خارطة وحياة
هذه سورية — بلادنا.
غيرنا يطلق عليها اسم «الهلال الخصيب».
نحن نؤمن بها وحدة قومية اجتماعية، لها ولاؤنا المطلق النهائي الأول والأخير.
إنها إحدى وحدات العالم العربي الأربع، الثلاث الباقيات هي: وادي النيل، الجزيرة العربية، والمغرب.
هذه الوحدات الأربع تؤلف الجبهة العربية، التي يجب أن نتعسكر فيها قوة تسحق أعداءها، وإن استطاعت هذه الجبهة، في مستقبل الأيام، أن تنصهر في وحدة سياسية — نحن نرى أنها مستحيلة التحقيق لانعدام مقوماتها — فليس منا من يسعى لهذه الوحدة أن لا تكون.
وهذه الجبهة العربية، لبلادنا — لا لسواها — مسئولية قيادتها، إذن وقد انتدبتنا الحياة، بما عتقت فينا من مواهب وركزت من قوى متفوقة بهذه المسئولية؛ فأولى واجباتنا في قيادة العالم العربي أن نفهم العروبة نقية صافية، فقد أثبتت الحروب أن أفعل المقاتلين هم من يفهمون ما من أجله يقاتلون، والعروبة هي شيء نقاتل من أجله.
بلادنا مزقها ضعفنا، ومزقها الاستعمار، علينا بالقوة أن نطرد الاستعمار ونتغلب على الضعف. والاستعمار هو صهيونية اغتصبت أرضنا، ودول أجنبية احتلت أو بسطت نفوذًا، ومن هذه الدول الأجنبية المستعمِرة دولة تحاول السيطرة علينا بالتسلل إلى نفوس مواطنينا، شيوعية تفسدها.
كانت بلادنا عبر أجيال طويلة ضعيفة، ولكن القدرة الجبارة هي أبدًا كامنة فيها، تثور مبعثرة هنا وهناك براكين من عبقريات وبطولات، غير أن بلادنا عبر تاريخها الطويل ما كانت على الضعف الذي هي عليه اليوم، بعد أن تمزقت. مهمة الحزب السوري القومي الاجتماعي أن ينقذ هذه الأمة بأن يبعث قواها فتستعيد وحدتها؛ والقوة في جوهرها هي إيجابية بناءة.
هذه الخارطة تسمي وتحدد بلادنا؛ فهي إذن تسمي وتحدد حياتنا، فحياة أي منا، وبلاده، هما لفظتان لمدلول واحد؛ لهذا كانت هتفتنا، وستبقى — تحيا سورية.