ثورة في التفكير …!
تأتي جهود الفرد كبيرة أو صغيرة، على قدر الأحداث التي تجابهه، حتى لقد يقفز الكسيح من سريره حين تهدده النار.
وللأمم مثل هذه الوثبات؛ فتركيا التي كانت رجل أوروبا المريض، انتفضت بعد الحرب العالمية الأولى انتفاضة، نعتها يومئذ الرجعيون بأنها ستؤدي بها إلى العدم، وإنكلترا بعد ويلات الحرب العالمية الثانية اهتزت، واعتنقت نظامًا قال فيه كبار المفكرين التقليديين من لابسي المونوكل إن عنفه سيذهب بها إلى الخراب في عامين أو أقل.
أما هنا بعد كارثة فلسطين، فإن تفكيرنا الكسيح لم يقفز من فراشه، بل ازداد العويل ونتف الشعر وقرع الصدور، وسادت فكرة واعظة تقول بتغيير الأشخاص والحكومات.
وما كانت ولن تكون الحكومات والأشخاص إلا من بعض مظاهر عافية الشعب أو مرضه.
نحن أشد ما نكون حاجة اليوم إلى قفزة من السرير، قفزة في التفكير ثورية.
هذه الوثبة المنقذة، قد وفرتها دفعة واحدة، ونظمتها العقيدة القومية الاجتماعية، وسيبقى أمر مستقبل هذه الأمة وحاضرها من نجاح أو فشل، رهن ما ينفذ في المجتمع، ما نفذه ويمارسه القوميون الاجتماعيون في صفوفهم.