الفصل الثاني
حنون الملك البحَّار
هو حنون بن إزُرْ Hannon son of Izor، وقد يُكتب اسم أبيه
إزُروس Izoros، والسين مع الصائت الذي يسبقها من مزيدات
اللغة اليونانية. ويعني اسم حنون تمامًا ما يعنيه في اللغة العربية، فحنون أو حنان
Hannan، هو الحنان، الرءوف، الرحيم. وهو في الأشورية:
حَنا Hanna. وأعتقد أنه يمتد إلى السومرية حِنون
En-nu-un التي تفيد الناطور أو الحامي (الذي يحمي)،
وتأتي صفةً للإنسان من كلمة en-nu التي تعني: حمى، راقب.
فاللغة الكنعانية (الفينيقة) أو شفة كنعان كما تسميها التوراة، وجميع اللغات الأفروآسيوية
(والأشورية والعربية والأمازيغية من فروع هذا الجذع) تعود في اعتقادي إلى السومرية،
وقد
صرفتُ لإثبات هذه النظرية كتاب: ما قبل اللغة، المنشور عام ٢٠٠٨م.
لقد ذاع اسم حنون أيضًا بصيغة حنو
Hanno كما نجده في نسخة
كوري. ونجده لدى بعض الباحثين العرب مصحَّفًا باسم هانو أو هنو، نقلًا عن اللاتينية،
ونكتفي
عادةً باسمه كما هو، أو نضيف «الملك البحَّار» وصفًا له، أو نقول حنون الثاني
Hannon II، تمييزًا له عن حنون الأول
Hannon I الذي ربما كان أول ملوك قرطاج (يرجح أنه حكم
في منتصف القرن السادس)، ونميزه بذلك عن أكثر من قائد قرطاجي حمل الاسم نفسه، منهم
حنون
الثالث
Hannon III (المرجح أنه حكم قبيل منتصف القرن
الرابع)، وحنون الكبير
١ Hannon the Great (القرن الثالث ق.م.) وكان
«خصمًا سياسيًّا لهملقار برقة،
٢ وتسبب في ثورة المرتزقة برفضه صرف رواتبهم، فكلف هو وهملقار بسحق هذه الثورة،
ولكن الخلاف بينهما أدى إلى انتصار المرتزقة، وعندما تهادنا تمكنا من إحراز النصر
النهائي».
٣ وحنون الموحد
Hannon, the Unifier،
٤ الذي «أسر أسطول دنيس الأول، ونزل إلى شواطئ صقلية فاتحًا»، وكان يسعى «إلى
توحيد القرطاجيين والليبيين في أمة واحدة، وإرساء قوة قرطاج على الأرض لا في البحار».
٥ ومنهم، كما ذكر سيمونيدس في نشرته لنص الرحلة: حنون بن حنون الذي حكم قرطاج
لسنتين بعد أبيه صاحب الطواف، وهو من لا نتعرف عليه في سلسلة ملوك قرطاج، فلربما كان
قائدًا
عسكريًّا، أو كان أميرًا فقط، لأن المرجح أن الذي تولى الحكم بعد حنون هو هملكون الأول.
كما
يذكر سيمونيدس حنون الليبي
Hannon the Libyan الذي حكم
البدو الرحل، وهو والد هملكون
Himilcon الذي كان من قادة
إحدى الحملات على صقلية. وفي ذلك تكرار يدل على أن المقصود بهما واحدٌ لا غير، هذا
إلى
آخرين عددًا يذكرهم سيمونيدس من القادة والمؤرخين الذين يحملون الاسم نفسه ممن عاشوا
في صور
وقرطاج على مدى عصور متفرقة.
٦
ويروي خارون القورينائي
Charon the Kyrenaean نقلًا عن
ديونيسيوس
Dionysios ابن الحاضرة الليبية في كتابه عن
الشعراء والكُتاب الجِناسيين (متماثلي الأسماء)
The Homonymous Poets and
Writers أن حنون عاش في القرن الخامس (منتصف الألف الأولى) قبل
الميلاد، وكان خال مِلامْفُسْ (ميلامپوس)
Melampus، وهو
الملك العشرون لقرطاج، ولأن ابن أخته لم ينجب وريثًا للعرش فقد حكم حنون بعده، ودام
حكمه
ستين سنة، قبل أن يموت عجوزًا عن مائة سنة. وهذه الرواية تجعله يحكم في السنة الرابعة
من
الأولمبياد الثامن والأربعين، أي سنة ٥٨٤ق.م. وقد أورد هذه الرواية سيمونيدس في كتابه
عن الطواف،
٧ على أن عرش قرطاج بعد ذلك انتقل من حنون الأب إلى حنون الابن وفق التقليد
الملكي الذي ساد قرطاج قبل تحولها إلى النظام الأوليغارشي الدستوري.
لقد وُصف حنون بأنه ملك القرطاجيين في نسخة سيمونيدس، وبأنه زعيمهم في نسخة كوري،
مما يدل
على أن نظام الأسباط لم يكن قد نشأ بعد، وأن القرطاجيين لم يُقروا دستورهم (الذي أشاد
به
الإغريق) حتى ذلك الوقت. فحنون البحار أصبح ملكًا ورث عرش قرطاج بعد قيامه بهذه الرحلة،
وبعد موت ملك قرطاج وهو ابن أخته مِلامْفُسْ الذي مات كليلًا لا وريث له.
وفي التذييل الذي نشره سيمونيدس لنص الرحلة نجد أن من قام بكتابة تلك النسخة اليونانية
يورد تسلسلًا يدفع إلى التشكيك في واقع الأسطورة التقليدية التي تُروى عن تأسيس قرطاج
على
يد عليسة بعد فرارها من صور؛ خشية أن تقع في يد أخيها بغماليون. فقرطاج في هذه النسخة
ترِد
بتسميتها الإغريقية أي كرشيدون Karchedon، ومؤسسها هو
الفينيقي كرشيدون الذي أعطاها اسمه، وهو ابن مَرْدَانُسْ
Mardanos وقد حكم مدينته أكثر من ثلاثين سنة، قبل أن
يرثه ابنه أراشون Arrachon لسبع سنوات على سدة الحكم، ولما
كان هذا كليلًا دون وريث يخلفه فقد آل حكم المدينة إلى ابن أخيه، ويُدعى حنون، إلا
أنه ليس
حنون صاحب الطواف، ودام حكمه سبعين سنة قبل أن يرثه ابنه فاغثون
Phagethon الذي حكم لخمس وثلاثين سنة، ثم ترك الحكم
بدوره لابنه مِلامْفُسْ الذي لم يكن له وريث يخلفه، فآل حكم المدينة إلى خاله حنون
الذي حكم
قرطاج لستين سنة. وهو صاحب الطواف وراء أعمدة هرقل ومؤسس المدن الليبية الفينيقية
الجديدة.
إن بناء هذا التسلسل أسطوري كما يبدو، لأننا نجد حنون الأول قد حكم سبعين سنة بعد
أن مات
الملك دون وريث يخلفه، ونجد حنون الثاني قد حكم ستين سنة، بعد أن مات الملك دون وريث
أيضًا،
ونحن هنا إزاء عدة آراء قد نسلم ببعضها، وقد لا نقبلها جميعًا. فقد يكون تسلسل الحكام
محض
اختلاق والرواية في مجملها لا صحة لها، أو تكون سني حكم أحدهما كذلك، وفي كل الأحوال
فإن
هذه السلسلة تخالف الرواية الشائعة عن الملكة عليسة التي تتفق أغلب الروايات على أنها
اختارت بلغتها الفينيقية (الكنعانية) اسم قرطاج أي قَرْتْ حَدَشْتْ (أو القرية الحديثة)،
وعلى أن أساسها كان شراء مساحة من الأرض تعادل مساحة جلد ثور. وربما يكمن في أسطورة
النشأة
هذه، وفي الرواية القديمة عن تسلسل حكام قرطاج التاريخي قدر من الحقيقة، مثلما يكمن
قدر من
الخيال الذي يعود أصلًا إلى رغبة القرطاجيين في إضفاء هالة من القداسة على نشأة المدينة،
وإلى رغبتهم في إظهار صورة محددة دون غيرها عن الوقائع الأولى بعد قدوم الصوريين وتوطنهم
شمالَ أفريقيا. وعلى كل حال، فإن تسلسل حكام قرطاج يزداد غموضًا ويعمه الاضطراب كلما
زدنا
اقترابًا من زمن نشأة المدينة وتكونها، إلا أن الروايات — بشكل عام — تجعل من عصر
حنون
الثاني — صاحب الطواف — بدايةَ نهايةِ النمط الملكي الذي يكون فيه الحكم وراثيًّا،
وتتركز
السلطة فيه في شخص الملك، فهو أقرب منذ هذا العصر إلى النمط الأوليغارشي الذي تتوزع
فيه
السلطة على نخبة من القرطاجيين، لثرائهم أو لحنكتهم السياسية والعسكرية، أو لأن المجالس
الشعبية انتخبتهم واتفقت على توليهم مناصب قيادية، مثل عضوية مجلس الشيوخ أو القضاء
أو
الرقابة، وعصر التعددية هذا كان أقرب إلى السياسة الجمهورية، نظمه دستور محكَم، أوفى
من
دساتير الدول الأخرى، مثل إسبرطة وكريت، كما قال أرسطو في كتاب السياسة، إلى أن استبد
مجلس
الشيوخ بالسلطة في قرطاج، وأصبح قادرًا على تعيين الأسباط (الأسفاط) وعزلهم.
نعود إلى حنون … ففي حين يمكن تحويل الرحلة إلى إحداثيات واضحة بمقاييس خطوط العرض
والطول، وهي الطريقة التي ابتكرها مارينوس الصوري، فإن بليني حوَّل النقاط الرئيسة
في
الرحلة إلى قياسات طولية كما كانت سائدة عند الرومان، وقد عرفنا منه أن القرطاجيين
أرسلوا
حنون وأخاه همِلكون لاستكشاف حدود العالم، وفي حين اتجه حنون جنوبًا فإن أخاه اتجه
شمالًا،
وهي رحلة لا نعرف عنها الآن شيئًا دقيقًا لأنها لم تدوَّن، وكل ما يمكن أن يقال بصددها
هو
من قبيل التخمينات العلمية التي تستند إلى معرفة عامة بسواحل أوروبا الغربية والشمالية
في
ذلك الزمن.
ووفقًا لبليني فإن رحلة حنون انتهت عند حدود جزيرة العرب! ويبدو ذلك متسقًا مع المعرفة
الجغرافية القديمة التي تداخلت فيها خطوط الطول والعرض مع المحاولات الأولى لرسم خريطة
العالم القديم، إذ كانت الدقة والتحديد موجهان أساسًا إلى الأيكومين المعروف، أي العالم
المأهول آنذاك، بينما يجري التغاضي عن الأراضي المجهولة التي لم يدون أحد رحلته إليها،
والتي كان العلم بها يستند غالبًا إلى روايات شفوية من تجار أو مغامرين. وقد ذكر سيمونيدس
٨ أن أريانوس
Arrhianos في كتابه عن تاريخ الهند
تحدث عن حنون قائلًا إن: «حنون الليبي بمغادرته قرطاج إلى أعمدة هرقل أبحر في المحيط
وكان
الساحل الليبي عن يمينه، ثم اتجهت رحلته إلى الشرق لخمسة وثلاثين يومًا، وبتوجيهه
الدفة إلى
الجنوب عانى من مِحَن ندرة الماء، والجو الساخن المجهِد، والتيارات المحمومة التي
كانت تجري
على المحيط». فهذا النص الذي نجده أيضًا عند بليني ذكر المدة التي استغرقتها الرحلة
وما
واجهته من محن وهو ربما لا يربك قراءه إلا في ذكر الاتجاه شرقًا وجعل الساحل الليبي
(الأفريقي) يقع على يمين حنون، بينما لا تستقيم صورة الرحلة في الذهن إلا بجعلها تتجه
غربًا، لا شرقًا، وجعل الساحل يقع على يسار حنون، لا على يمينه، ولا يمكننا هنا القول
إن
أريانوس قد أخطأ في وصفه هذا، لأن الاصطلاح الجغرافي وتحديد الاتجاهات الطبيعية وخطوط
الطول
كانت معرفة متغيرة بين المؤرخين والجغرافيين القدامى، ولعل أشهر مثال على ذلك أن المصريين
كانوا يسمون الشمال جنوبًا، والجنوب شمالًا، إلى أن تبدلت بوصلة الاتجاهات القديمة
هذه بعد
اتصالهم بالممالك والأمم الأخرى، وخاصةً الإغريق.
يقول سيمونيدس أيضًا عن أريستيدس البيزنطي
Aristeides the
Byzantian٩ إنه: «لم يعاين كتابات حنون ولكنه رآها مصادفةً وقرأها، وهو يروي الآتي في
كتابه حول المصريين:
١٠ القرطاجيون الذين أبحروا من غاديرا
Gadeira
(قادش) والذين استوطنوا مدن ليبيا الصحراوية لم يحضروا معهم شيئًا مهمًّا، ولم يدونوا
للمعبد أو يودعوا فيه شيئًا، لكنهم كتبوا رواية مختلفة تنافي العقل. أنا أقول إنها
مناسبة
للنشر على الملأ، كما فعل الأمراء القرطاجيون الذين كتبوا الرسائل بدلًا عن ذلك في
بعض
المعابد العامة». ويبدو أريستيدس مشككًا في صحة ما عثر عليه مصادفةً وقرأه، كما يشي
تعليقه
السابق بأن القرطاجيين لم يدونوا جغرافيا الرحلة ووقائعها، وأن النص المشهور عنها
إنما
يُخفي أكثر مما يُظهر، وأنه غير مجدٍ إلا لبثِّه بين العامة، كما فعل «الأمراء
القرطاجيون».
وفكرة أن القرطاجيين تعمدوا إخفاء تفاصيل رحلتهم هذه ووقائعها ومساراتها، أو أن الإغريق
تعمدوا نشر ترجمة غير وافية عن الأصل الفينيقي، تتفق وطبيعة الصراع الذي كانت تدور
رحاه
آنذاك بين سادة المتوسط هؤلاء، بالإضافة إلى الرومان بالطبع. كي-زيربو
١١ أشار بصدد ذلك إلى أنه «إذا كان الفينيقيون (القرطاجيون) قد أرادوا إخفاء مصادر
المواد الغذائية والذهب الذي كانوا يأتون به من أفريقيا عن منافسيهم المحتملين، فإنهم
قد
نجحوا في ذلك تمامًا لأن النص الذي يروي فصول رحلة حنون لا يقدم لنا معلومات دقيقة
عن
أفريقيا السوداء. وكل ما هنالك — فيما يبدو — أن القرطاجيين كانت لهم مستعمرات تجارية
على
طول شواطئ الأطلسي الأفريقية».
أما هنري عبودي
١٢ فينسب عدم وضوح المعلومات التي يقدمها نص الرحلة إلى اليونانيين، قائلًا: «لا
نملك اليوم إلا ترجمة يونانية للنص الوارد فيها قد لا تخلو من بعض التحريف في الأسماء
والمعلومات بهدف التعتيم على معالم الطريق التي سلكها القرطاجيون والمراكز التي رسوا
فيها.»
وهو ينشر نص الرحلة بشكل لا يكاد يختلف كثيرًا عما ننشره هنا، إلا أنه لا يذكر بعض
ما أشارت
إليه نسخة سيمونيدس، مثل حديث حنون عن ابنته وخاله والبحار أسترايوس والأسباب التي
كانت
وراء إطلاق تسمية بعض الأماكن كما وردت، ولا يشير عبودي إلى مصدر نص الترجمة اليونانية
في
مادة «حنون» تساوقًا مع طبيعة المؤلف المعجمية.
إن القول بأن حنون قد أخفى مسار رحلته إلى قرن الجنوب (أو ربما إلى أي مكان آخر انتهى
إليه ترحاله ولم يُعرف)، خشية أن يتحول إلى دليل في يد أعداء قرطاج، قول يدعمه عدم
الوضوح
الذي يحيط برحلة أخيه همِلكون إلى سواحل غرب أوروبا، أي بالطواف حول إيبيريا ومنها
إلى ساحل
فرنسا الغربي ثم إلى بريطانيا، كما يدعمه أيضًا عدم الوضوح الذي يحيط برحلات ماغون
التي
رافق فيها تجار الغرمنت إلى النيجر ومنها إلى السنغال، وإلى أمكنة أخرى وراء الصحراء
الكبرى، بحثًا عن الذهب، ولجلب الحيوانات التي يندر وجودها في شمال أفريقيا. ويبدو
أن حرص
الليبوفينيقيين في خضم الصراع والتنافس مع الإغريق والرومان تحول إلى «عادة قومية»
— إذا
جاز هذا الوصف — حتى إن السفن الرومانية تعقبت ذات مرة «سفينة فينيقية» كي تصل إلى
الأسواق
البعيدة التي كان الفينيقيون يذهبون إليها خفيةً فما كان من قائد السفينة إلا أن قذف
بسفينته عمدًا على اليابسة وحطمها، ثم قبض من دولته ثمن حمولة السفينة التي فقدها.
وبالعودة
إلى اللقى والنصوص الفينيقية النادرة التي عثر عليها في البرازيل،
١٣ والتي ما زالت محفوظة حتى الآن، نعرف إلى أي مدى جد القرطاجيون في سبق غيرهم من
سادة البحار وإلى أي مدى وصلوا محتفظين لأنفسهم فقط بما اكتسبوه من معارف جديدة، وبما
حققوه
من نتائج، على النقيض من أسلافهم الذين عملوا في أزمنة سابقة لصالح مصر وفارس وغيرهما
من
الممالك والإمبراطوريات، وكانت أشهر رحلاتهم تلك التي ذكرها هيرودوت في الكتاب الرابع
من
تاريخه عن الانطلاق من مصر عبر البحر الأحمر والدوران حول أفريقيا والرجوع ثانيةً
إلى مصر
عبر البحر المتوسط. وهي الرحلة التي استغرقت ثلاث سنوات وتمت برعاية الملك الثاني
من الأسرة
المصرية السادسة والعشرين (الأسرة الليبية الثانية) نخاو بن بسَماتيكوس.
١٤ وبالرغم مما حققه القرطاجيون من نتائج باهرة أثناء صراعهم مع أثينا وروما، إلا
أن عدم ترك نصوص تعرض هذه الملاحم يُشعرنا الآن بخطأ هذا المنهج الذي جسد بالنسبة
لهم منتهى
الحصافة دون أن يتبينوا فداحة حرصهم على النجاح في منافسة اليونانيين والرومان وغيرهم.
أو
لعلهم استخدموا وسائط غير التي اعتادها الآخرون من برديات وألواح ومسلات، وربما هي
مسألة
وقت قبل أن يتيسر كشف تلك الوسائط المجهولة، أو ربما لا!