رفات تنتقل
إن العربي لا يزال مقاتلًا باسلًا خطرًا، غير أنه من الظاهر أن ليس في وسع قادته أن يثيروه، وليس له من ثقة فيهم ولا في قضيتهم. أما قادة صفوفه الثانية والثالثة، فأكثرهم انتهازيون، متنعمون، مثقفون على يد الغرب، محجمون عن المخاطرة بأعناقهم فيما هم يحرضون العامة كي يقاتلوا من أجلهم.
إن العقيدة القومية الاجتماعية ما هي بعقيدة تحريض، وأبناؤها لا يكِلُون إلى سواهم أمر القتال، بل هم يتولون بأرواحهم الدفاع عن إيمانهم.
وفي مقابر بيروت رفات، تحركت وانتقلت، لتنبئ الناس عن الإيمان الذي ليس بين معتنقيه خاصة وعامة، وعن الأبطال الذين لا يحرضون بل يبدءون بنفوسهم، بدلًا من أن يقصروا همهم على التحريض والتغني الخامل بذلك الذي قال منذ أكثر من ألف عام: «أبدأ بنفسي.»