قبل أن تقرأ الموضوع
نعتني أحدهم بالقمَّام الذي لا يجمع سوى قُمامة التاريخ، والقمَّام بالبلدي الفصيح هو «الزبَّال»، معبرًا بذلك عن كوني جامع قمامة، وجمع القمامة في التراث العربي الأبي التليد هو مهنة حقيرة ومحتقرة أراد الكاتب تحقيري بها؛ لأن العربي أصلًا يأنف من العمل اليدوي كالزرع والحصد والصنع، ويحتقر الإكارة «الفلاحة»، فما بالك بمن ينظف له قمامته؟ المهم أنه بعد أن ينظف لهم القمَّام قمامتهم يحتقرونه، بهذا المعنى قصدني الأخ المسلم، دون أن يسأل نفسه من أين لي بهذه القمامة؟ وما هي هذه القمامة بالضبط التي أسقط عليها وأجمعها؟ أليست قمامة ثقافتك يا أخي المسلم أم أني صانعها؟ إني عندما أنظف عقلك أكون باحثًا محترمًا لا يخجل من النبش في القمامة؛ فالباحث كالطبيب ينظف الجروح من القيح والوسخ ويطهِّرها من الأدران، ثم يرقى فوق ذلك بكونه ينظف الدماغ مما فيه من قمامة، ولنركز هنا إذن على القيم الأخلاقية التي هي الملكية الخاصة للمسلمين التي يباهون بها الأكوان بدلًا من القمامة.
تعالَ يا أخي المسلم نكشف معًا عن قمامة ثقافتك ومناهجك في التفكير، حتى تعود سليمًا معافًى تشارك الدنيا في العطاء وتنعم مع المنعَّمين فيها بالتقدم والسعادة والرفاه والمعرفة والرقي العلمي والأخلاقي، عوضًا عن القتل والقتال.