إلهام والتقرير!
عندما طلب «أحمد» طائرة هليكوبتر من قيادة المنظمة … لم ترفض طلبه لأنها تستكثر عليه هذا … لا … بل كان مبررًا منطقيًّا … فرقم «صفر» لا يريد لفت الأنظار ﻟ «عثمان» فهم لم يحصوا كل العملاء الذين يتعاملون مع «إسرائيل».
هذا بالإضافة إلى أن لإسرائيل وسائل أخرى للتجسُّس.
ورغم أنهم يعرفونها جيدًا … ويسيطرون عليها.
إلا أنهم لا يريدون استثارتها.
وعندما علم «أحمد» بذلك … اقترح عليهم أن ينزل بالطائرة في جلبانة … ثم يكمل الطريق بالسيارة حتى «بالوظة».
وأثناء مناقشته الأمر مع الخبير الأمني للمنظمة اتصل به رقم «صفر» قائلًا: متى ستتحرك يا «أحمد»؟
أحمد: الآن يا زعيم!
رقم «صفر»: بالطائرة؟
أحمد: نعم.
رقم «صفر»: وستنزل في نقطة أخرى … أليس كذلك؟
أحمد: نعم!
رقم «صفر»: وكيف ستصل ﻟ «عثمان»؟
رقم «صفر»: بالاتصال به؟
أحمد: وأبلغته؟
رقم «صفر»: لا … لم أبلغه.
أحمد: لماذا يا زعيم؟
رقم «صفر»: لأنه لا يجيب يا «أحمد»؟
أحمد: هل اتصلت به على ساعته؟
رقم «صفر»: طبعًا … فأنا أعرف أن تليفونه مفقود!
أحمد: إنه في خطر يا زعيم … فهو لم يبرأ بعدُ من الإنفلونزا.
رقم «صفر»: كيف ستحصل عليه إذَن؟
أحمد: عن طريق أحد عملائنا هناك.
رقم «صفر»: أنا لا أريد أن يعلم أحد عن الموضوع شيئًا.
أحمد: إذَن سأتحرك أنا.
رقم «صفر»: كن على اتصال بي.
أحمد: سيحدث يا زعيم.
رقم «صفر»: وفقك الله!
وقبل أن يغلق تليفونه … سمع هدير مروحة الطائرة الهليكوبتر آتيًا من الفناء الخلفي للمقر … فجمع أغراضه ونزل مسرعًا … وفي يده مسدَّس يضعه في جرابه … وعلى كتفه سترته تكاد تسقط.
وفي خطوات واسعة … قطع الفناء … ثم حيَّا قائد الطائرة وهو يقفز بداخلها قبل أن يقول له: سأقود أنا لو سمحت.
وفي احترام بالغ وامتثالًا للأوامر … تحرك قائد الطائرة تاركًا مقعده ﻟ «أحمد» ونزل يدور حولها … ويصعد ليجلس على الكرسي المجاور … في الوقت الذي انتقل فيه «أحمد» إلى مقعد القيادة.
وما إن استقرَّ عليه حتى قال له: ستعود إلى هذا المقعد بعد ساعة … لأنك ستعود بالطائرة وحدك.
ونظر له قائد الطائرة مليًّا قبل أن يقول له: وأنت يا سيد «أحمد»؟
أحمد: سأغادرها.
قائد الطيارة: إلى أين؟
وفي حزم … وبدون أن ينظر له … أجابه قائلًا: عملية سرية.
وابتسم قائد الطائرة في رضًا وهو يقول: أفهم يا سيدي.
وسحب «أحمد» عصا السرعة … وجنت محركات الطائرة … وصعدت عموديًّا، ودارت في الهواء حول نفسها … وكأنها تدور حول محور مثبَّت في الأرض … ثم انطلقت تغادر أفق المقر … وتنزلق على دوامات هواء منطقة الأهرامات … لتغادرها إلى فضاء المقطم في اتجاه الإسماعيلية.
وعندما انطلقت الموسيقى من تليفونه المحمول … كان قد قطع ثلث المسافة إلى بالوظة.
وعندما ضغط زر الاستجابة … عرف أن «إلهام» هي التي تطلبه … فجاوبها قائلًا: أين أنت يا «إلهام»؟
إلهام: في المقر أحاول الاتصال ﺑ «عثمان».
أحمد: لن يجاوبكِ.
إلهام: كيف عرفت؟
أحمد: لقد حاولت وحاول رقم «صفر».
إلهام: هذا لا يعني أنه لن يجاوب … فقد يكون تليفونه مغلق.
أحمد: لقد فقدَ تليفونه.
إلهام: كيف عرفتَ؟
أحمد: لقد اتصل بي.
إلهام: وكمبيوتر السيارة.
أحمد: لقد فقد السيارة.
إلهام: كيف؟
أحمد: لا أعرف.
إلهام: إنه في مأزق خطير … فالسيارة مجهَّزة تجهيزًا متطوِّرًا … وبها أسلحة خطيرة.
أحمد: أخشى أن تقع في يد عصابات تهريب المخدرات.
إلهام: أو الإرهابيين.
أحمد: أو أحد عملاء إسرائيل.
إلهام: إن وقوعها في يد شخص عادي خطر … فالكمبيوتر الملحق بها عليه أسرار خطيرة وحساسة جدًّا تهم المنظمة.
أحمد: كيف عرفتِ؟
إلهام: قرأت تقريرًا علميًّا على شبكة معلومات المنظمة يتحدَّث عنها.
أحمد: وهل هذا الموقع متاح للجميع؟
إلهام: لا … لا … لقد أعطاني مفتاح الموقع رقم «صفر».
أحمد: متى؟
إلهام: اليوم … منذ ساعة تقريبًا.
أحمد: فهمت.
إلهام: فهمت ماذا؟
أحمد: إنهم يبحثون عن وسيلة لتفجيرها عن بُعْد.
إلهام: وما علاقة قراءة التقرير بذلك؟
أحمد: لأنك أنتِ التي ستفجِّرينها.