إبراهيم اليازجي١
حُييت مطلعة الأشاوسْ
من كل ذي قبس وقابسْ
حُييت مهد الخصب في الـ
ـشطآن والدنيا بسابس
حُييت شيمًا يا سماء الـ
ـفكر يدرك بالملامس
شحَّ الزمان فجُدت جو
دك بالنفوس وبالنفائس
ما في فضائك من غما
مٍ سابح إلا الرواجس
شحَّ الزمان، وأظلمت
جنباته، وطغت حنادس
وبقيتَ في لبنانَ يو
مًا مُعْلمًا بالعز شامس
شيمًا ننافس فيك تا
ريخ الدهور فمن ينافس
رب البيان إذا عجز
تَ فمن يفي السمح القدامس
عفوًا، فما أنا غير صدَّ
احٍ بما غرَّدْت نابس
عذري هوًى ملك الخيا
ل فلا أرد ولا أماكس
ولعلَّ إن أرسلتُ شعـ
ـري فيك أنزله الروائس
وإذا سكتُّ فمن يغـ
ـنِّيك المفوَّفة الموائس
من يسترق لك المدا
ئح من معانيك العرائس
•••
قربت مواردك العِذا
ب فأخصبت ما كان يابس
وهديتَ يا نار القرى
وأنرت مُعتكر الدوامس
وأعدتَ للفكر انطلا
قًا بعدما عرف المحابس
ونهضتَ بالفصحى، وقد
كادت تزول من المجالس
وتضيع في نبرات عثـ
ـمانٍ وفي ألفاظ فارس
أطلعتها قرشية
وكسوتها قشب الملابس
وأقمت من لبنانَ حا
رسها فكان المجد حارس
شمخت معاطسها، وقد
هانت بواديها المعاطس
سلست حواشيها وطا
ب أنينها وزهت مغارس
رحبت بأبكار الظنو
ن وما يدق من الهواجس
فغدت لطائفها اللطا
ئف للأصيل وللممارس
•••
رب البيان، بلى، ورأ
سُ الجازرين عن الخسائس
كم ذا دعوتَ إلى الإخا
ءِ وكنت أسبق من يمارس
إنا قبسنا العلم عَنْـ
ـك ولم نُصِبْ خُلق الفوارس
انظر تجد دنيا تَمُو
رُ بكل مُحتَقَرٍ مُخالس
طوي الوفاء، فلا خديـ
ـنَ ولا نجيَّ، ولا مؤانس
يا شيخ، أرهِفْ لي السما
عَ أقُل لك الحق المآيس
بلغت بنا الدنيا العلا
ورعت مفاخرنا الطوامس
وسخت، فلم نحفل من الـ
أمجاد إلا بالأطالس
بالغيد تبذل ما يُصا
نُ وبالجآزر والنواعس
حتى لقد كاد الطريـ
ـفُ يعود أطلالًا دوارس
من ذا يسوس القوم إن
لم تصطفِ الأخلاق سائس
يا شيخ، أحسنَّا الكلا
مَ ولم نُطِقْ خُلُق الفوارس
١
لمناسبة الذكرى المئوية الأولى لمولد الشيخ إبراهيم اليازجي.