فيصل
أيُّ حمد يفي، وأيُّ دعاء
أعجز النطق مُحتَبٍ بالضياء؟
كل قول يعز قائله فيـ
ـك ويسمو به إلى العلياء
نعمة أن تجيء والشرق عطشا
نٌ فبلل بالروح لا بالماء
يملأ الطيب خاطري كلما أعـ
ـملت فكري أصوغ فيك ثنائي
فكأني وأنت تمرع أحلا
مِيَ أُجزى بأكرم الآلاء
وليكفي بأن تسمى فلا يبـ
ـقى بهاء لغير ما أسماء
فيصل أنت، كنه يا فيصل العز
وكن غازيَ الهدى والإباء
ابن بنت النبي أنت فقرص الشـ
ـمس عرش ومفرق الجوزاء
عج بنا تنتش النفوس بنصريـ
ـن لنا في العلا غداة اللقاء
نصرنا بالفكاك من ألم الأسـ
ـر بعز استقلالنا البنَّاء
وبأن نلتقيك دعوة خير
مستفيض من قدرة ووفاء
وَلَوَ انَّ الزمان عف فلم يقـ
ـذف بأكبادنا إلى الرمضاء
وتأنَّى، فلم ييتِّم ولم يثـ
ـكل ولم يبتلِ القلوب بداء
وَلَوَ انَّا نستطيع نسيان ما حل
بأرض الأقداس من أرزاء
لغدونا من الحبور بعيديـ
ـن ومن يومنا بألف هناء
كيف ننسى وفي فلسطين عصف
للمنايا وصولة للقضاء
ويد اليأس تستبيح حنايا
ها وتجري الخمول في الأعضاء
لا مجيبٌ إذا دعت غير رجع
كاذب من تناوح الأصداء
والمنادون حفنة في مهب الـ
ـريح تلهو بهم أكفُّ الشقاء
تتولاهُمُ النحوس وتبلي
ويصمُّ الآذان صمت الفناء
صبحهم وجه ظلمة ليس فيه
بارق من تعلَّةٍ وعزاء
فكأنَّ الباقي لهم من حياة
حظ مضنًى من ليلةٍ ليلاء
وصمة أن تظل في الأسر أخت
أهلها الأقربون في الأحياء
أي سليل الموحد العرب وَحِّدْ
هُمْ وجنِّب مصارع الأهواء
سلمت هذه الفروع الزواهي
تستقي من مناهل الآباء
وحفيد المحرر الفكر مدعُـ
ـوٌّ لتحرير سائر الأبناء
علم الناس كيف يفرض حرٌّ
عهدَ حرية وعهد إخاء
نحن أغنى نفوسنا طلب المو
ت انتصافًا لحقِّنا بالبقاء
كم جسوم بلت حديد المواضي
مُعلنات ما قدرة الضعفاء
يوم قاد النضال يزجي الدواهي
نفر خُلص من الأكفاء
يا رئيس البلاد، هذي بلاد
عُرفت بالوفاء للخلصاء
فأبِن للمليك ما يحسن الشعـ
ـب إذا ما اطمأن للزعماء
لك يا فيصل القلوب وما يسـ
ـرح بين الغداء والخضراء
نَظَمَ الأَرز فيك أجمل أبيا
ت تهادى على السنا والسناء
فاصغ للشامخات كيف تغنِّي
واستمع للحنين في الأوداء
غمر الحب أرضنا فطأ الأر
ض برفق الطيوب والأنداء