حكم الدولة المحمدية العلوية الفخيمة
وبعد أن خرج الجيش الفرنساوي من البلاد القبطية أرسلت الدولة العلية ساكن الجنان المغفور له محمد علي باشا — جَد العائلة الخديوية الفخيمة — بمثابة خديوي عليها، ولم تزل عائلته الفخيمة صاحبة التسلُّط والسيادة إلى الآن.
ولا ريب أنَّ ما أتته هذه العائلة الكريمة الفخيمة من المآثر الغَرَّاء والمناقب الحسناء لَأَشْهَرُ من أن يُذكر، وأكثر من أن يُحصَر، كيف لا وفي أيامها ازدهت البلاد وارتاحت العباد، وعمَّت الخيرات، وتدفَّقت ينابيع البركات، وهطلت غيوث النعم والعطايا؛ فشملت كل الرعايا، بل أصابت جميع البرايا. ولقد كان للطائفة القبطية من هذه النعم العميمة والخيرات الجسيمة أوفر نصيب، نسأل الله أن يرمق سلالة هذه العائلة بعين عنايته، ويرعاها بكمال رعايته؛ إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.