الفلسفة بصيغة المؤنث
نَالَ مَوضُوعُ «المَرأَة والفَلسَفة» نَصِيبًا مَوفُورًا مِن الِاهتِمامِ فِي أُطُرٍ مُتنوِّعةٍ مَا بَينَ إِظهَارٍ لِدَورِها فِي حَياةِ الفَلاسِفةِ مِنَ الرِّجَال، ومَا بَينَ ذِكرٍ لِلنِّساءِ الفَلاسِفةِ … وغَيرِ ذَلِك، ولَكِن قليلةٌ هِي تِلكَ المُؤلَّفاتُ التي تَتكلَّمُ عَنِ الأَفْكارِ الفَلسَفِيةِ مِن وِجْهةِ النَّظرِ النِّسائِية؛ فَعلى الرَّغمِ مِنَ اشْتِهارِ العَدِيدِ مِنَ الأَسْماءِ النِّسائِيةِ فِي المَجالِ الفَلسَفِي، فإنَّ أَفكَارَهُنَّ لَم تَحْظَ بِالاهْتِمامِ المُتَناسِبِ مَعَ عُمقِ المُحتَوى وأَهمِّيتِه؛ فَقضَايا الوَعْيِ بِالذَّاتِ وبِالعَالَمِ وتَحلِيلِ الأَحْداثِ والظَّواهِرِ بَينَ القِدَم والمُعاصَرة … تَصدَّى لمُناقَشَتِها أَسماءٌ لَامِعةٌ مِنَ النِّساءِ، أَمْثال: «نادية دو موند» و«جوديث بتلر» و«صَبا محمود»، وغَيرِهنَّ الكَثِير. وهَذا الكِتابُ مُحاوَلةٌ لإِيفَائِهنَّ حَقَّهُنَّ مِنَ التَّقدِير، واعْتِرافٌ صَرِيحٌ بِفضْلِهنَّ فِي إِثْراءِ العِلمِ والفَلسَفة.