الكتب الهندية المقدسة كمصدر للتاريخ
إن كُتب الفيدا وما أعقبها من الأشعار القصصية ومجموعات القوانين والمرويات، هي المصدر الوحيد لما عرفه التاريخ عن الآريين في خلال مئات السنين، وليس مستطاعًا جمع الحقائق إلا من طريق الاستنتاج.
أما تطوراتهم الدينية والاجتماعية، فمن الميسور تتبعها، ذلك أن كهنتهم لم يحفلوا بالتاريخ السياسي، بل كان همهم تتبع الدين والفلسفة والقانون والنظم الاجتماعية والعلم. ولم يبدأ تدوين تاريخ الهند الشمالية الغربية إلا منذ غزاها الفرس واليونان، فمنذ يومئذ عُرِف شيء عن تاريخ الهند وعن تحديد حوادثها وسكانها وبعض تفصيلات الحياة فيها. غير أنه لا يزال تاريخ ميلاد جوتاما بوذا وتاريخ وفاته غير معروفَين على وجه الدقة. وقد كَتبَ عن الهند بعضُ اليونانيين في سياق تاريخ ملك الفرس «أرثا كسيريكس منيمون». أما التاريخ الصحيح فإنه يبدأ منذ حملة الإسكندر الأكبر، ووصول ميجاستينز سفير سيلويكاس نيكاتور إلى بلاط أول إمبراطور للهند.
هذا وعند كامب «ص٦٦–٦٧ الجزء الأول من تاريخ الهند» أن هناك أسبابًا جغرافية وإثنولوجية «وصفية للسلائل والأجناس البشرية وعاداتها» تدعو إلى القول بأن الشعب الهندوآري جاء من السهول الخصبة في النمسا والمجر وأعالي بوهيميا. وكان سكانها يُطلَق عليهم اسم «الويروس» حول ٢٥٠٠ق.م. ويقال إن بعض قبائلهم هجرت أوربا إلى آسيا فوصلوا إلى باكتريا «بلخ» في زمن بين ٢٠٠٠ و١٥٠٠ق.م. وبعد أن اخترقوا آسيا الوسطى، ذهبوا جنوبًا مجتازين ممرات الهندو كوش إلى أفغانستان، ومنها إلى السهول، وكان الآريون هناك فريقًا من الغزاة من أبواب كابول الكورام وأنهار الجومال.