الفصل الثالث
الجزء الأول
(ﻫ (أبو هوراس) – م (ملكة))
ﻫ
(إلى م)
:
#خيرٌ له في الوغى لو أنه قُتلا
من أن يروم النجا عمدًا كما فعلا
لئِن تخلَّص ممِّن رام مقتله
فليس يبلغ مني القصد والأملا
ما كان أجدره بالحمد مني لو
قضى كما أخواه في الوغى قُتِلا
قد كنت أحْسَبه من قبلها بطلًا
فساءني أن ظني فيه قد بَطَلا
م
(إلى ﻫ)
:
يا سيِّدي لا تكن … …
ﻫ
(إلى م)
:
… … … … العدل يُلزمني
لا بدَّ من قتله إن حلَّ أو رحَلا
م
(إلى ﻫ)
:
أرجوك عفوًا له … … …
ﻫ
(إلى م)
:
… … … اليوم من دمهِ
أُطفي بأحشاي جمرًا منه قد شُعِلا
إذا بقيتُ بغير ابنٍ فأيسرُ لي
من أن أكون أباه بعدما حصلا
م
(إلى ﻫ)
:
هذه قَساوة قلبٍ لا نظير لها
ﻫ
(إلى م)
:
عين العدالة هذي فاقصري العَذَلا
م
(إلى ﻫ)
:
أرجو له العفو فاصفح … …
ﻫ
(إلى م)
:
… … … … غير محتملٍ
عندي سوى قتله كي أُشفي الغَللا
تبغين مني له عفو الكِرام ولم
يترك إلى العفو عندي بعدها سُبُلا
عفوي بعيدٌ كبعد النجم عنه وهل
سمعتِ أن امرأً للنجم قد وصلا#١
م
(إلى ﻫ)
:
§مولاي رِفقًا بحالي
وارحمْ فؤادي الجريحا
ﻫ
(إلى م)
:
تبغين عين المُحالِ
فلست قَطعًا سَموحًا
م
(إلى ﻫ)
:
مولاي رِفقًا فروحي
قد عزَّ عندي بقاها
فقل لرُوحيَ روحي
إن كنتَ تبغي فناها§٢
ﻫ
(إلى م)
:
قد قلت لكِ لا تتعبي، فلا بدَّ من قتله، فلا أريد أن أبقى طول عمري تحت الخجل
والعار لأجله، نعم لو أنه قُتل نظير أخويه لكان خيرًا له من الهزيمة، والآن
أيضًا خيرٌ له أن يموت بسيفي ولا يعيش عيشةً ذميمة، وخيرٌ لي أيضًا أن أعدم
ابني وثمرة أحشائي من أن أدوم أبًا لمن يجلب على عيلتنا العار، ويلبسها ثوب
الذلِّ والشَّنار، ويعدمها العزَّ والافتخار.
ﻫ
(إلى ﻫ)
:
وا حرباه عليك يا هوراس، فأنتَ … أنتَ … أنتَ لستَ بابني يا أجبنَ
الناس.
م
(إلى ﻫ)
:
ترفَّق يا مولاي، ولا يهِجْ فيك الغضب والحميَّة قبل أن تتأكَّد
القضيَّة.
ﻫ
(إلى م)
:
إنِّي تأكَّدتها وصدَّقتها حيث أخبرني بها إسكندر أحد عساكرنا الرومانيين،
فضلًا عن أصوات الفرح التي سمعناها من العساكر الألبيين دلالةً على انتصارهم،
وهذا واضحٌ مبين.
الجزء الثاني
((ﻫ (أبو هوراس) – م (ملكة) – ق (قيصر)
ق
(إلى ﻫ)
:
§قد أرسلني مليكنا بين يديكْ
يا ذا القدرِ
إذ أمرني بأنني أتلو عليكْ
أشهى خبرِ
ﻫ
(إلى ق)
:
هذا خبرٌ… … …
ق
(إلى ﻫ)
:
قد أرسلني مليكنا تول المعظم بين يديك لأُعزِّيك الآن بالنيابة عنه على فقد
ولديك، ولكي أُظهر لك …
… … مُفرِحٌ بل يحلو
مثل العسلِ
فاسمع قصصًا بها يُحارُ العقلُ
والأمر جَلِي§٣
ﻫ
(إلى ق)
:
أما من خصوص ولديَّ اللذين قُتلا في الميدان، فإني منهما على غاية المسرَّة
والرِّضوان؛ لأن كليهما إنما فعلا ما يتوجَّب عليهما، وأمَّا هوراس …
ق
(إلى ﻫ)
:
ينبغي الآن أن تعزَّه، ليس كذي قبل فقط بل أشد؛ لإنه من الآن فصاعدًا هو يقوم
مقام الثلاثة بلا رد.
ﻫ
(إلى ق)
:
يا ليته قُتل مثلهما، ولا فعل كما …
ق
(إلى ﻫ)
:
يا للعجب! أنت وحدك فقط تذمُّه فيما فعل.
ﻫ
(إلى ق)
:
نعم، ويتوجَّب عليَّ أنا وحدي أيضًا أن أُعاقبه على ذلك العمل.
ق
(إلى ﻫ)
:
وما هي أفعاله التي أبداها هذه المرة حتى يستوجب منك هذه الكلمات
المُرَّة؟
ﻫ
(إلى ق)
:
وهل هرَبُه من ساحات الحرب يستحق المدح ويستجلب محبَّة القلب؟!
ق
(إلى ﻫ)
:
ولكنه ما طلب الهرب إلا عندما وَجَب، قد فعلَ فِعل حكيم عاقل، يراعي صروف
الزمان، فكان بهَرَبه هذا يستوجب المدح والرِّضوان، لا الذم والخِذلان؛ لأنه
لولا ذلك لكان …
ﻫ
(إلى ق)
:
§كفاك تُهذي بي
كفاكَ تعذيبي
علمتُ ما قد جرى
لا تبغِ تكذيبي§٤
ﻫ
(إلى ﻫ)
:
آه، ثمَّ آه، لو أني أراه، لكنت بغير شك أقتله، وإلى الجحيم أرسله.
ق
(إلى ﻫ)
:
إنني لمتعجب غاية العجب، من إظهاركَ شدة هذا الغضب، على ابنك الذي لولاه لكنا
الآن في أسر العِدا، ولولاه تسلَّطت علينا الفضيحة أبدًا، ولولاه ما انتصرت
روميَّة على ألبا، واستولت على الملك طول المدى، ولولاه … ولولاه …
ﻫ
(إلى ق)
:
رويدًا رويدًا، كفى كفى، تعدُّ وتفسِّر أحلام! ما هذا الشرف والانتصار والملك
للدوام، وأين شرفنا وجاهنا إذا كانت ألبا حازت على روميَّة الانتصار.
ق
(إلى ﻫ)
:
الظاهر أنكم إلى الآن ما علمتم بكل ما جرى وصار، فإن روميَّة هي
انتصرت.
ﻫ
(إلى ق)
:
روميَّة هي انتصرت؟ كيف هذا؟ اقصص عليَّ الأخبار باختصار.
ق
(إلى ﻫ)
:
إن هرب هوراس بعد قتل أخَويْهِ كان حِكمة لا تُعاب، وغايات يُعجَب بها أولو
الألباب غاية الإعجاب، وذلك أنه لما رأى نفسه بعد مقتل أخوَيْهِ قد أصبح وحده،
ورأى أعداءه الثلاثة مجتمعين ضده، أيقن أنه لا حيلة له إلا بالفرار، وجعل ذلك
شَرَكًا لهم حتى يصبَّ عليهم الدمار، وكانوا ثلاثتهم قد أُثخِنوا بالجراح، ووهت
عزائمهم دون المجالدة والكفاح، غير أنهم يغلبونه لو حاربهم معًا وهم مجتمعون
عليه، وإن كان إلى الآن صحيح الجسم لم يصل أدنى سوء إليه، فخالج قلبه أنه إذا
هرب يسعون وراءه بالطلب، وإن بعضهم يكون أسبق من بعض بحسب كثرة جراحه أو
قلَّتها، وشدة آلامه أو خفَّتها، فيفرِّقهم عنه بهذه الحيلة بعد ذلك الاتحاد،
ثمَّ يعطف على كلٍّ منهم فيقتله على انفراد، وكان من المُحال أن يتغلب عليهم
وهم سواء.
م
(إلى م)
:
آه يا حسرتي على أخوتي، أخوتي الثلاثة يُقتلون معًا، ما هذا البلاء!
ﻫ
(إلى ﻫ)
:
إنه لأطربُ الأنباء.
ﻫ
(إلى ق)
:
لا جَرَم أن ابني من رجال الحكمة والدهاء؛ إذ علم أنه إذا تبعوه كان بعضهم
أسبق من بعض بحسب ما به من الجراح والأسواء.
ق
(إلى ﻫ)
:
أي نعم، وهذا الذي حدث، فإنه ارتدَّ عليهم كالأسد القسور، وقتلهم الواحد بعد
الآخر، وقد أمرني أن أبشِّرَك بهذا الخبر أو أنعَى إليك في مَن نعى. مليكنا تول
المعظم الذي سيحضر إلى هنا بشخصه عن قليل ليعزِّيك ويهنِّيك معًا، وقد وَعدني
أيضًا بأنه يبذل في استعطافكَ غاية الجهد والعِناية، لتسمح لي بخطبة السيدة مي
التي سترى مني خيرًا من خطيبها الأول وأحسن للغاية، فأْذَنْ لي الآن بالذهاب
حيث أمرني الملك بالرجوع إليه في الحال. وعند حضوره أسبق وأخبرك بقدومه لكي
تستعد للاستقبال.
ﻫ
(إلى ق)
:
آه، الآن انشرح صدري وانجبر كسري، وحيث هذه هي إرادة مليكنا المِفضال، فأنا
مستعدٌّ لتتميم أوامره في الحال.
الجزء الثالث
(ﻫ (أبو هوراس) – م (ملكة))
ﻫ
(إلى م)
:
وأنتِ يا ملكة تدرَّعي بالصبر والجَلد، ولا تحزني على فقد إخوتك، فذكْرهم
يحيا إلى الأبد، وأنا داخل لأُوعز إلى روجينا الخادمة بأن تحضر ما يليق بمولانا
الموقَّر، فإنه عن قليل يشرِّف دارنا كما أخبرنا قيصر، وربما يتنازل ويتناول
عندنا الطعام إكرامًا لانتصار ابني بعلكِ هوراس في ساحة الصِّدام.
الجزء الرابع
(م (ملكة))
م
(إلى م)
:
§الدهر أبلاني
بفقد إخواني
فالقلب ذابا
والموت طابا
والعيش أعياني
يا دهر ما ذنبي
ذوَّبتَ لي قلبي
الجزء الخامس
(م (ملكة) – ي (مي))
ي
(إلى م)
:
ماذا تُرى جدَّ هذه المدة في الميدان، وإني من برهةٍ سمعت عساكر رومية يصرخون
لا شُلَّت أناملك يا فارس الفرسان، ثمَّ بعد ذلك سمعت أصوات الفرح من معسكر
الألبيين، فأضحيتُ في الحالين بين الشك واليقين، فأخبريني عمَّا حصل، لعلَّ
الخبر إليك اتَّصل.
م
(إلى ي)
:
نعم عرفته، وليتني مِتُّ قبلما كشفته، والآن انفصل القتال، وانتهى الجدال،
وروميَّة حازت بالظفر، هذا هو الخبر.
ي
(إلى م)
:
فإذًا، قُتِل حبيبي كورياس.
م
(إلى ي)
:
نعم، ومن الفرسان الستة المنتخَبين لم يسلم سوى هوراس.
ي
(إلى ي)
:
يا لهفتي!
م
(إلى م)
:
يا حسرتي!
م، ي
(إلى م، ي)
:
§ألا يا عين أجري دمعك القاني
فحق الآن أن يجري كمرْجانِ
وزِد يا دهر أنَّى شئتَ أشجاني
فلا يخشى غريقٌ بلَّ أردانِ§٦
الجزء السادس
(م (ملكة) – ي (مي) – ن (روجينا))
ن
(إلى م)
:
إن مولاي أبا هوراس يدعوكِ إليه يا سيِّدتي ملكة في الحال، لتنظري معنا في ما
يجب تحضيره للملك، فإن الأمر يطلب الاستعجال.
ي
(إلى م)
:
كيف تدخلين أمامه وعيناكِ بالدموع مغرورقتان.
م
(إلى ي)
:
أحسنتِ.
م
(إلى ن)
:
فادخلي يا روجينا الآن، فإني أحضر بعد برهةٍ من الزمان، ولا تخبريه بشيءٍ مما
رأيته من بكائنا الآن، فإن ذلك يصعُب عليه، ولا يحسُن لديه.
ن
(إلى م)
:
السمع والطاعة يا مولاتي، ولكني أراه مُصيبًا بمنعكما عن البكاء والأسف، فإن
الحزن يؤدِّي إلى التلف.
الجزء السابع
(م (ملكة) – ي (مي))
م
(إلى ي)
:
ولمَّا أخبرنا قيصر بهذه الواقعة الشؤمى، شعرت كأن فؤادي يذوب أسفًا وغمًّا،
ثمَّ طلبكِ من أبيكِ فلم يلبث أن وعده بذلك.
ي
(إلى م)
:
موتي ألف مرة ولا رؤية وجههِ الحالك، فذلك لا يتم ولو أُلقيتُ في شر المهالك،
وا أسفي أستبدل البدر بزحل المشئوم بين النجوم، وأرضى من الهَزار بالبوم، حاشا
وكلَّا، وعظمة الله الجُلَّى، إن قلبي لا يهوى إلا … فكورياس كورياس لا أحب
سواه، ولا أنقض ذمة هواه، كورياس كورياس يا مالك فؤادي، وغاية مُرادي، بل يا
مورثي الحسرات، ومُجرَّعي غُصص الذلِّ إلى الممات.
… يا فارس الفرسان يا أسد الوغى
يا قاهر الأقران يا ذا السؤدد
موتي ألذُّ من الحياة وقد غدا
ذاك الجمال معفَّرًا في الفَدفدِ
هيهات لا يصل السرور حشاشتي
والعيش بعدك أرخوا لم يرغدِ#٧
م
(إلى ي)
:
إنِّي داخلة الآن لأرى عمِّي ماذا يريد، ولعلي أعود إليك بعد قليل. وأنت
فتمسَّكي بحبال الله واستعصمي بالصبر الجميل.
الجزء الثامن
(ي (مي))
ي
(إلى ي)
:
§قلبي كواهُ البَيْن
بفقد نور العين
وما معيني غير الأنين
قد حان مني الحين§٨
… يا ليت ليلة أمس طالت سرمدًا
وصباحها المشئوم ضلَّ عن الهُدى
بل ليت يا كورياس لم أعرفك في
عمري وليتي قبلها ذُقت الردى
كم بتُّ أنتظر اللقا حتى دنا
يا ليت لا كان اللقاء تجدَّدا
كم كنت قبل اليوم أشكو بُعدكم
فلقد غدوتَ اليوم عني أبعدا
يا حبَّذا ذاك البِعاد وحبَّذا
خُلَسٌ تخذت بها لقربكَ مرصدا
يا منيتي كورياس يا خير الورى
يا مُنجد الملهوف يا غيث الندا
يا مَن تهاب لِقاه آساد الشَّرى
إن هزَّ في يوم العِراك مُهنَّدا
عوَّدتَ آساد الحِمام فرائسًا
إذ كنت تُقريها بأجساد العِدى
حتى غدوتَ لهنَّ أنت فريسةً
ويلاهُ والمعتادُ حيث تعوَّدا
أعوزتها قوتًا وقد نفذ العِدى
فلو استطعن لما أبَيْنَ لك الفِدا
ولو استطعت جعلت رُوحي فِديةً
لك فهي في الحالين مُوردها الرَّدى
يا موت عجِّل فالحياة ذليلةٌ
بعد العزيز ولا تؤجِّل موعدا
بئس الحياة ولا أرى في غمرتي
إلا انسكاب دموع عيني مُنجدا
ما زلت أذرفها لتطفئ زفرتي
حتى غدوت أخاف من أن تنفدا …٩
الجزء التاسع
(ي (مي) – س (هوراس) – ر (إسكندر))
(هوراس بآلة الحرب، مكلل بالزهور، ملطَّخ بالدم، وإسكندر حامل بعض من أسلحة القتلى.)
ي
(إلى س)
:
هوراس ما
هذي الدِّما
(يُغشى عليها.)
س
(إلى ي)
:
(يرشُّها بالماء.)
شقيقتي
يا مُهجتي
نلت الظفر
فذا الأثر
جلَّ إعزازا
(مي تستفيق.)
إنِّي لم أكن أتوقع منكِ هذه المعاملة، وأن تقابلي أفعالي بهذه المقابلة.
ي
(إلى س)
:
وأنت كيف أمكنكَ أن تظهر أمامي ملطَّخًا بدم حبيب قلبي، وتزيد لوعتي
وكربي.
س
(إلى ي)
:
حسبكِ من مكافأتي بمثل هذا التقريع، ومقابلتي بهذا التعنيف الشنيع، على
أفعالي التي استوجبت الحمد والغِبطة عند الجميع. ولقد كان الأجدر بكِ أن تفرحي
لانتصاري وتحمدي قدرتي ونخوتي، ولا تتعتَّبي عليَّ لأخذي بثأر إخوتي.
ي
(إلى س)
:
يا قاسي الفؤاد، أتروم أن أفرحَ لمن قتل خطيبي، وأطال لوعتي ونحيبي، وحَرَمني
من الدنيا نصيبي.
س
(إلى ي)
:
§كفِّي النحيب
واسلي الحبيب
ي
(إلى س)
:
هذا المَقال
عين الضلال
س
(إلى ي)
:
عِي للكلام
كُفِّي الملام
قد وهى صبري
ي
(إلى س)
:
أما إنك لو كنت من ذوي العدل والإنصاف، لما كنت تتباهى بقتل كورياس، بل لكان
الأمر بالخِلاف؛ إذ لا جَرَم أن كورياس لم يكن يريد أن يقتلك لمراعاته أنك بعْل
أخته، ولولا ذلك كان يمكنه كما قتل أخَويْك أن يقتلك أيضًا من وقته، ولكنه
حُبًّا لأخته ملكة قد أشفق عليك من الهلكة، فلماذا يا ظالم لم تقتدِ بفعله
حُبًّا لشقيقتك هذه المسكينة، فتركتني إلى الأبد عليه حزينة، وقد شاعت قساوتك
بين كل أهل المدينة.
س
(إلى ي)
:
… ما عُدتُ أحمل هذا العتب مرتضيًا
فاللَّوم يحرقني كالنار في الحطبِ
مي اقصري ودعي ذكر الحبيب فلا
يُجدي مَلامكِ غير الحزن والكُرَبِ
ي
(إلى س)
:
ويلاه كيف تُرى أنساه وا أسفي
حاشا ومن بعده لا عيش لي وأبي
يا فارس الخيل يا من لا شبيه له
من بعدكم عنصر الأيام لم يطبِ
يا ليت قد حان حيني قبل حَينكُمُ
يا من مدى الدهر عن عينيَّ لم يغبِ
حَيفٌ يضمُّك لحد كنتَ تُودِعه
يوم الوغى كل جَحجاح ومنتخَبِ
حَيفٌ على حُسنك الزاهي حكى قمرًا
ويلاه من ذا رأى الأقمار في التُّرَبِ
حَيفٌ على قدِّك الخطار تقصفه
أيدي المنون بلا ذنب ولا سببِ
حَيفٌ مخدرة تبكي عليك أسًى
يا عين جودي وزِد يا قلبي باللهبِ
ما كنت عني يا كورياس ذا صمم
إذا دعوتك يا كورياس في كُربي
خفضتَ للموت رأسًا كان يرفعه
نُصْب المكارم في رَوض العلا الخصِبِ
الخيل والسيف والأقلام تندبه
س
(إلى ي)
:
كُفِّي الملام وإلا فاحملي غضبي
ي
(إلى س)
:
تالله قد ثَكَلت ألبا مُزيِّنَها
كما يُزيَّنُ ثغرُ الكأسِ بالحَبَبِ
قد كان مفردَ قومٍ في شجاعته
وكان يجمع بين المجد والنَّسَبِ
اليوم تشمت حُسَّادي فوا حزني
تَبَّتْ يدا من رماه اليوم بالعَطَبِ
ي
(إلى س)
:
من شاع ذكر اسمه في قتل فارسنا
لا عاش من بعده يومًا بلا نصبِ
ر
(إلى س) (مشيرًا عن هوراس)
:
حمَلتِهِ منك ما لو عُشره حملت
أعلى الجبال لمادت منه للترب
س
(إلى ر)
:
أما كفاكِ اللوم والعتب يا مشئومة، حتى اتصلت إلى الشتيمة، فهل شيء بعد هذه
الجسارة العظيمة، فكفي عنها وإلا قتلتك كمجرمة أثيمة.
ر
(إلى س)
:
دعها الآن يا مولاي، فإنها متألمة على فقد حبيبها، وسوف تعرف قدرك عندما تنسى
حب خطيبها، فالآن جرحها جديد، فإذا رُمت أن تردعها عن فعلها هذا لا
تستفيد#
ي
(إلى ي)
:
روميَّة أيتها المدينة المشيَّدة الأركان، التي بسببها قُتل حبيبي سيد
الفرسان، سلَّطت الآلهة عليك النيران، لِتُهدمْ أبراجك وأسوارك المتينة
البُنيان، وتهلك جميع سكانك من شيوخ وغِلمان، ولا زالت تعمل فيهم بِيض
الصِّفاح، وتنوشهم حُمر الرماح، وتطرحهم أشباحًا بلا أرواح، حتى تدنِّس من
روائحهم الرياح، وتقيم منهم على السهول جبالًا، وتجعل جماجمهم للخيول نعالًا،
وقلب الله عمارك إلى خراب، حتى يأوي إليك البوم والغُراب.
س
(إلى ي)
:
آه يا شقيَّة، أتشتهين خراب التي بروحي أفديها، وبسيفي وذراعي أحميها،
وتوبِّخيني كأني فعلت أمرًا ذميمًا، إذ اكتسبت بقتل كورياس شرفًا
عظيمًا.
ي
(إلى ي)
:
أمطري نارًا أيتها السموات، وأحرقي إكليل الشرف الذي ناله بقتل ذاك الفارس
الكريم، وكلَّل به رأسه المنفوخ بالتجبُّر اللئيم، و… و… وقتلتك الآلهة
لتنتعش عظام حبيبي وهي رميم.
(هوراس يهجم على مي فتهرب منه، فيستل خنجره ويضربها فتسقط مائتة.)
س
(إلى ي)
:
موتكِ أحرى يا شقيَّة، فموتي كما تموت كل رومانيَّة تبكي
عدو الأوطان.
ي
(إلى س)
:
آه، قتلتني يا ظالم.
ر
(إلى س)
:
هوراس ما هذا … هوراس ماذا كان … هوراس ماذا فعلت … هوراس ومَن قتلت؟
س
(إلى ر)
:
فعلت ما قد فعلت، وفيما فعلت عدلت.
ر
(إلى س)
:
قد كان الأولى بك لو أنك عن هذا الفعل عدلت، ها أبوك آتٍ من هذه الناحية،
فادخل حالًا من الجهة الثانية، امضِ امضِ لا تتأخر ولا ثانية.
س
(إلى ر)
:
ولكن …
ر
(إلى س)
:
امضِ حالًا بلا قالٍ وقيل، وأنا ذاهب الآن وسأعود إلى هنا بخدمة الملِك بعد
قليل.
الجزء العاشر
(ي (مي) – ﻫ (أبو هوراس)، (مي مقتولة على ناحية))
ﻫ
(إلى ﻫ)
:
آه يا إلهي متى أراه حتى ألثم عارضيه، وأقبِّل ما بين عينيه، وكم أنا نادم
على ما قلته في حقِّه قبل الآن بسبب هربه من الميدان، ولكن ما عليَّ من ذلك لوم
لأني لم أكن عالمًا بكل ما كان، لا جرَم أنه ينبغي الآن أن أحبَّه أكثر من
الأوَّل؛ لأنه هو الآن ركن دولتنا العليَّة، والذي عليه المعوَّل، وهو الذي من
الآن فصاعدًا يُسلي فؤادي، وينسيني ثُكْل أولادي.
#متى ألتقي ولدي الأبسلا
وحيديَ هوراس سامي العُلا
ومَن فيه فخري سما واعتلى
ونلتُ الأماني بين المَلا …١٢
الجزء الحادي عشر
(ﻫ (أبو هوراس) – ق (قيصر) – ي (مي))
ق
(إلى ﻫ)
:
§أسفًا خابت ظنوني
كيف
احتيالي
وما العمل
وا أنيني وا جنوني
مما جرى لي
وما حصل
ﻫ
(إلى ق)
:
يا عزيزي بالتأني
ماذا
دهانا
قُل بالعَجَل
ق
(إلى ﻫ) (يرى مي)
:
ﻫ
(إلى ق)
:
ويلك، يكفي دهشة، أخبرني ما جرى؟ وما هذا الذي أرى؟ ومن الذي فعل بها هذا من
الورى؟
ق
(إلى ﻫ)
:
ابنك هوراس، ابنك هوراس قتلها، ومثل هذه الجرائم لا يتجاسر سواه على أن
يفعلها.
ﻫ
(إلى ق)
:
وأين هو هوراس؟ وكيف دخل هذا المكان، وأنا لم أرَهُ إلى الآن؟
ق
(إلى ﻫ)
:
نعم، دخل وقتل أخته في هذا الإيوان.
ﻫ
(إلى ق)
:
وأنتَ من أخبرك؟
ق
(إلى ﻫ)
:
أخبرني إسكندر، أخبرني إسكندر.
ﻫ
(إلى ق)
:
وأين هو إسكندر؟
ق
(إلى ﻫ)
:
صادفتُه ذاهبًا من هنا، وهو قد أخبرني عن هذا الصنيع المنكر، وأنا كنت آتيًا
لأخبرك بقدوم الملك لتستعدَّ لملاقاته كما كان الكلام، فإنه عن قليل يحضر إلى
هذا المقام، وإن كنت لم تصدقني فلا بدَّ من أن يحضر إسكندر بمعيَّة الملك
فاسأله عما كان.
ي
(إلى ي)
:
آه يا أبي، ها أنا أموت الآن.#
(أبو هوراس يتكي مي على صدره.)
ﻫ، ق
(إلى ي)
:
§يا مهجتي وفؤادي
يا بهجتي ومُرادي
يا مَيَّتي خاطبيني
يا مُنيتي جاوبيني§١٥
الجزء الثاني عشر
(ﻫ (أبو هوراس) – ق (قيصر) – م (ملكة) – ن (روجينا) – ي (مي
مقتولة))
م
(إلى ﻫ، ق)
:
أعلِمونا ماذا حدث من الأخبار، فمن داخل سمعنا.
ق
(إلى م)
:
انظري هنا بعلك الجبار، قتل أخته ولا نعلم أين سار.
م
(إلى ي)
:
وا حسرتا عليك يا مي، يا عليلة الحظ بين الناس، يا وديعة بلِّغي سلامي إلى
أخوتي، خصوصًا حبيبك كورياس.
ﻫ
(إلى ي)
:
يا ولدي، وثمرة فؤادي، أزودك السلام إلى ولديَّ اللذين قُتلا في الكفاح،
وأخبريهما بأن روميَّة انتصرت لكي يحصلا على الانشراح، وقولي لهما أخيرًا بأني
قريبًا أتبعكم لنجتمع سويةً بدار السرور والأفراح.
ق
(إلى ي)
:
وا أسفي خاب الأمل وانقطع الرجا.
ن
(إلى ي)
:
يا لهفي، يا ليته أمكنني أن أفديكِ بروحي يا مولاتي مي يا قمر الدجى.
ﻫ
(إلى ي)
:
يا ابنتي بلِّغي سلامي إلى أمِّك …
ق
(إلى ﻫ)
:
ها قد وفد الملك والوزير الأعظم، فكفَّ البكاء الآن لنستقبلهما كما يلزم،
وبعدُ لا بدَّ من أن أشتكي على هوراس بما فعل، وأطلب دم مي …
ﻫ
(إلى ق)
:
لا لا، لا تعمل هذا العمل؛ لأن …
ق
(إلى ﻫ)
:
لا بدَّ عنه، كفى كفى، ها هو قد وصل.
ﻫ
(إلى م، ن)
:
انقلاها حالًا إلى داخل لئلا يراها الملك على هذه الحالة؛ فإن مرآها مقتولة
يهيج غضبه لا محالة.
(ملكة وروجينا تنقلان مي إلى الداخل.)
ﻫ، ق
(إلى ت، و)
:
§لنا السرور العظيم
لنا الحبور الجسيم
ﻫ
(إلى ت)
:
قد زار مولاي داري
فزاد فيه افتخاري§١٦
الجزء الثالث عشر
(ﻫ (أبو هوراس) – ق (قيصر) – ت (ملك) – و (وزير) – ر (إسكندر) – ج
(جوقة))
و
(إلى ﻫ)
:
إنَّا بغاية الأسف لفقد ولدَيْك، ومع ذلك نقدم لك التهاني بانتصار هوراس،
فلولاه لغدونا عِبرةً بين الناس، وتسلَّطت علينا الألبيون بلا التباس، لك
التهاني وله الشكران، ما خلا المكافأة والإحسان، كما صدرت بذلك إرادة ملك
الزمان.
ق
(إلى ت، و)
:
نعم إنه يستحق هذا نظرًا لانتصاره، ولكنه هنا …
ﻫ
(إلى ق)
:
لله أقصر يا قيصر واسترنا.
ق
(إلى ﻫ)
:
لا يمكن أن أسكت، فلا تطلب ستر عاره.
ت، و
(إلى ﻫ، ق)
:
§ماذا تُرى جد أخبرانا
بالأمر لا تكتما البيانا
ﻫ
(إلى ت)
:
مولاي هبني السماح عمَّا
أذنبت إذ رمت عنك كتما
أخفيت للآن عنك أمرًا
أورثني في الفؤاد ضُرَّا
هوراس لما … …
ﻫ
(إلى ق)
:
… … أخبره عني
ويلاه مما جناه ابني§١٧
ق
(إلى ت، و)
:
§لما رجع ابنه عقيب الحرب
مي لاقته بالبكا والنحبِ
ثمَّ ابتدرته بعدها بالعُتب
فلذاك تلقَّاها بحد العضبِ
ق
(إلى ق)
:
لله قتيلةٌ بغير ذنبِ§١٨
ت، و
(إلى ت، و)
:
§يا لبئس ما فعلا
ت
(إلى ر)
:
امضِ عن كثَبْ
وائتنا به عجلا
نفحص السبب
الجزء الرابع عشر
(ت (ملك) – و (وزير) – ﻫ (أبو هوراس) – ق (قيصر) – ج (جوقة))
ت، و
(إلى ﻫ، ق، ج)
:
إن حكمنا عَدَلا
والقضا وجَبْ
ﻫ
(إلى ت، و)
:
حلمكم سرى مثلا
فاتركوا
الغضبْ
ت، و
(إلى ﻫ)
:
لا ترُم هنا أملا
فاترك العَتَبْ§١٩
ﻫ
(إلى ت)
:
§يا نور شمسٍ للأنامْ
ابني وحيدٌ يا هُمامْ
فاصفح وجد واسمح له
فالعفو من شيم الكرامْ§٢٠
ت
(إلى و، ﻫ، ق، ج)
:
إنه بفعله هذا يفقد كل ما حصل عليه في الميدان من الشرف والجاه، ويستوجب
أيضًا قِصاصًا عظيمًا كما قدَّمناه؛ لأنه فعل فعلًا لم يفعله أحد سواه.
و
(إلى ت، ﻫ، ق، ج)
:
ما هذا بالظلم الذي إلى الآن لم يُسمع بمثله في روميَّة سامع، ولا رأينا في
ماضي التاريخ أنه وقع لهذا الأمر مضارع، سوى ما ذُكر عن روميلوس من أنه قتل
أخاه ريموس ليبقى بلا منازع، وذلك من مدة أربع وثمانين سنة إلى تاريخ هذه
الواقعة المحزنة.
ﻫ
(إلى ﻫ)
:
يا لها مصيبة لم يقع مثلها في الأزمنة!
ﻫ
(إلى ت، و)
:
§أخلاقكم لا تختلف
فالحِلم عندكُم أَلِف
سَدِكت شمائلكم به
كاللام عانقت الأَلِف§٢١
الجزء الخامس عشر
(ت (ملك) – و (وزير) – ﻫ (أبو هوراس) – ق (قيصر) – ج (جوقة) – س
(هوراس) – ر (إسكندر))
س
(إلى ت)
:
§الموت أعز من بقائي
إذ فيه نهاية اللقاءِ
تُلقى … يا أعدل من على البسيطة
فاحكم ولكي تريح روحي
مُر واقضِ وقُل لرُوحي رُوحي
حقًّا … تكفي لك لفظةٌ بسيطة§٢٢
ق
(إلى ت)
:
إنِّي أتجاسر أيها الملك الهمام، والباسل القَمْقام، أن أرفع إلى مسامعكَ
الشريفة ما يعرضه كل رعاياكَ بلساني في هذا المقام، إنَّ فعل هوراس هذا يستوجب
أعظم قِصاص.
و
(إلى و)
:
هذا ليس له منه مناص.
ق
(إلى ت)
:
لأن الناس يأخذهم الطمع في حلمك إذا عفوت عنه هذه المرة.
س
(إلى ق)
:
أما تدري أنك بهذا تنسب إلى مليكنا عدم الخبرة، ويا ليت شعري ما غرضكَ من هذا
الطلب، أَوَلَا تدري بأنه إذا تم هذا القضاء عليَّ أرديتك قبل العطب، وألحقتك
بمن ذهب، بحدِّ هذا المُشطَّب، ثمَّ ألا تعلم أنك تظلم دم من نجَّاك من الردى،
وكفَّ عنك طائلة العِدى، فأنا الذي بظل مليكنا المعظم ظفرت بفرسان ألبا كما
تعلم، ولولاي لأصبحنا جميعًا أسرى عند الألبيين، ولولا حسامي هذا لما فازت
روميَّة بالنصر المبين.
… أقرَّت لي من الدنيا أقاصيها
وروما قد دعتني اليوم حاميها
وقد أضحت بهذا السيف في عزٍّ
كما ذلَّت لها منه أعاديها
وأني ركن روما فهي لا تخشى
كان الله فوق الصخر بانيها
ومن جرَّ العوالي نلتُ ما أبغي
ولي دانت من العليا نواصيها#٢٣
ق
(إلى س)
:
أحسنت، ولو لم تلطخ بياض فعلك السابق، بسواد فعلك هذا اللاحق، لتوجَّب علينا
الشكر الفائق.
… عدلًا قتلتَ عداتنا لكنَّما
أرَّختُ جئتَ قتلتَ أختك ظلما#٢٤
س
(إلى ق)
:
أنا فيما فعلت معذور، وعذري لدى الجميع مشهور، نعم إن مي هي أختي وشقيقتي،
ومحبتها متملكة في قلبي ومهجتي، ولكني مع ذلك لا أحبها أكثر من ذاتي، ألا ترى
أنها تجاسرت وطلبت خراب روميَّة التي لأجلها خاطرت بنفسي وحياتي، فلم يمكني أن
أحتمل منها هذا الاجترا، وهيَّج حب الوطن فيَّ الحميَّة وجرى ما جرى، فدع إذًا
عنكَ الفضول، فقد وضح أن عذري مقبول (مشيرًا عن الملك).
… عذري أقدِّمه فإن يعنوا له
لهم الثنا أو يرفضوه فمهما …٢٥
و
(إلى ت، ﻫ، ق، ج، س، ر)
:
القتل جزاء القاتل.
ت
(إلى و، ﻫ، ق، ج، س، ر)
:
وإني ليحزنني قتل مثل هذا الباسل.
ﻫ
(إلى ت، و، ق، ج، س، ر)
:
قتله … قتل هوراس … كيف وأين يا تُرى؟ وهو منقذ الوطن من خطب طرا، أمثله يُقتَل
ويُحرَق … ولكن أين؟ أفي قلب المدينة حيث لا يزال دم أعدائنا الألبيين يتدفق؟
أم في جوانبها حيث تشهد له وقائعه المشهورة ضد أعداء الرومانيين؟ أم أي مكان
خلا مما يشفع بذنبه ويطالب بدمه الثمين، وأنا لا أظنهم يسمحون بقتل حامي هذه
الأقطار، ومنقذها من الأخطار.
س
(إلى ق)
:
وناصرها على أعداها
وباذل روحه فِداها
… أنا المعروف في يوم المجال
تهاب لِقاي آساد الدِّحال
وتشهد لي الفوارس والمنايا
مخيَّمةٌ على قمم الرجال
وقد علمت ليوث الحرب أني
أكرُّ على الكتيبة لا أبالي
وأخترق الصفوف وفي يميني
حسامٌ ظلَّ يسطع كالهلال
أتُنكَر سطوتي يوم التلاقي
وقد عاينت في الهيجا قتالي
فكم أرديت من قَرْمٍ عنيدٍ
بطعنة سَمهَريٍّ ذي اعتدالِ
وكم بطلٍ سعى بغي لحاقي
إلى العُليا فقصَّر في المجالِ
وهل تَنْسَى حروبًا سالفاتٍ
بها حزت التقدم في النِّزالِ
بها نلت الفخار وحُسن ذِكرٍ
يدوم فليس تنسخه الليالي
بظلِّ عزيزنا الملك المفدى
مجيد الفضل محمود الخصالِ
مليكٌ عادلٌ ندبٌ حليمٌ
شهيرٌ حاز سبقًا في الأعالي
قديرٌ والزمان له مُطيعٌ
بما يبغي وتخدمه المعالي
فلا برحت شموس سنا علاهُ
تنير بأفق أفلاك الكمالِ
ولا زالت عِداه بكل حالٍ
تُلَقَّى بالمذلة والنَّكالِ …٢٦
الجزء السادس عشر
(ت (ملك) – و (وزير) – ﻫ (أبو هوراس) – س (هوراس) – ق (قيصر) – ر
(إسكندر) – ج (جوقة) – م (ملكة) – ن (روجينا))
م
(إلى ت)
:
§أرفق بفؤادي الكسير
يا عَقْوة كل مستجير
يُدعى … فإليك يعود كلُّ أمري
ﻫ، م
(إلى ت)
:
مولاي لنا أبْقهِ مُعينًا
وادفع ببقائه الشجونا
دفعا … مولايَ عليك جبر كسري
س
(إلى ت)
:
يا من كَتَد السماك يعلو
إن تعفُ فذاك منك فضلُ
أوْ لا … فَدَمي لنصالكم مُباحُ
ت
(إلى س)
:
لنظيركُم عن المعاصي
العفو من ابتغا القصاص
أوْلى … فاسلم أبدًا لك السماحُ§٢٧
§لكن بشريطة أن تبقى
أبدًا أبدًا وبلا تغيير
مع قيصر في سِلم حقًّا
و، ﻫ، م
(إلى س، ق)
:
تمِّم ذا الأمر بلا تأخيرْ
س، ق
(إلى ت)
:
إني كأوامركم ألفى
خَصمي كالصاحب دون نكيرْ
ت
(إلى و)
:
تمَّ مرغوبي
ذاك مطلوبي
و
(إلى س، ق)
:
إنما كما قد اصطلحتما
دومًا بلا تغيير§٢٨
§وادعيا للمليك المعظَّم
حيث ذا الصلح منه تنظَّم
و، ق
(إلى ﻫ، س، ر، م، ن، ج)
:
ثمَّ أنتم ساعدونا بالدعاء
و
(إلى ﻫ، س، ق، ر، م، ن، ج)
:
وأنا معكم طالبٌ
من صميم القلب راغب
و، ﻫ، ق، ر، م، ن، ج
(إلى و، ﻫ، ق، ر، م، ن، ج)
:
إنه يعلو على أعلى العلاء
دائمًا في حفظ سكَّان السماء§٢٩
ﻫ
(إلى ت، و، ق، ر، م، ن، ج)
:
لو رأيتُ فعله يستوجب الموت (مشيرًا عن هوراس)، لما تأخرت عن قتله إلى هذا
الحين، كما أن شريعتنا تسمح للآباء عند اللزوم بقتل البنين.
ت
(إلى ﻫ)
:
§ذلك الحق دون ارتيابِ
قد فعلت بعين الصوابِ
وهما قد فعلا خير الفعال
(مشيرًا عن هوراس وقيصر.)
إن هذا الصلح مشكور
وأنا من ذاك مسرور
حيث أمري قابلاه بامتثال
و، ﻫ ق، ج، ر، م، ن
(إلى ت)
:
إنَّ من طاع لكم خير الرجال§٣٠
ت
(إلى س)
:
وأنت يا هوراس يا عون روميَّة وعضدها وركنها وسندها، أنت الذي اشتهرت في
الحروب جملة أحيان، وسلَّطتني اليوم على مملكتين بعد أن كنت أيقنت بالخُسران،
فكيف لا أمنحك عن ذنبك الغُفران.
و، ﻫ، ق، ر، ج، م، ن
(إلى ت)
:
§أنت الحليم العادل
والمحسن المِفْضال
أنت الحكيم الفاضلْ
لا زلت بالإقبالْ
لا زلت بالتهاني
ما غرَّدت وَرْقا
ودُم مدى الزمانِ
وجُد وسُد وارقى§٣١
ت، و
(إلى ﻫ)
:
§عليك أن تُهيئ المذابحا
غدًا وأن تحضِّر
الذبائحا
فذا كإكرامٍ لسكان السما
كي يسمحوا له بما قد أجرما
(يشيران عن هوراس.)
وهيئ ذا تقدمةً عن نفس ميٍّ
ﻫ
(إلى ت، و)
:
إنِّي اشترطت ذا كأمركم عليَّ
ق
(إلى ق)
:
ويلاه في ذا الوقت حين أسمعُ
ذا الاسم قلبي يكتوي ويُوجَعُ
ومن جرى ما قد جرى دمعي جرى
أمرٌ مهولٌ منكرٌ بين الورى
والعقل من هذا القبيل حارا
ت، و، ﻫ
(إلى ق)
:
كُفَّ البكا قد صار ما قد صارا§٣٢
ت
(إلى ﻫ)
:
وأودُّ أيضًا أن عظام مي وعظام كورياس خطيبها يضمها لحدٌ واحدٌ، لتكون دائمًا
مع حبيبها.
ﻫ
(إلى ت)
:
إنِّي على كل حال مطيعٌ أوامر سيِّدي الملك المِفْضال، ومن تراه لا يسعى بما
يودُّه خاطره، وهو ملكٌ نفذت في أقاصي الأرض أوامره.
الجميع
(إلى ملك)
:
§مالكٌ عرفناه
فضله غرفناه
والزمان حيَّاه
سعيًا سعيًا سعيًا سعيَا
العزيز ذو الفخرِ
والعظيم ذو القدرِ
فاهتفوا مدى الدهر
يحيى يحيى يحيى يحيى§٣٣
§مليكنا زين البدو والحضر
من قصَّرت عن معالي مجده الدولُ
بحرٌ يفيض الإنعام كالدرر
بحرٌ ولكنه في طعمه عسلُ
وطرفه يرعى المُلك في سهر
على الرعايا لتغفى حوله المُقلُ
يا رب صُن مولانا من الضرر
واجعل أعاديه يوم الحرب تنخذلُ§٣٤
الجميع
(إلى الجميع)
:
وصن وزيرنا الخطير
المفرد الشهم
الشهير
وكن له ربي نصير
واحفظه في
سلام
ونسأل السامي المقام
تكون ميٌّ في
السلام
مع من توفُّوا في الصِّدام
كي يحسن الختام§٣٥
١
من بحر البسيط.
٢
قد:
ما بين ورد الخدود
ولام آس العذار
٣
قد:
ناحت فأجبتها نواحكِ ليه
من غير سبب
٤
قد:
يا من تُناديني
أحبكِ وديني
٥
قد:
سقى زمان البان
ماء الحيا الهتَّان
٦
قد:
ألا يا من بسيوف اللحظ جارحني
٧
من بحر الكامل، وفيه تاريخ السنة التي فيها صار تأليف
هذه الرواية في بيروت، وذلك سنة ١٢٨٤ هجرية.
٨
قد:
سقى زمان البان
٩
من بحر الكامل.
١٠
قد:
برماك جا (تركي)
١١
قد:
برماك جا
١٢
من بحر المتقارب.
١٣
قد:
أتاني زماني بما أرتضي
١٤
قد:
قم بنا آه يا حبيبي نحو العيون
آمان آمان
١٥
قد:
زاهي جمالك فتني
١٦
قد:
زاهي جمالك فتني (سماعي رست)
١٧
قد:
زار على رغم كل واشٍ
١٨
مواليَّا في نغم الماهور من بحر السلسلة أو الدوبيت.
١٩
قد:
شادنٌ وقد قال لي
٢٠
قد:
يا سامعًا مِنَّا النِّدا
٢١
قد:
يا سامعًا مِنَّا النِّدا
٢٢
قد:
يا من لعبت به الشمول
٢٣
من بحر الهزج.
٢٤
من بحر الكامل، وفيه تاريخ السنة التي قُتلت فيها مي،
وهي سنة ٣٣٣٥ للخلقة الآدميَّة.
٢٥
من بحر الكامل.
٢٦
من بحر الوافر.
٢٧
قد:
يا من لعبت به الشمول
٢٨
قد: ببل
فرانسه Peuple Français.
٢٩
قد:
العيون الكواسر سبوني
٣٠
قد:
العيون الكواسر سبوني
٣١
قد: ملبروك سافر للحرب Marolboroug s’enva-T-en guerre.
٣٢
قد:
ما كل من ذاق الهوى متيمُ
٣٣
قد:
حادي السرى نادِ
٣٤
قد:
شكوا لنا والله حالة البعد
٣٥
قد:
يا رب يا إلهنا
أعز باد شاهنا