أدب المقاومة
«ليس هناك عملٌ أدبيٌّ جادٌّ في تاريخ الإنسان القديم والحديث يمكنه أن يخلو من هذه السمة البارزة، وهي المقاومة؛ لأن هذا العمل يفقد عنصرًا خطيرًا من مكونات وجوده إذا خلا — من أحد وجوهه — من فكرة الصراع بين الإنسان والكون، سواءٌ تَمثَّل هذا الكون في الوجود الطبيعي أو النسيج البشري.»
يُوسِّع الدكتور «غالي شكري» مفهوم أدب المقاومة؛ فلا يجعله مقتصرًا على البُعد القومي الذي يُناهِض المستعمِر أو المستبِد، بل يمنحه بُعدَين آخرَين، هُما البُعد الإنساني الرَّحب الذي يُعبِّر عن مقاومة الإنسان عُمومًا في هذا الكون، والبُعد الاجتماعي الذي يُدين الوضع الاجتماعي القائم؛ ومن ثَمَّ يندرج تحت أدب المقاومة كل عملٍ أدبيٍّ يُقدِّم بُعدًا أو أكثر من هذه الأبعاد الثلاثة. وفي هذا الكتاب يعكف المؤلف على إبراز تلك الأبعاد في الأدب الحديث بألوانه المتعدِّدة؛ الرواية والمسرح والشعر، مع التركيز على سِمات البطولة ومعالجة الأدباء لها في أعمالهم. ويُولِي أيضًا الأدب العربي عنايةً خاصة؛ فيُسلِّط الضوء على أعمال كثيرٍ من الأدباء والشعراء، مثل: «نجيب محفوظ» و«غسان كنفاني» و«توفيق الحكيم» و«بدر شاكر السياب» و«محمود درويش»، وغيرهم، ويُشير كذلك إلى بعض الأعمال العالمية مثل: مسرحية «الذباب» ﻟ «سارتر»، والمجموعة الشعرية «رياح آسيا» ﻟ «نيرودا».