ديفيد كوبرفيلد: أعدَّتها للأطفال أليس إف جاكسون
فتح «ديفيد» عينَيه على الدنيا ليرى أُمه الشابة «كلارا» تحيطه بحبها ورعايتها، وخادمتها المخلِصة «بيجوتي» تؤنسه وتقوم على شئونه، لكنه لم يَرَ والده قط. كانت حياته هانئةً سعيدة في كنف أُمه؛ تُعلمه، وتُغني له، وترقص معه في رَدهة المنزل، وتُفِيض عليه كلَّ ما يحتاجه الأطفال في سِنه هذه من العطف والحنان. وفي يومٍ سافَر «ديفيد» مع «بيجوتي» ليقضي الإجازة في بيت أخيها، ثم عاد ليجد أُمه قد تزوَّجت من ذلك الرجل الذي كان قد زارهم من قبلُ ولم يستلطفه «ديفيد». ومن هنا تبدأ رحلة «ديفيد» مع الحزن والشقاء، اللذين يزدادان بعد موت أُمه، فيصير طفلًا لم يُجاوز العاشرةَ من عمره يحرمه زوجُ أُمه من المدرسة، ويَزجُّ به في غِمار العمل، ويتركه يواجه الحياةَ بمفرده وكأنه شابٌّ ناضج، وإحساس الخوف والوَحدة يفترس قلبه الغض، وهو ينام في العَراء، ويسافر أميالًا على قدمَيه.