التصوف والفلسفة
«هل يُمكن لنا أن نجد في التصوُّف أيَّ توضيح لمشكلات مثل: طبيعة النفس (أو الذات)، وفلسفة المنطق، ووظائف اللغة، وحقيقة — أو عدم حقيقة — دعوى الإنسان في الخلود، وأخيرًا طبيعة الإلزام الخلقي ومصادره، ومشكلات الأخلاق بصفة عامة؟»
يتعرَّض بعضُ البشر لتجرِبة مميَّزة تُسمَّى التجرِبة الصوفية؛ يعيش فيها المرء حالة فريدة من الوعي، وتتنقل فيها روحه إلى فضاءات عُلوية، والمدهش أن هذه التجرِبة متشابهة في مختلِف اللغات والثقافات والدِّيانات والعصور، وفي هذا الكتاب يشرِّح «ولتر ستيس» ماهية التصوُّف، ولكن تحت مِبضَع فيلسوف؛ فيبدأ في مناقشة مدى توافق التجارب الصوفية مع قوانين الطبيعة أو تعارُضها معها، والتمييز بين التجرِبة الصوفية الموحَّدة بين البشر، وتأويلاتها التي تخضع لسياقات ثقافية معينة، ثم يَعرض الخصائصَ العامة للتجارب الصوفية بنوعَيها؛ الانبساطية والانطوائية، والسمات الخاصة بالحالات الفردية، كما يناقش جدليةَ موضوعيةِ التجرِبة أو ذاتيتِها، وكذلك النظريات الدينية الثلاث التي تفسِّر العلاقة بين الله والعالم (وَحْدة الوجود، والثنائية، والواحدية)، ثم يناقش العلاقة بين التصوُّف والمنطق، والتصوُّف واللغة، ويثير مجموعة من التساؤلات حول خلود الروح بعد الموت.