نقطة عمياء: وراء جدل التأليه ونفي اللاهوت (تطبيقات فلسفية وملاحظات عمل)
«نشأ الدِّين ليُجيب عن أسئلة القلق الوجودي بالدعوة إلى تأسيس مَملكة السماء، فانتهى إلى التشبُّث بمَملكة الأرض وفقًا لطوبولوجيا تأليهية أعادت تخريطَ السطوح القومية والأقاليم التقليدية في الأويكومين القديم.»
ظلَّ الدِّين على مَدار التاريخ الإنساني أمرًا راسخًا، وصار المعبِّرَ الأول عن خصوصية القوميات والهُوِيات، ولكن مع الألفية الثالثة بدأ الدِّين يثير أسئلة أكثر ممَّا يقدِّم من إجابات، وبدأ التصدُّع يصيب فكرة وجود الإله، وعجَّت الساحة الفكرية بجدلٍ واسع وعميق بين مؤمنين على يقين بوجوده، وملحِدين على يقين بغيابه، وكلُّ طرف يتسلَّح بمُختلِف الحجج التي تدعم رؤيته، ويطالب الطرفَ الآخَر بإثبات وجود الإله أو نفيه، كلٌّ وَفْق موقعه. وفي خِضَم هذا الجدل يثير «عبد المنعم المحجوب» الكثيرَ من الأسئلة حول التراث الديني البشري، ولكنه يفعل ذلك من خارج هذا الجدل، وفي الوقت نفسه يستولد الأسئلةَ من رَحِمه، ويناقشها، ليس بهدف الوقوف مع أحد الطرفَين، ولكن لنتمكَّن من الرؤية التي تجعلنا نُدرِك جوهرَ وجودنا، ونَعِي هذا التراث الروحي وسيرورة الزمن.