حافظ نجيب … الروائي
وينقسم إنتاج حافظ نجيب الروائي والقصصي إلى ستة أقسام؛ الأول: رواياته الطويلة المؤلفة. والثاني: رواياته الطويلة المترجمة. والثالث: رواياته المسلسلة. والرابع: قصصه القصيرة المؤلفة. والخامس: قصصه القصيرة المتشابهة مع قصص اعترافاته. والسادس والأخير: قصصه القصيرة المستمَدَّة من حياته، والتي لم تشتمل عليها اعترافاته.
ومن الروايات التي تندرج تحت القسم الأول، رواية بدون عنوان، نشرها جورج طنوس في كتابه «نابغة المحتالين»، تقع في حوالي مائة صفحة ص٥٣–١٤٥، كان قد أرسلها له حافظ نجيب وهو في سجن الحضرة بالإسكندرية كي ينشرها. كما يعترف طنوس بأنه ينشرها في كتابه، دُون أن يغير فيها حرفًا واحدًا. والرواية تبدأ أحداثها منذ عام ١٨٩٥، عندما الْتحق الشاب عزيز بالمدرسة الحربية، ولكن الحياة لم تضحك له، فانقلب عليها وسخط على الجميع، وقام بأعمال كثيرة مشينة، انتقامًا من الحياة والمجتمع.
أما ثاني الروايات الطويلة المؤلفة، فهي رواية «الحب والحيلة»، وقد نَشَرَتْها مطبعة الشعب في أكثر من ١٦٠ صفحة، قبل عام ١٩١٥ تقريبًا. وجاء على غلافها أنها «رواية واقعية مملوءة بالحوادث المدهشة والحيل الغريبة، بطل وقائعها حافظ نجيب»! وهكذا نعلم من البداية أن هذه الرواية، ما هي إلا فترة أخرى من فترات حياة حافظ نجيب! ولهذه الرواية أهمية خاصة، حيث تمَّ تحويلها إلى نصٍّ مسرحي بالعنوان نفسه، قامت فرقة أولاد عكاشة بتمثيله على المسرح، وقام حافظ نجيب بتمثيل دوره فيها بنفسه! وهذا النص المسرحي كان مفقودًا منذ عام ١٩١٥، حيث إنه لم يُطْبَع حتى الآن، ولكنني وجَدْته مخطوطًا، وقُمْتُ بنشره في هذا الكتاب، كما سيأتي ذِكْرُه. ولهذه الأهمية، يلزم علينا ذِكْر ملخص رواية «الحب والحيلة»، قبل الحديث عنها كمسرحية.
تبدأ أحداث الرواية في ميناء الإسكندرية عام ١٩٠٥ تقريبًا، حيث تُقْلع سفينة تحمل حافظ نجيب، وهو شابٌّ في عمر السادسة والعشرين، ومعه صديقه خليل حداد، إلى ميناء مرسيليا. ونعلم من حوار الصديقين، أن حافظًا يسافر إلى مرسيليا لسببين؛ أولهما: الهروب من مطاردة البوليس، والآخر: الذهاب إلى فرنسا لمقابلة محبوبته الملكة ناتالي، التي تَعَرَّفَ عليها في مصر وأَحَبَّها، أثناء رحلتها السياحية لمشاهدة الآثار الفرعونية، حيث كان حافظ مترجمها ومرشدها السياحي. ويصل حافظ إلى فرنسا، ويذهب إلى قصر الملكة ناتالي متنكرًا في شخصية الخادم بنفيه، الذي جاء للعمل لديها بخطابِ توصية من إحدى صديقاتها. فتوافق ناتالي على عمل بنفيه لديها، بعد أن تُحَذِّره من الخيانة؛ لأنها تعاني من خيانة جميع أعوانها في القصر.
ومن جانب آخر نجد الملك — زوج ناتالي — يعشق كاترين ابنة دي توسكا، رئيس حُراس الملك ووكيل الحزب الملكي وصديق الملك الحميم، وأن هذا العشق ذاع خبره بين الناس. كما نعلم أن كاترين لا تحب الملك، بل هي تمثل عليه الحب، رغبة منها في إرضاء أبيها من جهة، وطمعًا في أن تكون الملكةَ المتوَّجَة من جهة أخرى. ولتكتمل مؤامرة دي توسكا ضد الملك والملكة معًا، نجده يُقيم علاقة حب سرية مع الملكة ناتالي، استمرت لمدة عامين. وتشاء الظروف أن يعلم بنفيه كل هذه الأمور، فيحاول إبعاد دي توسكا عن حبيبته الملكة ناتالي بكل وسيلة ممكنة. ومن هذه الوسائل، أنه استغل فرصة إقامة حفلة تنكرية في القصر، فقام بنفسه بعمل المكياج التنكري للملكة، عندما علم أنها تريد أن تتنكر في شخصية حنة دوتريش ملكة فرنسا في عهد لويس الثالث عشر. وفي المقابل قام بنفيه بالتنكر في شخصية الكاردينال ريشيليو عشيق الملكة حنة دوتريش وعدوها اللدود؛ لأنها أحبت غيره، والذي كان يحكم فرنسا وأوروبا كلها بالعقل، في عهد لويس الثالث عشر أيضًا.
ولم يَكْتَفِ بنفِيه — أو حافظ نجيب — بهذا، بل قام بعدة أعمال أفسدت الحفلة، ومنها قيام إحدى صديقاته بالتنكر في زي شخصية كاترين دي توسكا التنكرية، فوَقَعَ أبوها في حيرة من أمره؛ لأنه وجد فتاتين لا يعرف مَنْ منهما ابنته. هذا بالإضافة إلى قيامٍ بنفِيه بإطفاء النور، وفي الظلام قام بتبديل النوَت الموسيقية للفرقة العازفة، التي عزفت لحنًا من اختيار بنفِيه، الذي استغل الظلام أيضًا في سحب يد الملكة من دي توسكا، الذي كان يُراقصها. وعندما عاد النور، وَجَدَت الملكة نفسها تراقص الكاردينال ريشيليو أو بنفِيه، وسط غيظ دي توسكا، الذي بدأ يشك في الأمر، فقام بنفِيه بإطفاء النور للمرة الثانية، وهرب من بابٍ جانبي، فاتبعه دي توسكا، ومن ثَمَّ اتبعتْهما الملكة ناتالي. وفي مواجهةٍ كلامية بين بنفِيه ودي توسكا، في حضور ناتالي، ينتصر بنفِيه على غريمه، من خلال مبارزة بالسيف، أدت إلى إحراج دي توسكا أمام الملكة أكثر من مرة، عندما أسقط بنفِيه سيف دي توسكا مرات عديدة، حتى انتهت المبارزة بهروب دي توسكا.
وفي مساء أحد الأيام، تسمع الملكة صوت موسيقى جميلة تنبعث من حديقة قصرها، يصاحبها غناء شاب جميل، وفي الصباح وجدت الملكة باقة من الزهور بصحبة ورقة مكتوب عليها القصيدة المغناة في المساء، وضعها الشاب المغني. فحاولَت الملكة معرفة شخصيته دون جدوى، حيث تكرَّر الغناء وباقات الزهور والقصائد المكتوبة عدة مرات. وفي يوم كانت الملكة تركب مركبتها الملكية وتتجول في الغابة، وفجأة أصيب حصانها بحالة هياج، فأسرع في الجري متجهًا نحو النهر، فاستغاثت الملكة، فظهر فارس على حصانه، وأنقذ الملكة بأن قفز في مركبتها، وقطع سرج الحصان، وأنقذ المركبة من السقوط في النهر. فتشْكُر الملكة الفارس، ويدور بينهما حوار، فتعلم الملكة أنه المغني الشاب الذي تريد معرفة شخصيته. ومن خلال هذا الحوار أيضًا، يعلم القارئ أن هذا الفارس أو المغني، ما هو إلا حافظ نجيب أو بنفِيه متنكرًا.
ويطول الحوار بين الفارس والملكة، فتفهم الملكة أن هذا الشاب يعلم كثيرًا من أسرارها الخطيرة، بل ويعلم مَنْ هو المُخْلص ومن هو الخائن من بين أفراد حاشيتها! ومن أهم هذه الأسرار، أن الملك قد أهدى خاتمًا ثمينًا لزوجته الملكة، التي قامت بإعطائه لعشيقها دي توسكا، الذي باعه — كما باع خطاباتها الغرامية له — إلى الدوق هيس ويمر الألماني ألَدِّ أعداءها، كي يجمع أكبر قدر من الأدلة على خيانتها، كي يحاكمها أمام محكمة علنية تحكم عليها بالموت. وأمام هذه الأسرار الخطيرة التي يعلم بأمرها بنفِيه أو الفارس، تشك الملكة في أمْره، ولكنه يطمئنها، ويوعدها بأنه سيعيد إليها الخاتم والخطابات. ويبدأ بنفِيه أو حافظ نجيب في خطة استرجاع الخاتم والخطابات من الدوق هيس ويمر، وذلك في ليلة رأس السنة؛ لأنه يعلم أن الدوق زير نساء، تعوَّد على اصطياد الجميلات في هذه الليلة. وفي إحدى الحانات يرى الدوق امرأة جميلة، فيتعرف عليها. وبعد لحظات يحضر زوج المرأة، الذي لا يبالي بغزل الدوق لزوجته، مما جعل الدوق يألف وجود هذا الزوج. وبعد ساعات من السُكْر والعربدة، يذهب الجميع إلى منزل الزوجين.
وفي المنزل تنكشف الحقيقة، حيث إن الزوج ما هو إلا حافظ نجيب أو بنفِيه، وإن المرأة ما هي إلا ماري إحدى صديقاته، فيقومان بتخدير الدوق ووضعه في سلة كبيرة، وسجنه في قبو قصر قديم. ومع الضغط النفسي الشديد على السجين، يقرُّ بمكان الخاتم والخطابات، حيث خبأ هذه الأشياء في مكان سرِّيٍّ بسرير نومه. وينجح حافظ في الحصول على الخاتم والخطابات، وقبل أن يهرب يقبض عليه هافار رئيس البوليس، فيقوم بنفِيه برش عين هافار بفلفل أسود، كان في جيبه، فيصرخ رئيس البوليس، ويحضر الخدم فيستنجد بهم بنفِيه، موهمًا إياهم بأن هافار هو اللص، وبهذه الحيلة يهرب بنفِيه. وفي محطة القطار تتكرر محاولة هروب حافظ وماري من هافار، الذي كان ينتظرهما للقبض عليهما، ولكنهما يهربان بعد أن أَوْهَمَا قوة البوليس المنتظرة على رصيف المحطة أن هافار هو اللص، بعد أن تبادَلَ معه حافظ الملابس.
وفي المشهد الأخير، نجد حوارًا يدور بين دي توسكا وبين الملكة ناتالي، يشاركهما فيه بنفِيه أو الشاب المغني أو الفارس أو حافظ نجيب، حيث يكشف أمام الملكة خيانة دي توسكا، بعد أن يعطيها الدليل على أقواله، وهو الخاتم والخطابات الغرامية المتبادلة بينها وبين دي توسكا. فتقوم مبارزة بين بنفِيه وبين دي توسكا، كان الفوز فيها من نصب بنفِيه، حيث قام دي توسكا بالهرب. وهنا يكشف بنفِيه شخصيته الحقيقية للملكة، بعد أن يزيل وجهه التنكري، فتعلم الملكة أن بنفيه هو الفارس الذي أنقذها من الموت وهو المغني وهو أخيرًا حافظ نجيب مرشدها السياحي في مصر، فتستعيد معه عبارات الحب والهيام، وتنتهي القصة.
أما رواية «ثورة العواطف»، فهي الرواية الرابعة من الروايات الطويلة المؤلفة، وتقع في ثلاثين صفحة، نشرها حافظ نجيب في مجلة «الحاوي» عدد ٣٧ بتاريخ ٢ / ٥ / ١٩٢٦. وهذه الرواية، تتشابه مع الرواية السابقة في تأليفها بعيدًا عن حياة حافظ نجيب. وفكرتها تدور حول الصراع النفسي لفتاة صغيرة السن، أمام زواجها من شخصين أحدها رجل يضاعفها في العمر، والآخر شاب صغير مناسب لها في العمر! فتختار الفتاة الشاب، الذي يقسو عليها ويجعلها تندم في اختيارها. وفي كلمة ختامية لهذه الرواية، قال حافظ نجيب:
وإذا نظرنا إلى روايات القسم الثاني، وهي الروايات الطويلة المترجمة، سنجد حافظ نجيب تَرْجَمَ حوالي أربع روايات، تقع كل واحدة منها في ٨٠ صفحة، وهي: «غرام العذراء»، «الفتاة العصرية»، «قلب المرأة»، «عضو البرلمان» أو «النائب الجديد». وللأسف الشديد لم نستطع الاطلاع إلا على رواية «عضو البرلمان» أو «النائب الجديد» فقط، التي نشرَتْها المطبعة التجارية الكبرى.
ويُلاحَظ على هذا الإهداء، أن حافظ نجيب يتحدث فيه حديث الخبير بالأمور، وكأنه كان نائبًا في يوم من الأيام، أو يتمنى أن يكون نائبًا! فمِن بين السطور يَشْعُر القارئُ بأن حافظ نجيب، يعطي لنفسه قدرًا كبيرًا، وهذا القدر لا يعلمه الناس؛ لذلك استغل حافظ هذه الرواية، كي يبث ما في نفسه من مشاعر وآمال! ومن الغريب أن هذا الأمل — بأن يكون حافظ نجيب نائبًا في يوم من الأيام — من الآمال المستحيلة؛ لأن حافظ نجيب محروم قانونًا حتى من إعطاء صوته في الانتخابات، فما بالنا بأمل الترشيح كعضو في البرلمان! ومما يؤكد هذا الرأي، كلمة المعرب المنشورة في الرواية، وفيها يقول حافظ نجيب:
ورواية «عضو البرلمان» أو «النائب الجديد»، تدور أحداثها حول الشاب أدريان باريزيل، الذي نجح في انتخابات البرلمان الفرنسي، عن إحدى القرى الريفية. وعندما تم النجاح قرر السفر إلى باريس، ليباشر عمله في البرلمان، فودَّعَتْه خطيبته نيزيت على محطة القطار. وفي المحطة وقبل ركوب النائب القطار، نجد ثلاثة أشقياء يدبرون خطة مُحْكَمة لخطف هذا النائب. وبدأت الخطة بأن أحدهم — وهو بابيار — ركب في مقصورة النائب، وقدَّمَ نفسه له باعتباره أحد الصحفيين. فنشأ التعارف بينهما، ووصل الأمر إلى أن هذا الشقيَّ استطاع أن يُقْنِع النائب بأن يسكن معه في منزله الكبير، الذي يليق بنائب في البرلمان، فوافق أدريان على ذلك.
وفي هذا المنزل، يتم خطف النائب وسجنه في قبوه، وعندما يسأل أدريان عن سبب هذا الاختطاف، يجيب عليه بيلوت زعيم الأشقياء، بأن الشبه التام بينهما جعل بيلوت يفكر في انتحال صفة أدريان في البرلمان، حتى يتحصن بهذا المنصب، ويتزوج من سيدة غنية، كي يستولي على ثروتها. وبالفعل تنجح خطة الأشقياء، وينتحل بيلوت اسم وصفة أدريان، ويذهب إلى البرلمان ويخطب فيه، ويثبت للجميع أنه النائب أدريان. وبمرور الأيام تقلق نيزيت على خطيبها، الذي أَرْسَلَ لها خطابات غرامية، دون أن يتحدث عن أعماله السياسية في البرلمان، كما هي عادته معها في السابق قبل أن ينجح في الانتخابات.
وبسبب هذا القلق تسافر الخطيبة إلى باريز لمقابلته، وتفاجأ بوجود بيلوت شبيه خطيبها، وتكشف أَمْره من أول نظرة، ولكن الشقيَّ أقنعها بأنه فعل ذلك من أجل خطيبها، حيث إنه هرب إلى أستراليا مع امرأة متزوجة، وحتى لا ينكشف أمره اتفق مع صديقه بيلوت لانتحال اسمه وعمله، حتى لا يعلم بأمر هروبه زوْجُ خليلته. وتُصدم الخطيبة بهذه القصة، رغم شكِّها فيها، ولكن بيلوت قدَّم لها أوراقًا مزورة تثبت كلامه. وحاول الشقي الاعتداء على الخطيبة وهي في هذه الحالة، ولكنها هربت منه بعد أن صرخت صرخة عالية، سمعها أدريان وهو في القبو، فعرف صوت خطيبته. وفي المساء وعن طريق الحيلة استطاع أدريان أن يهرب من المنزل عن طريق نافذة الحمَّام، بعد أن أقنع الأشقياء بأنه استسلم لهم ولأوامرهم. وبعد هروبه بدقائق، جمع الأشقياء كل متعلقاتهم من المنزل وهربوا منه. وفي الصباح ذهب أدريان إلى خطيبته وشرح لها المؤامرة بكاملها، وفعل الأمر نفسه في قسم الشرطة، وأحدث هذا الأمر ضجة صحفية كبيرة، وانتهت القصة بعودة أدريان إلى البرلمان.
وفي عام ١٩٢٣، ترجم حافظ نجيب رواية «الغرفة الصفراء»، وهي رواية واقعية ذات وقائع غريبة وحوادث غامضة، ومواقف غرامية مؤثرة، اعتمد في ترجمتها على الأدلة العقلية والمنطقية. وقد بدأها بكلمتين، قال في الأولى: «العقل كالمصباح يهدي إلى الغاية، والمبدأ قوة دافعة في سبيل الحياة، فالإنسان الذي له عقل ناضج ومبدأ قويم له غاية في الحياة وله قوة تبلغ به إلى هذه الغاية.» وفي الأخرى قال: «يعتمد الإنسان في الليل على نور المصباح ليتمكن من الإبصار، كذلك العاقل يعتمد في الأبحاث الغامضة على العقل والمنطق والاستدلال.»
وقد نَشَرَ حافظ هذه الرواية المسلسلة، في مجلة «العالمين» ابتداء من ١٠ / ١٠ / ١٩٢٣ إلى ٤ / ٢ / ١٩٢٤. ثم ضمَّ إليها رواية مسلسلة أخرى بعنوان «سر الجريمة»، قال عنها إنها خاتمة رواية الغرفة الصفراء! ولكن هذه الخاتمة، تعتبر رواية مستقلة بذاتها، حيث تمَّ نشْرها في مجلة «العالمين» أيضًا، ابتداء من ١١ / ٢ / ١٩٢٤ حتى ٥ / ٤ / ١٩٢٤.
وتعتبر رواية «الشبح المخيف» الروايةَ المسلسلة الرابعة لحافظ نجيب، حيث تَرْجَمَها ونَشَرَها في مجلته «الحاوي» ابتداء من ١٤ / ٧ / ١٩٢٥ وحتى ٥ / ١ / ١٩٢٦، وهي من الروايات البوليسية. ثم بدأ في ترجمة ونشر رواية «رفائيل» للكاتب لامرتين، حيث نَشَرَ الحلقة الأولى في مجلة «الحاوي» عدد رقم ٣٦ بتاريخ ٧ / ٣ / ١٩٢٦، ثم توقَّفَت المجلة؛ لأن العدد رقم ٣٧ صدر بعد شهرين في ٢ / ٥ / ١٩٢٦، وكان خاليًا من أية حلقة لهذه الرواية!
أما القسم الرابع من روايات حافظ نجيب، فهو الخاص بالقصص القصيرة المؤلفة، وهي قصص قد نشرها حافظ في باب «قصة الأسبوع» بمجلتي «العالمين»، و«الحاوي»، ابتداء من ١٠ / ١٠ / ١٩٢٣ إلى ١١ / ١١ / ١٩٢٥. وهذه القصص، هي: «طاهر وأمينة»، «حسن وجميلة»، «في خلوة»، «أسرار القصور»، «الزوجة الخائنة»، «الغرام الصامت»، «سنية»، «جنى على نفسه»، «على شاطئ البحر»، «الجمال». وهي قصص اجتماعية، تدور أغلب حوادثها في البيئة المصرية، وتناقش المشاكل الاجتماعية بأسلوب فلسفي، وبالأخص المشاكل التي تتعلق بالمرأة ونفسيتها.
وإذا تطرقنا إلى القسم الخامس، سنجده يتعلق بالقصص القصيرة، التي جاءت فيما بعد في كتاب «اعترافات حافظ نجيب». أي إنها قصص من حياة حافظ نجيب، تم تغيير بعض أسماء شخصياتها، والعبث ببعض أحداثها، ومن ثَمَّ أُعيدَ نشْرها في الاعترافات. وبالرغم من ذلك، فإن الخطوط الرئيسية ثابتة في القصة القصيرة، كما هي ثابتة في الاعترافات. وهذه القصص نَشَرَها حافظ في باب «قصة الأسبوع» بمجلتي «العالمين» و«الحاوي»، ابتداء من ٧ / ١ / ١٩٢٤ وحتى ٢٢ / ٩ / ١٩٢٥.