» أسفًا … ثم قال: ومن هو الزعيم؟
تردَّد الرجل لحظاتٍ فقال «أحمد»: لا تحاول الكذب … من هو الزعيم؟
الرجل: إنه «كروز»!
أحمد: وكيف نعثر عليه … إن حياتك متوقفة على صدقك!
الرجل: إن له أماكنَ كثيرة يتردَّد عليها … ولكن اعتاد أن نقابله في نادي «التمساح الأزرق» وأظن أنه يملكه.
«أحمد»: سنتركك حيًّا … جزاءً لصدقك.