الفرق …!
«لا، لا، إياك أن تذكر اسمي، قل: إني لبناني صميم.»
وودعت اللبناني الصميم، وهو صديق قديم حميم، حشد في خزان الدهر ثلاثين سنة من حياة مفعمة بالجهود الوطنية، ومن صداقات غالية تخطت حدود المناطق والطوائف، ومن حلقات أدب وفكر وصفاء لم يعرف لبنان لها شبيهًا، ولعلها لن تبعث، ومن سلوك شخصي يقدر أن يعرضه على الجماهير في شريط سينمائي فخورًا بمشاهده وحوادثه.
ودعت اللبناني الصميم بعد جلسة طويلة، هذا ما قال فيها:
يا أخي نحن نحترمكم، نحن لا نتهمكم بالخيانة، نحن معجبون بإخلاصكم واندفاعكم، ولكن تعالوا نشتغل في هذا المجتمع اللبناني، حتى تستقيم الأمور، فإن سيطر الوعي علينا هنا، وعليهم هناك، إلى حيث شئنا وشاءوا، أو أراد أولادهم، وأراد أولادنا أن ننصهر في دولة مثل الولايات المتحدة — فما الضرر؟ نحن لهذه المبادئ، ولهذا الهدف.
قلت لصديقي اللبناني الصميم: «أنت وأنا كلانا قومي اجتماعي، موحد الفكر، والغاية والأساليب.
والفرق بيني وبينك أنك تصر على أن يبقى اسمك مكتومًا، وأصر على أن أضع توقيعي في ذيل ما أكتب.»