صقيع يحرق …!
أبناء هذه العقيدة القومية الاجتماعية، يحاربون بالسذاجة ذكاء مَنْ يريد خداعهم أو عداءهم.
حقيقة يصعب على أساطين الهمس والغمز والتطبيق فهمها.
ولا يريد أولئك الحاذقون أن يسلموا بأمر بديهي أثبته تاريخ هذه العقيدة وحاضرها، وهو أنها تغلبت وتتغلب على من يريد أن يلعب بها، أو يستعين بأبنائها ختلًا ورياء.
ما هم بشطار فتيان هذا الإيمان. يتساءل المتعاظمون: «من هو فلان من قادة هذا الفكر؟ ومن هو فلان؟ ومن هو فلان؟»
ما هم بجبابرة — فلان وفلان وفلان، هم بعض السابلة على طريق الحياة يسيرون فوقها بنخوة ونظام.
لا تحتقر أمر الجندي، هو شيء لا أهمية له. صحيح، ولكنه الجيش الذي أفنى فيه هذا الجندي ذاتيته هو الشيء المهم.
هذا الجيش القوي الباسل النبيل، يجب أن لا يُحْتَقَرَ ولا يُخَاصَمَ ولا يُسْتَفَز. ولا شيء أسهل من صداقة هذا الجيش، أعني أبناء هذه العقيدة؛ إذ إنه ليس فيهم من يبغي كرسيًّا أو غنيمة، فودهم يُكتسب ولا يُشرى.
من يعطهم حبة من الإخلاص، ردوها له إهراء من حبوب.
ومن حاول بالدهاء والمناورات استغلالهم أو طمسهم، اكتشف في آخر الأمر أن في سذاجتهم شطارة، وأن في شطارته غباوة.
بعض أنواع الجليد يشتد صقيعه؛ فيمسي نارًا محرقة.