التمساح الأزرق
انطلق الشياطين بالسيارتَين يُسابقون الريح والمطر رغم خطورة السرعة في هذا الجو … ولكنهم كانوا يُفكِّرون في المقر السري … حيث تُوجد «كاتي» الطيبة والجهاز الخطير … ولا بد أن العصابة سوف تسعى إلى الحصول على الجهاز بأي شكلٍ وبأي ثمن … وقد تنفَّسوا الصُّعَداء عندما وصلوا إلى المقر … وقابلوا وجه «كاتي» الطيب المبتسم لهم …
أسرع «أحمد» إلى الحقيبة فوجد الجهاز في مكانه … وكذلك الدائرة التي انتزعها «كلارك» منه … وتنفَّس الصُّعَداء … ولكنه في نفس الوقت يجب سرعة استعادة «كلارك» من أيدي عصابة «كروز» قبل أن يقوم بتركيب جهازٍ آخر تقوم العصابة باستخدامه … وقرَّر على الفور أن يُخفي الجهاز بعيدًا عن المقر.
وقال لكاتي: هل أستطيع أن أطلب منك خدمة؟
كاتي: بالطبع يا مستر «أحمد»!
أحمد: إنني أريدُكِ أن تأخذي هذه الدائرة الصغيرة وتُخفِيها عندك!
كاتي: فقط!
أحمد: «نعم … ولكن اعلمي أنها في مُنتهى الأهمية!
ثم سلَّمها الدائرة الصغيرة المنزوعة من الجهاز … وطلب «روس» تليفونيًّا، وروى له كل ما حدث … ثم طلب منه الحضور فورًا إلى المقر السري لأخذ الجهاز … لأنه يتوقَّع هجومًا على المقر من عصابة «كروز» الليلة!
روس: سأكون عندك بعد نصف ساعة.
حضَر «روس» وتحدَّث مع الشياطين، واتفَقوا على تركِ المقَر السري بلا حراسة … فليس فيه شيء يمكن سرقته … كما أن العصابة لا تريد إلا الحصول على العقل الإلكتروني.
وتقرر أن يمر عليهم «روس» في المساء بعد أن يدرس مكان «التمساح الأزرق» تمهيدًا … لمهاجمته ليلًا لعلهم يجدون «كلارك» فيه …
حمل «روس» الجهاز وخرج … وأحسَّ «أحمد» ببعض الراحة … وأخذ الشياطين يجهِّزون أنفسهم للمعركة القادمة … أعَدُّوا الأسلحة وتناولوا غذاءهم ثم تمدَّدوا في طلب الراحة.
وفي الثامنة مساءً حضر «روس» وقدم لهم شرحًا تفصيليًّا لمكان ملهى «التمساح الأزرق» قال: إنه يقع في «الويست اند» وإنه مُكوَّن من ثلاثة طوابق … الطابق الأول ملهًى ليلي … والثاني نادٍ للقمار … والثالث سكنٌ خاص، وهو يقع في وسط حديقةٍ مسوَّرة … وخلفه مباشرةً تقع عمارة تصل إليه بسُلمٍ حديديٍّ مرتفع … وفي الأغلب أن تكون تابعة لعصابة «كروز»!
أحمد: في اعتقادك … ما هو الوقت المناسب للهجوم؟!
روس: كلما تأخر الليل كان أفضل … وفي إمكانكم التجوُّل حول المكان … إنني وجهٌ مألوفٌ لرجال العصابات، ولو دخلتُ هناك لعرفوني على الفور … لهذا أترك هذه المهمة لكم …
ولكني سأقف قريبًا من المكان … وسوف أساعدكم بطريقة أو بأخرى …
في الساعة التاسعة والنصف تحرك الشياطين في سيارتَين … ووصلوا إلى مكان «التمساح الأزرق» بعد مُضي نصف ساعة تقريبًا، وداروا حوله دورتَين … ثم ذهبوا إلى مقهًى مجاور وتناولوا بعض المشروبات الساخنة … فقد كان الجو شديد البرودة وضبابُ لندن المعروف يُغطِّي كل شيء …
انتظروا حتى الحادية عشرة مساءً، ثم غادروا السيارتَين إلى قرب المقهى … وساروا في الضباب … ودخلوا … كان المكان ضيقًا على غيرِ ما توقَّعوا … وكانت هناك فتاةٌ تُغني وترقص والمكان مزدحمٌ بالرُّوَّاد … لم يجدوا مائدة للجلوس … فوقفوا مع بعض الواقفين …
وبعد دقائق تسلَّل «أحمد» و«عثمان» إلى الدور الثاني … ولكنهم لم يدخلوه … بل صَعِدا إلى الدور الثالث … كانت الأنوار ضئيلة للغاية … ولكن «عثمان» أخرج أدواته الدقيقة، وأخذ يُعالج باب الشقة … بينما «أحمد» يُمسِك مسدسه ويحرسه …
وفي أقلَّ من دقيقة كان الباب قد انفتح، ودخل «عثمان» محاذرًا … وتبعه «أحمد» … سارا على أطراف أصابعهما يبحثان في كل غرفة … ولكن لم يكن هناك أحدٌ على الإطلاق.
فتح «أحمد» إحدى النوافذ وأطلَّ على العمارة المجاورة، وشاهد السُّلم الحديدي الذي يربط بين الدور الثالث والعمارة وهمس ﻟ «عثمان»: سنذهب إلى العمارة!
فتحا بابًا جانبيًّا يفتح مباشرةً على السُّلم الحديدي، وانحنى كلٌّ منهما وهو يسير وساعدهما الضباب على الاختفاء حتى اقتربوا من نهاية السُّلم … وشاهد «عثمان» شبحًا يقف هناك، فأخرج كُرته الجهنمية وأطلقها بإحكامٍ فأصابت رأس الشبح وهوى من فوق السُّلم إلى الطريق …
أسرعا إلى الباب … كان مفتوحًا … دخلا … سمعا صوت رجلٍ يتحدث ثم تعرَّفا على صوت «كلارك» يرُدُّ … اقتربا من مصدر الصوت، كانت غرفةً مضاءة بابها نصفُ مفتوح وسمعا الحوار …
كان الرجل يقول ﻟ «كلارك»: إن زملائي يهاجمون المكان الآن … وسوف يعثُرون على الكومبيوتر هناك!
ولم يكن «كلارك» يرُدُّ هذه المرة … وصاح الرجل: سوف أقتلك إذا لم نجد الجهاز!
قال «كلارك»: «من الأفضل أن تقتلوني … إنني لن أتعاون مع اللصوص بعد الآن!
وسمع «أحمد» و«عثمان» صوتًا مكتومًا … كان من الواضح أنه صوت صفعةٍ هوت على وجه «كلارك» المسكين، واقتحم «أحمد» المكان … وشاهد «كروز» واقفًا أمام مقعد جلس عليه «كلارك» وهو يضع يده على خدِّه من أثَر الصفعة القاسية …
قال «أحمد»: هذا يكفي يا «كروز»!
التفت إليه «كروز» ومسدَّسه في يده، ولكنَّ طلقةً من مسدَّس «عثمان» أطارت مسدس «كروز» الذي صاح متألمًا وقال: من أنتما بحق الشيطان؟
أحمد: إننا لسنا لصوصًا يا «كروز» … والجهاز من حق العدالة …
وساعد «عثمان» «كلارك» على النهوض من مقعده … وسمعوا جميعًا في هذه اللحظة صوتَ رصاصاتٍ تنطلق من فوق السُّلم … ودون تردُّد ضرب «أحمد» رأس «كروز» فتهاوى على الأرض … وانطلق «أحمد» و«عثمان» ومعهما «كلارك» إلى المِصعَد وهبطوا سريعًا إلى الشارع …
عندما وصلوا إلى الشارع … شاهدوا عددًا كبيرًا من رُوَّاد الملهى يندفعون في مختلف الاتجاهات … أسرع الثلاثة إلى حيث تقف السيارتان.
كان «روس» هناك شاهرًا مسدَّسه … و«إلهام» و«زبيدة» كلٌّ منهما في السيارة على استعدادٍ للانطلاق …
قفز الجميع إلى السيارتَين، فانطلقا بأقصى سرعة … وكان «روس» في السيارة الأولى، ولاحظ «أحمد» أن السيارة الأمامية التي يركبها «روس» تتجه اتجاهًا عكس اتجاه المقر السري …
وبعد نحو ساعة وصلوا إلى منطقةٍ هادئة، ووقفوا أمام فيلَّا صغيرة، ونزل «روس» ونزل الباقون.
قال «روس»: لقد اشتبه رجال «كروز» في «إلهام» و«زبيدة» وسمعتُ إطلاق الرصاص المتبادل … فأسرعتُ لأخذ «إلهام» و«زبيدة» إلى السيارتَين، والحمد لله أنكما وصلتما في الوقت المناسب …
دخل الجميع إلى فيلَّا «روس» الفاخرة … وقال «أحمد»: لقد كسبنا الجولة الأولى مع هؤلاء الأوغاد … ولكن من المؤكَّد أن هناك جولةً أخرى …