مناقشة حامية!
ساد القاعة صمت وترقُّب قبل أن تنطلق «ريما» قائلة: ولكن يا «زعيم» … ليست لدينا قضية الآن أهم من «القدس».
وليس لدينا عدو أفظع من قتلة الأطفال والنساء والعجائز.
وليس لدينا الآن همٌّ … غير إنقاذ هذا الشعب … وإيقاف نزيف الدم المنهمر على هذه الأرض المقدسة.
رقم «صفر»: أنا أقدِّر لكم مشاعركم … ولكن العدو لا يحاربنا فقط في «فلسطين»، ففي «فلسطين» يجد العدو مَن يتصدَّى له … ولكن في مناطق أخرى من العالم يصنع العدو الكثير ليشوِّه صورتنا … ويكسب تعاطف العالَم معه … وغير ذلك يفعل الكثير ليظل شعب «العراق» محاصرًا … فلا تقوم لهذا البلد العظيم قائمة … فلا يُحسَب لأهله حساب … ويرتع كما شاء في الأرض العربية.
إلهام: سيادة الزعيم … إن لدينا عضوًا من أعضاء الجماعة داخل هذه الأرض الآن ولا نعرف عنه شيئًا!
رقم «صفر»: ألا ترون أنه خرج على قوانيننا؟
أحمد: كيف؟
رقم «صفر»: لقد كان من المفترض أن يسافر من مطار «تل أبيب» إلى أهله في «الضفة الغربية» مع أحد مندوبينا … غير أنه اختفى من المطار بعد نزوله مباشرة ولم يعثروا عليه حتى الآن.
أحمد: وهل تظن أنه فعل ذلك عامدًا؟
رقم «صفر»: لا أظن … أنا متأكد!
ريما: لماذا؟
رقم «صفر»: لأنه ناقشنا كثيرًا … وأُجهِدنا كثيرًا حتى يقتنع بأن يسافر تحت حمايتنا … أي إنه رفض كل ذلك قبل السفر.
أحمد: ولكن ذلك لن يدعه لمخالفة الأوامر … فما دام طلبه قد رُفض … فإنه سينصاع لأوامر المنظمة مهما حدث.
رقم «صفر»: إذَن ماذا ترون أنتم؟
ريما: هناك يا زعيم مَن يعرف قيمة «باسم» وقام باختطافه.
رقم «صفر»: لماذا؟
ريما: إنهم يظنون أنه سيقوم بعمليات ضد أهداف إسرائيلية.
إلهام: أو أنه سيقود عن بُعد جماعات فلسطينية مسلحة.
رقم «صفر»: وغير ذلك؟
رشيد: أن يكون أهله قد اختطفوه … خوفًا عليه … وهرَّبوه عبر شعابٍ في الجبل لا يعرفها غيرهم.
ريما: أتمنَّى ذلك!
إلهام: ولكن لماذا لم يتصل بنا؟
أحمد: أنا لا أجد لهذا السؤال إجابة.
رقم «صفر»: لهذا أرجِّح أن يكون هروبه متعمدًا … إلا إذا كان …
توقف رقم «صفر» عن إتمام كلامه … فتلهَّف الجميع لمعرفة بقية الجمل … واندفعت «ريما» تقول: إلا إذا كان ماذا زعيم؟
أحمد: قد قُتل … ألا تقصد ذلك يا زعيم؟
إلهام: لا … لا … لا أظن … لا يمكنني أن أتصوَّر هذا.
رقم «صفر»: لماذا … هل يقتلون أحدًا … ويتركون الآخَر؟ إن رصاصاتهم عمياء … لا ترى … إنها تقتل فقط ولا يهم مَن وكيف ولماذا؟
أحمد: والحل إذَن؟
رقم «صفر»: تقصد بالنسبة ﻟ «باسم»؟
أحمد: هذا أولًا.
رقم «صفر»: ماذا ترون؟
قيس: ماذا لو استعنَّا بأحد أعراب سيناء ليقوم بالاتصال بأهل «باسم» والبحث عنه هناك؟
رقم «صفر»: لقد قمنا بالفعل بعمل ذلك … وحتى الآن لم تصلنا أخبار.
أحمد: إذَن ليس أمامنا إلا دخول «إسرائيل».
رقم «صفر»: عن طريق المنظمة؟
أحمد: لا عن طريق الأعراب؟
رقم «صفر»: أين «عثمان»؟
عثمان: أنا هنا يا زعيم … ولكن مُتعَب بعض الشيء.
رقم «صفر»: هل ستبحث عن «باسم»؟
عثمان: فأنا أساسي في أي مجموعة ستسافر إلى الأرض المحتلة.
رقم «صفر»: لم أتكلَّم عن مجموعة يا «عثمان».
عثمان: ماذا تقصد يا زعيم؟
رقم «صفر»: أقصد أنك ستسافر لوحدك.
لم يعلِّق «عثمان» … ولزم جميع الشياطين الصمت … بل وحبسوا أنفاسهم … انتظارًا لما سيقوله … ولم يتمالك «أحمد» نفسه … فاندفع يقول له: لمَ تسأله يا «عثمان» عن سبب هذا القرار؟!
رقم «صفر»: ولماذا لا تسألني أنت؟
أحمد: لأنك تحادثه هو يا زعيم.
رقم «صفر»: سأجيبك يا «أحمد» بسؤال آخَر.
أحمد: ما هو يا زعيم؟
رقم «صفر»: أتريد السفر معه؟
أحمد: لست أنا بالتحديد.
رقم «صفر»: تقصد ألا يسافر وحده؟
أحمد: نعم.
رقم «صفر»: ولكن المهمة لا تحتاج لسواه!
أحمد: نحن آسِفون يا زعيم أننا نناقشك!
رقم «صفر»: هذا ما أريده يا «أحمد»، وتستطيع أن تقول ما لديك.
أحمد: أليست المهمة هي العثور على «باسم»؟
رقم «صفر»: نعم.
أحمد: إذَن فكيف يستطيع «عثمان» أن يقوم بها وحده؟!
رقم «صفر»: إنكم مُنفعِلون يا «أحمد» من أجل «باسم».
ريما: إننا قَلِقون عليه جدًّا يا زعيم!
رقم «صفر»: ولكن ليس إلى درجة مراجعة الأوامر.
عثمان: إننا نشكو لك قلقنا يا زعيم.
رقم «صفر»: لا وقت لدينا للقلق استعد للسفر غدًا.
عثمان: أنا جاهز يا زعيم!
أحمد: هل سيتم تسليحه؟
رقم «صفر»: نعم … وبأسلحة متطوِّرة للغاية.
إلهام: أشعر أن الأمر خطير.
رقم «صفر»: الخطر ليس جديدًا عليكم!