ها هم يقفون عرايا!
لم يحدث من قبل في بر مصر المحروسة أن تم شن مثل تلك الهجمة الشرسة والعنيفة ضد مواطن واحد لا ذنب جناه سوى أنه قد حصل على تكريم من وطنه عرفانًا بجهده في شكل جائزة تقدير من الدولة، وهي نيشان شرف ووسام رفيع بغض النظر عن قيمتها المادية المتواضعة.
شن الهجمة حلف كان كل طرف فيه يزعم استقلاليته وتمايزه بالتمام عن غيره، بينما كنت أزعم أنا طوال الوقت أنهم كلهم داخل الجبة نفسها، وهو ما أثبته حلفهم ضدي في حملة تشويه واغتيال معنوي ومجتمعي، اجتمعوا حول الأهداف، واجتمعوا حول المنطلقات، واجتمعوا حتى حول الاتهامات ذاتها، واجتمعوا حول النصوص ذاتها التي كفَّروني بموجبها، في تواطؤ يشي أنهم إنما فرق ودكاكين متعددة الأقنعة لوجه واحد، وأنهم أذرع متعددة لأخطبوط واحد.
أعضاء هذا الحلف أولهم «جبهة علماء الأزهر» وهي جمعية أهلية خدمية تم حلها عام ٢٠٠١م بقرار إداري من محافظ القاهرة لتجاوزها الصلاحيات القانونية الممنوحة للجماعات الأهلية. وهي الجبهة التي أفتت بكفران فرج فودة وأباحت دمه، وقتلوا فرج ولم يُقدَّم أحد منهم للمحاكمة بتهمة التحريض على القتل إلى اليوم.
وبعد إغلاقها تحولت الجبهة إلى جماعة سرية ذات صندوق بريدي فقط وبدون مقر، حتى فتح لها إخوان الكويت مقرًّا هناك حيث يقيم زعيمها الشيخ يحيى إسماعيل حبلوش، ويقيم في مصر وكيلها الدكتور محمد عبد المنعم عيسى البري لتنفيذ أجندات قادمة من خارج الحدود.
وكيل الجبهة الدكتور البري حضر برنامج ٤٨ ساعة بقناة المحور بحضور الأستاذ صلاح عيسى وأعلن كفري وأني أسب الله ورسوله، وعندما طالبته تليفونيًّا بأن يقرأ هذا السب من كتبي قال: «اهو أنتوا عايزني أقرا الزبالة دي؟» وإذا كان أعضاء الجبهة لا يقرءون زبالتنا فلا شك أنهم كذلك لم يقرءوا ما كتب فرج فودة، ولا تعلم كيف ينام أحدهم بعد مقتله قرير العين أو هانئ البال؟
ولم تتأخر جماعة الإخوان، فقد قدم الدكتور حمدي حسن الناطق بلسان كتلتهم النيابية استجوابًا للحكومة، وحضر على التليفون في برنامج مصر اليوم بقناة الفراعين وصب سخائمه على شخصي المتواضع وكرر اتهامات الجبهة ذاتها، وعندما طالبته أن يقرأ نص الكلام الكفري من كتبي رد بقوله: «إنتوا عايزيني أقرا الكلام الفارغ ده، هو أنا فاضي؟» وهي الحلقة التي دعوت فيها أعضاء الجبهة والإخوان لمواجهتي وحددنا السبت التالي للمواجهة، فكانت النتيجة أنه لم يحضر أحد غيري.
ولم يكن غريبًا أن تنزل «الجماعة الإسلامية» للميدان ببيان ناري يكرر ما جاء في بيان «الجبهة» ذاته، وهي الجماعة التي نفذت بحق فرج فودة فتوى «الجبهة»، وهي الجماعة التي سبق لها بالرسوخ في العلم أن قتلوا رجال الشرطة والأقباط وضيوف مصر من السائحين، وهي الجماعة التي اكتشفت بالرسوخ ذاته في العلم أن رسوخهم الأول كان خطأً لذلك قاموا يكتبون المراجعات التي تراجعوا فيها برسوخ ثانٍ محل الرسوخ الأول، لكن دون أن يعيد إلينا أيٌّ من الرسوخين من تم ذبحهم من أبرياء ولا العافية لاقتصاد الوطن ولا سمعة الإسلام التي تضررت في العالمين، يطمئننا هنا الشيخ قرضاوي فيقول إن من ماتوا من المسلمين في عمليات جهادية شهداء يخلدون في الجنة، وعليه فلا يجب أن نبتئس عليهم أو نحزن بل الأولى أن نتمنى اللحاق بهم فيما انتهى إليه الرسوخ القرضاوي.
هؤلاء هم ثلاثة ورابعهم هو رابع الأثافي، الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق، الذي كانت فترة ولايته لدار الإفتاء المصرية فترة قلقة مضطربة بسبب تدخله دون دعوة في كثير من الشئون السياسية الداخلية والخارجية، حتى تورط في شئون مصيرية لا تحتمل مزاج صاحب الفضيلة الحاد، مما سبَّب مشاكل للخارجية المصرية انتهت بعزله المفاجئ، وقد كرر الدكتور واصل الوصلة التكفيرية ذاتها معتمدًا على النوتة ذاتها «بيان الجبهة».
أما الناشط الرئيسي في هذه الحملة فكان موقع «المصريون» وصاحبيه الأخوين جمال ومحمود سلطان، وهو موقع لا علاقة له بمصر بل هو ضد كل ما هو مصري، وهو الواجهة الإعلامية للجمعية السلفية المعروفة. ومن بين هؤلاء وأولئك أصوات مُلْتاعة على أموال المسلمين المهدورة في تلك الجائزة وقدرها ٢٠٠ ألف جنيه، كما عند الشيخ فرحات المنجي صاحب المشروع القومي لحل مشاكلنا الجنسية بإرضاع الكبير وزواج الرضيعة، وزملائه أصحاب المشاريع التنموية بالزواج السياحي والمسيار والفرند ترويجًا للدعارة الحلال الزلال، ليتوج الجميع موقف مفتي بول الرسول ونخامته وبصاقه بفتوى تكفيرية اعتبرها تيار الإسلام السياسي فتوى تاريخية.
تواطأت هنا مجموعة صدف يندر أن تحدث معًا، وهو شأن معلوم في بلادنا حيث لا تتحرك مياهنا الآسنة إلا بالصدف البحت، في زمن رجراج غير مستقر على المستوى السياسي الخارجي والداخلي، يجري فيه الحديث عن شكل الانتخابات المقبل والمرشحين للكرسي الأعظم في الوطن ومسألة التوريث من عدمه، مع تحولات دولية تسبَّب فيها مجيء إدارة جديدة للحكم في الولايات المتحدة الأمريكية لا تشغلها المسألة الحقوقية لشعوب المنطقة بقدر ما يشغلها الخروج من المنطقة والعودة إلى المربع الأول المشغول بالمصالح الأمريكية الآنية وحماية أمنها الداخلي، مع الوضع الداخلي لمصر المنتظر معه أن يخلو كرسي وزارة الثقافة بارتقاء الأستاذ فاروق حسني لرئاسة اليونسكو، وهو ما أدى لترقب جميع التيارات؛ لأن وزارة الثقافة ظلت مع الوزير فاروق حسني هي الحصن الحصين للثقافة المصرية، القائمة على المواطنة. فحافظت على هذه الهوية فلم تتآكل مع ما تآكل في مختلف هيئات ومؤسسات ومفاصل الدولة لمصلحة التيار الوهابي «الإسلام السياسي» القادم على صهوة المليارات البترودولارية عبر حدودنا الشرقية في فتوح جديدة.
مع هذه العوامل يأتي فوزي بجائزة الدولة التقديرية في صدفة لم يسبق ترتيبها، فلا أنا علمت بها إلا في الأيام الأخيرة، ولا قام الأتيليه بالدعاية للمرشحين حفاظًا على السرية، حتى فاجأ فوزي الجميع حتى الأعضاء المصوتين أنفسهم، حسبما جاء في شهادة الأستاذ أنيس منصور المنشورة في الأهرام، وكم كان فخري بهذه الشهادة من رجل تعلَّمت على كتبه منذ نعومة أظفاري إلى كتاباته التي رافقت مراحل الصبا والشباب والشيخوخة دون أن تشيخ كتابته لحظة واحدة، اللهم لا حسد، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي ينصفني فيها الأستاذ أنيس ويضع نياشينه الفخرية على صدري.
تيار الإسلام السياسي بتكوينه وطبيعته وتاريخ وقائعه كلها تشهد أنه تيار تآمري، ولأنهم يعلمون ذلك يقينًا فإنهم يفترضون وجود مؤامرة مستمرة عند الطرف الآخر، ومن ثَم كان فوزي بالجائزة علامة على مؤامرة من وزارة الثقافة لدعم التطرف العلماني (لا أعرف ما هو بالضبط، لكن هكذا يقولون). ولدعم الأستاذ فاروق حسني للوصول إلى رئاسة اليونسكو إرضاء لإسرائيل! وهنا الفزورة التي لم أفهمها. ولو تصورنا الأمر كما يوعزون به، أن الفنان فاروق حسني هو من منحني هذه الجائزة ليكسب بها رضا إسرائيل، فإن الضلع الثالث في المؤامرة غير موجود أصلًا؛ لأن شخصي المتواضع لا علاقة له بإسرائيل ولم يسبق له أن زارها ولا قبل باستقبال زوار رسميين أو أهليين (حسبما يعلم الأمن المصري بالتفاصيل)، ولا هادن لحظة في الجانب الحقوقي الفلسطيني، بل وقدم في مقابل اليمين الصهيوني المتطرف أعمالًا كبرى تتميز بالأصالة العلمية العالية في حرب فكرية طويلة استغرقت ستة كتب كبريات، ولم أجد عند تيار الإسلام كله كتابًا واحدًا على ذات القدر والاقتدار، بقدر ما وجدت عندهم من أساطير وخرافات لا تنطلي سوى على المسلمين ولا تُقدِّم بقدر ما تؤخر؛ ومن ثَم لا أفهم كيف يكون فوزي بالجائزة تقربًا من الوزير لإسرائيل، وإذا كان كرسي اليونسكو مرهونًا برضا إسرائيل (وهو ما لا يقول به تلميذ مبتدئ في السياسة)، فإني قبل الوزير أقول الله الغني عن كرسي كهذا، لكن الحقيقة بالمرة ليست كما يصورها تيار الإسلام السياسي لبسطاء الشعبوية الإسلامية، وإذا سقطت حجة مجاملة إسرائيل بجائزتي، فإن مبنى المؤامرة يسقط بأسره، ولا يعود هناك مبرر لوجود إسرائيل في الموضوع أصلًا، لهذا وبرغم علمهم بهذه الحقائق يصرون على المعاني ذاتها ويقدمون أدلة ارتباط لي بإسرائيل لا أعلمها (اكتشفت خلال هذه المعركة أن هناك مذيعين وصحافيين ورجال دين يعلمون عني أمورًا لم أعلمها عن نفسي بعد!) بل الممكن قوله هنا إني لا أجد أي مانع في التعامل مع المثقفين الإسرائيليين أو حتى رسميين إسرائيليين، شريطة أن يكون ذلك بعلم حكومة مصر وأن يكون لهذا التعامل فوائد وطنية أو قومية مرتبة سلفًا ومتفق عليها، وسبق وأعلنت هذا أكثر من مرة دون الشعور بأي غضاضة أو شعور بقصور أو معابة من أي لون، لكني لست على استعداد للتبرع بمثل هذه اللقاءات التي تضفي المشروعية والقبول على اليمين الصهيوني، لأني من سيضفي المشروعية لا من سيكتسبها من الرضا الإسرائيلي.
مع هذه العوامل بصدفها المجتمعة ومع قرب خلو كرسي وزارة الثقافة، يستعرض التيار الإسلامي المتطرف قوته الإرهابية بحملته التي تجاوزت كل الحدود، واستخدمت كل ألوان الأسلحة بما فيها الفاسدة والرديئة ومنها المشينة لمن يستخدمها، لتلقي بكل ثقلها ضد شخصي المتواضع فما أنا في النهاية سوى إنسان يمكن أن يجدوا فيه الكثير من الأخطاء، إنسان فرد بما للإنسان من خطأ وصواب وقوة وضعف؛ ومن ثَم تم وضعي كفرد غير مرتبط بوزارة الثقافة ولا غيرها، وغير مسنود أو محمي من حزب أو جماعة، كهدف وحيد في مرمى نيران يعج بالصيادين والقناصين والرماة المحترفين. ويمكن من خلاله تحويل فوزي بالجائزة إلى خطأ كارثي ارتكبته وزارة الثقافة، ويمكن بإسقاطي وانحنائي لإرادتهم والتسليم بها إرادة فوق القانون والحقوق الدستورية، ثم العمل على إصلاح الخطأ الكارثي بوضع أقرب العناصر إليهم على رأس تلك الوزارة، كتعويض عن هذا الخطأ الفادح في سياسة الوزارة.
مع تعالي صوت الحملة تحولت إلى السعار واللوثة التي جعلت من قضية جائزة القمني قضية مصيرية بل هي قضية وجود، وجود العلمانيين أو وجود الإسلام السياسي، لكن الراديكالية ليست كالعلمانية فهي لا ترضى بغير وجود تيار واحد هو تيارهم، صراعهم دومًا صفري لا يقبل المهادنة، إما أنا وإما الآخر؛ لذلك ألقوا بكل أسلحتهم دفعة واحدة دون عمل أي حسابات للمهم فالأهم، ومتى يخرجون ورقة ومتى يخفون أخرى، قوم لا يعرفون فنون الاستراتيجية وحساب المراحل إليها، لقد ألقوا بكل أوراقهم وكشفوها وجابوا آخرهم، عندما نقَّبوا بكل الوسائل التقنية عبر أذرعهم في كل مكان زرته أو عملت به أو حاضرت فيه أو لي أصدقاء فيه في الخليج وفي بلاد الشام وأوروبا وأمريكا، وهو عمل جماعي هائل إزاء فرد واحد، وكان يجب أن يعثروا على الكثير مما نخفيه كبشر عن عيون الناس فكل ابن آدم خطَّاء، لكن فضيلتي التي عملت بها وكانت خير حصن لي (تمثلت في وصية أبويا الحاج محمود عليه رحمة الله. امشي يا بني يا سيد عدل يحتار عدوك فيك)، ولأني اخترت لأبحاثي منطقة وعرة شديدة العسر، يكثر فيها العداء وأعشاش الثعابين وأوكار الثعالب ووديان الشياطين والبوم والزوم وكلاب الروم وكل أفَّاك لئيم، فكان لا بد أن التزم الجادة كي أوصل خطابي موثقًا إلى أصحاب المصلحة من شعبنا المسالم الطيب، وأن آخذ نفسي بالقسوة والشدة في البحث بحيث لا أعطي فرصة لشرير أو كائد، وعزلت نفسي عن الدنيا ومباهجها متفرِّغًا لعملي وتربية عيالي، وسرت عدل فاحتاروا بشأني.
قدموا اتهامات نصية بسبي الله ورسوله ثم هربوا جميعًا من المواجهة وتركوا صبيتهم يسبون ويشوِّهون في الإعلام بصنوفه العديدة، طالبتهم بنشر صور من كتبي تنطق بكفري فلم يفعلوا، قالوا إني تقاضيت الأموال تنهال على خزائني مدرارًا ولم يقدموا وثيقة واحدة بعد بحث عصابي محموم، قالوا إن لي علاقات بإسرائيل وفشلوا في تقديم أي دليل، رغم أن الأمر من وجهة نظري وكما أوضحت ليس فيه ما يشين، قالوا إني سكير عربيد زير نساء، وهو كله ما ضحك منه الناس، قاموا يشككون في إجراءات الجائزة فنسبوا للمفوض العام لأتيليه القاهرة أن الأتيليه لم يرشحني، فرد المفوض العام بحفل تكريم لفوزي بالجائزة، ونسبوا إلى الدكتور قدري حنفي ما أسماه هو رذاذًا أصابه فكتب: «ليس دفاعًا عن سيد القمني ولكن عن هوية مصر»، نسبوا للأستاذ أنيس منصور قولًا يشكك في الجائزة فرد بموضوع «أعطيت صوتي لسيد القمني»، وعندما لم يعد بأيديهم أية أوراق لمنافحتهم عن دين الله تركوا الدين والإيمان والكفر إلى الدكتوراه، وقالوا مرة إني زورتها لنفسي ومرة إني اشتريتها بمائتي دولار، وقد أرسلت كل الوثائق بهذا الشأن لمن يهمهم الأمر ومن خاضوا فيه من محترمين فقط، وأتعرض الآن لشكاية بالنيابة بهذا الشأن، ولأني لم أزور ولم أشترِ إنما بذلت جهدًا وعرقًا وعملًا ومالًا وسنين من العمر، فإني في النهاية واثق بقرار النيابة، وأترك القرار والشأن لما سوف تصدره من قرار بهذا الخصوص.
قاموا يستخدمون أسلحة من لون آخر، فأكدوا أني قد تعمدت وتنصرت أرثوذكسيًّا وأن لديهم الحكاية بتفاصيلها كلها كما كتب ونشر الأستاذ محمود القاعود، فأعطيتهم الشهادة على شاشة التلفزيون، فأمسكوا السلاح ذاته لكن من الجهة الأخرى، فقاموا يستخدمون كتابتي ضد اليمين الصهيوني وفيها نقد مرير للتوراة، ليحرضوا ضدي المسيحيين المصريين بعد أن ثبت إسلامي، وبعض صبيتهم قام بخلط مشين بين حديثي عن الأساطير والتراث في مهانة للسيدة مريم لا علاقة له باعتقادي كمسلم في أن الله اصطفاها وطهَّرها من بين العالمين، وهو ما شرحته وأوضحته عبر التلفزيون، للتفرقة بين ما هو موضوع للبحث العلمي وما هو موضوع للإيمان أو الكفر، دون خلط بينهما.
وهكذا أحمد الله أنهم لم يجدوا مطعنًا في شرفي أو أمانتي أو إخلاصي لوطني أو ديني أو التزامي جادة المنهج العلمي؛ لأن مبدأ أبي عليه رحمة الله ورضوانه، استتبعه تمتعي بقدر هائل على الاستغناء عن الدنيا ومناصبها ومباهجها، حتى إني أكتشف أحيانًا وجود هذه المباهج بالصدفة البحتة، وأشاهدها من خارجها كمن يطالع التلفزيون، بينما لو راجعنا السادة الذين رفعوا سيف الدين فوق رءوسنا من حيث ذمتهم المالية ومن أين يتقاضون وكمية المال الهائلة التي أهدرت في هذه المعركة لرشوة صحفي هنا ومذيع هناك لتجريسي والتشنيع عليَّ، ناهيك عن طبيعتهم الإرهابية وطبقتهم الاجتماعية وغسل الأموال والتحالفات الملوثة، فهو كله ما يسوءنا لأنهم يزعمون أنهم المدافعون عن ديننا المفترض فيهم طيب السجايا والأمانة والنبالة في الصراع بأسلحة شريفة، لكنهم لم يعرفوا قط نبالة ولا شرفًا ولا مبادئ ولا قيمًا، بل كانوا أشرارًا وانتهازيين وخصمًا وحكمًا كذوبًا مفتريًا في الوقت ذاته.
وها هم بعد كل هذا الصخب يقفون عراة بعد أن ارتدت أسلحتهم الفاسدة في وجوههم، والآن يبدأ دورنا في النزال، والله المستعان على ما يصفون.