التبريد في التراث العلمي العربي
«عرَّف البِيروني عملية التبريد بوساطة أملاح الأمونيوم؛ ففي حديثه عن غاز النشادر ومِمَّ يتكوَّن ودوره في صنع الثلج، قال: «النشادر يُبرِّد الماء، وإن جُعل مادةً في ماء جمَّده.»
إن جميع الإنجازات العلمية ليست وليدة الفترة التي تُنجَز فيها، بل هي نتاجُ جهودٍ بشرية مُتراكِمة عبر التاريخ، كان لكل حضارة إنسانية إسهاماتٌ واضحة فيها مُعتمِدة على إسهامات الحضارات التي سبقتها، ثم أصبحت بدورها مرجعيةً راسخة للحضارات التي أعقبتها؛ ومن ثَم يُمكِن القول إن الإنجازات العلمية هي خلاصة جهود الإنسانية عامة. وهذا ما يُقدِّمه «سائر بصمه جي» في كتابه حول الإنجاز البشري في ظاهرة التبريد وخصائصها وتطوُّرها، وجهود علماء الحضارات المختلفة فيها، مُركِّزًا على دور العلماء العرب والمسلمين، مثل جهود «ابن سينا» و«أبي حيَّان التوحيدي» و«البِيروني» و«أبي رشيد النيسابوري» و«ابن باجه» و«فخر الدين الرازي»، وغيرهم من العلماء العرب والمسلمين الذين أسهموا إسهامًا واضحًا في علم التبريد وغيره من العلوم الفيزيائية، التي شكَّلَت مرجعيةً أساسية اعتمدَت عليها الحضارةُ الأوروبية بعد ذلك وأضافت إليها.