أدب المقاومة

«ليس هناك عملٌ أدبيٌّ جادٌّ في تاريخ الإنسان القديم والحديث يمكنه أن يخلو من هذه السمة البارزة، وهي المقاومة؛ لأن هذا العمل يفقد عنصرًا خطيرًا من مكونات وجوده إذا خلا — من أحد وجوهه — من فكرة الصراع بين الإنسان والكون، سواءٌ تَمثَّل هذا الكون في الوجود الطبيعي أو النسيج البشري.»

يُوسِّع الدكتور «غالي شكري» مفهوم أدب المقاومة؛ فلا يجعله مقتصرًا على البُعد القومي الذي يُناهِض المستعمِر أو المستبِد، بل يمنحه بُعدَين آخرَين، هُما البُعد الإنساني الرَّحب الذي يُعبِّر عن مقاومة الإنسان عُمومًا في هذا الكون، والبُعد الاجتماعي الذي يُدين الوضع الاجتماعي القائم؛ ومن ثَمَّ يندرج تحت أدب المقاومة كل عملٍ أدبيٍّ يُقدِّم بُعدًا أو أكثر من هذه الأبعاد الثلاثة. وفي هذا الكتاب يعكف المؤلف على إبراز تلك الأبعاد في الأدب الحديث بألوانه المتعدِّدة؛ الرواية والمسرح والشعر، مع التركيز على سِمات البطولة ومعالجة الأدباء لها في أعمالهم. ويُولِي أيضًا الأدب العربي عنايةً خاصة؛ فيُسلِّط الضوء على أعمال كثيرٍ من الأدباء والشعراء، مثل: «نجيب محفوظ» و«غسان كنفاني» و«توفيق الحكيم» و«بدر شاكر السياب» و«محمود درويش»، وغيرهم، ويُشير كذلك إلى بعض الأعمال العالمية مثل: مسرحية «الذباب» ﻟ «سارتر»، والمجموعة الشعرية «رياح آسيا» ﻟ «نيرودا».


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي وأسرة السيد الدكتور غالي شكري.

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر هذا الكتاب عام ١٩٧٠.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٤.

عن المؤلف

غالي شكري: مفكِّر وناقد أدبي بارز، وأحد روَّاد الفكر الاشتراكي في الستينيات، اعتُقِل في زمن «عبد الناصر»، ونال درجةَ الدكتوراه من جامعة السوربون تحتَ إشراف المستشرِق الفرنسي الشهير «جاك بيرك».

وُلِد الدكتور «غالي شكري» بمحافظة المنوفية لعائلةٍ قبطية تَرجع أصولها إلى صعيد مصر، والتحق بمدرسةٍ إنجليزية تابعة للإرساليَّات التبشيرية. حفظ القرآنَ الكريم في سِن الطفولة وتمكَّنَ من تجويده، وأتقَن اللغةَ العربية والثقافة الإسلامية بصورةٍ فريدة، حتى إنه كان يُلقي خُطَب المولد النبوي والمناسَبات الدينية الإسلامية. التَحق بمدرسة الزراعة، ثم عمل مدرسًا بإحدى مدارس القاهرة، وبدأ في ترجمةِ القصص ونشرها في مجلة «قصة».

تشكَّلَ فِكره بعد انتقاله إلى القاهرة لاستكمال دراسته، فتبنَّى الفِكر اليساري وصار عضوًا في الحركة اليسارية المصرية، واعتُقِل عام ١٩٦٠م، ثم طُرِد من الجامعة في عهد «السادات» فسافَر إلى لبنان؛ حيث مكَث بها ثلاثَ سنواتٍ ونصف سنة إلى أن بدأت الحربُ الأهلية اللبنانية، فسافَر إلى باريس حيث أقام فيها ١٢ عامًا استغلَّها في دراسة الدكتوراه عن موضوع «النهضة والسقوط في الفِكر المصري الحديث»، كما سافَر إلى تونس حيث عمل بإحدى جامعاتها، ثم عاد إلى القاهرة وتولَّى رئاسةَ تحرير مجلة «القاهرة».

للدكتور «غالي شكري» الكثير من المؤلَّفات الفِكرية والنقدية، من بينها: «سلامة موسى وأزمة الضمير العربي»، و«أزمة الجنس في القصة العربية»، و«المنتمي: دراسة في أدب نجيب محفوظ»، و«ثورة المعتزل: دراسة في أدب توفيق الحكيم»، وغيرها من الأعمال المتميِّزة التي أثرى بها المكتبةَ العربية. كما نال العديدَ من الجوائز، لعل أبرزَها جائزةُ الدولة التقديرية في الآداب عام ١٩٩٦م.

رحَل الدكتور « غالي شكري» عن دُنيانا عام ١٩٩٨م عن عمرٍ يناهز ٦٣ عامًا بعد حياةٍ حافلة بالإبداع والنِّضال.

رشح كتاب "أدب المقاومة" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤