خطوات في النهر نفسه
يَصحبُنا النصُّ المَفتوحُ ويَسحبُنا مِن ضِيقِ الغائِيةِ إلى رَحابةِ التَّأوِيل؛ فهُو دائمًا مِنَ القارئِ قبلَ أنْ يَكونَ إليه، يُمَوضِعُ النَّفسَ في مَكانٍ وَسطيٍّ بَينَ مِرآةِ النصِّ ومِرآةِ الدلالة؛ فتَرى انعِكاسًا لا نِهائيًّا لِصورتِها الذاتِية؛ فلا تُبصِرُ العينُ إلَّا ما رأَتْه يَنظرُ إليها، وبَينَ ناظِرٍ ومَنظورٍ إليه تَنشأُ العَلاقةُ ويَبدأُ الحِوار، الإجاباتُ مَعلومةٌ قبلَ إعلانِ السُّؤال، لا يَتحرَّكُ الرائِي إلَّا إذا وافَقَ انعكاسَه، يَتلاشى اﻟ «أين» فالكُلُّ في الكُل، وما مِن خُطوةٍ يَخطُوها إلَّا وقَدْ خَطاها في المَوضِعِ نَفسِه، ولا يَتبقَّى سِوى السُّؤالِ عَنِ الغاية، وهُنا فقَطْ يَكونُ لِكُلِّ انعكاس جَواب.