من أقاصيص العرب: تمثيليات إذاعية
«أبو القاسم: هو الحبُّ يا سامية يترقرق في دماء الكريم فتزداد كرمًا، ويتسرَّب إلى نفس الخبيث فتَكرُم. هو الحب، ذلك الجَمال تعتذر به الدنيا عن شرورها. هو الحب، بغيره لا حياة، وبإجدابه لا مياه. هو الحب.»
يَضم هذا الكتابُ مجموعةً من النصوص التي كانت موضوعاتٍ لتمثيلياتٍ إذاعية قدَّمها الكاتب الكبير «ثروت أباظة»، ورأى أن يَضمها في كتابٍ للقراءة؛ لذا فهي أشبه بالمسرحية وإن غاب عنها الشكل المسرحي الذي يكون أمام جمهورٍ من المُتفرِّجين. وتتشابه موضوعات هذه النصوص في أن جعلَت من التاريخ العربي والإسلامي سياقًا عامًّا تدور فيه الأحداث، لكنها تنوَّعَت من حيث الأفكار؛ فكل نصٍّ يتضمن فكرةً قائمة بذاتها تحمل الكثير من الحكمة والمعاني السامية، وتُعلي من قيمة الحب، وتُبرِز الصراع الدائم بين الخير والشر. وقد اتخذ الكاتب بعض الشخصيات التاريخية لتكون فاعلًا في الأحداث، مثل: «أبو جعفر المنصور»، و«هارون الرشيد»، و«المأمون»، و«المتوكل»، و«البحتري»، وغيرها من الشخصيات ذات الأدوار المؤثِّرة في التاريخ العربي والإسلامي، التي سردها بأسلوبٍ رشيق ولُغةٍ جَزلة.