عصر «مايكل ك» وحياته: رواية من جنوب أفريقيا
«عندما جاء «مايكل» ذاتَ مساء وأخبَرها بتسريحه من العمل في قسم الحدائق والبساتين التابع لبَلَدية مدينة كيب تاون؛ راحَت تفكِّر في حُلمها القديم الذي طالما راوَدَها من وقتٍ لآخر. بدأَت تفكِّر من جديد في الرحيل عن المدينة التي لم تحقِّق لها سوى القليل، والعودةِ إلى مَوطن صِباها في الريف الهادئ.»
كانت «أنا ك» تَتُوق إلى الهروب من المدينة؛ حيث غُرفتها الخالية من الهواء، والعنف المتَّسم بالطَّيش والتهوُّر، والحافلات المزدحمة، وطوابير الطعام، وأصحاب المتاجر المُتعجرِفين، واللصوص والمتسوِّلين، وصفَّارات الإنذار الليلية، وحظر التَّجْوال. كانت تَتُوق إلى الهروب من كلِّ هذا والعودة إلى مسقط رأسها في الريف؛ حيث تَنعَم بالهدوء والراحة والهواء النقي، ويمكِن لابنها أن يجد عملًا في إحدى المزارع. ولكنْ في مجتمعٍ يسُوده الحكم العنصري، ليس سهلًا على أمٍّ وابنها الانتقالُ من مكان إلى آخَر متى شاءا، بل إن الأمر يخضع لعدد من التعقيدات المسلَّطة على رقاب الفقراء والسكان الأصليين في جنوب أفريقيا. كانت هذه الرغبة في الانتقال بدايةَ رحلةٍ طويلة من العذابات، اصطدمت فيها الأمُّ وابنها ببيروقراطية الحكم العنصري وتعسُّف النظام، فتُرى هل ستتمكَّن «أنا ك» من أن تعود إلى الريف وتَنعَم تحت سمائه الزرقاء؟