قصص من أمريكا اللاتينية
«كان بكاؤه الموجَّه للرجل العجوز يقطع نِياط القلب، حتى إن الأبَ المسكين شعر ثانيةً بالتخاذل. بيدَ أن ذلك لم يستمر سوى لحظات؛ فغطَّى أُذنَيه حتى لا يسمع الصراخ الذي يقطِّع القلب، أسرَعَ بخطواته كيما يخرج من ذلك المكان. وقبل أن يغادر الدهليز، توقَّف لحظةً وسمِع صوتًا ضعيفًا يبكي على البُعد ويهتف: ماما، ماما.»
عرَف أدبُ أمريكا اللاتينية العديدَ من التيارات الأدبية التي سادت الأدب العالمي في القرن العشرين، وكان أبرزها تيار الحداثة الذي رفع لواءَه «روبين داريو»، وتيار الواقعية الطبيعة، والواقعية السحرية، كما عرَف الرمزية والتعبيرية والسِّريالية والوجودية. وقد جاءت هذا المجموعة القصصية التي انتقاها «ماهر البطوطي» بعنايةٍ فائقة لتعبِّر عن بعض هذه التيارات، وخاصةً الحداثة المبكِّرة والواقعية السحرية والواقعية الاجتماعية. ومن أعذب هذه القصص قصة «البوابة رقم ١٢» التي تصوِّر مِحنة عمَّال المناجم وظاهرة عِمالة الأطفال على نحوٍ درامي سيكولوجي، وقصة «عدالة هندية» التي تجسِّد صبرَ هنود أمريكا اللاتينية الأصليين على الظلم، وغيرهما من القصص الأخرى الممتِعة.