أنيس الأشقر١
نزل القضاء، فمن يردُّ ويدفعُ
ويجير من كيد المنون ويمنع
لو كان في المقدور إبعاد الردى
أبعدتَ وحدك ما نهاب ونفزع
الموت قيد الناس ليس بخالد
من لا يباليه، ولا من يجزع
لكن منقلب النسور متى هوت
أدهى وأوقع في النفوس وأروع
والعاصفات الهوج أبلغ رهبة
إما تدك الراسيات وأفجع
أو يوم تجتاح الشموس وتستبي
وتشد ناصية النجوم وتقلع
يا صبح متى طلعت؟ وإنما
أَخْفَتْكَ في الظلمات عني الأدمُع
أعرفت من أودى غداتك؟ ليت من
أودى أقام ووجهك المتقنع
للرأي كان وللمشورة والنهى
أدرى، وآنس من نحب وألمع
يا شيخُ، غير مجاوز عهد الصبا
يبكي عليك من الشباب الممرع
ماذا أفادك أن جاهك مُعلَمٌ
وحماك مقصودٌ، وجارك ممنعُ
والناس حولك: مخلص لك، صادق
في وده، ومؤمل بك مولع
يتزاحمون على رضاك فواثق
متأدِّبٌ ومعفِّر متصنع
يبكون فيك يدًا وأبكي مهجة
ويكفكفون ولي عليك تفجُّع
شرفًا بلغت ذرى المكارم يافعًا
وجمعت أنَّى شئت ما لا يجمع
نسبٌ على شم الجبال مهاده
وتكسبٌ من كل فضل مجمع
ماذا أفادك غير أنك شاخص
بين الضلوع، وأن رزءك موجع
نم إن محمود الخلال ولو ثوى
يبقى بقاء المكرمات ويطلع
١
لمناسبة وفاة أنيس الأشقر في باريس.