لمحات من حياتي: سيرة شبه ذاتية
«هذه لمحاتٌ من حياتي، ورأيت أن أُقدمها بين يدَيك قبل أن يجفَّ مني القلم وترتعش مني اليد. ربما أكون قد أخفيتُ شيئًا، ولا شكَّ أيضًا أنني نسيتُ أشياء، ولكني أَحسستُ أنَّ من حق القرَّاء الذين وهبوا لي رضاءَهم الذي أحيا به وله، أن يعرفوا بعضَ الخوافي من حياتي.»
لكلٍّ فلسفتُه في الحياة، ولكلٍّ ذكرياتُه ولحظاتُه الخاصة التي غالبًا ما تختفي مع أنفاسه في النهاية، ويظل اختيارُ بقاءِ السيرة لصاحبها قائمًا ما بقي فيه نفَسٌ واستطاع أن ينقل ما عايَشه وعاشه لسنوات، فتستحيل هذه الذكرياتُ إلى خبراتٍ تتلقَّاها الأجيال، جيلًا بعد آخَر. والكاتب الكبير «ثروت أباظة» اختار هذه المرةَ أن يَسير معنا عبر أيامه، فيُشارِكنا طفولتَه وشبابه وشيخوخته أيضًا، فهي نوع خفيف على النفس من السِّيَر الذاتية، نوع كُتب على مهل، كُتب ليكون شاهدًا على صاحبه أولًا قبل عصره ومَن عاصَروه. وتتميَّز هذه السيرة أو اللمحات بالبساطة، وكأنَّ صاحبها يقصُّها في جلسةٍ عائلية خاصة.