جان فرنسوا شامبليون: كاشف الكتابة واللغة الهيروغليفية
«كانت الحضارة المصرية القديمة بعد تعاقُب الأجيال مخبوءةً في شقوق الجبال والصخور وأعماق الأهرام والمغائر تحت الرمال الداثرة، ومقبوضًا عليها بحراسة أبي الهول، حتى قام بعد مرور خمسة عشر جيلًا أوديبوس آخَر — بنبوغِه النادر وكدِّه الذي لم يَعرف الوهن — بانتزاع الأسرار المصرية المكنونة من بين مَخالب ذلك الرابض القابض.»
ظلَّت الحضارة المصرية القديمة لغزًا كبيرًا ومحيِّرًا للعالَم أجمع لقرون عديدة؛ حيث كان الوصولُ إلى حقيقتها ومعرفةُ خباياها أمرًا غيرَ هيِّن، وظلَّ الأمر على هذا النحو إلى أن تمكَّن عالِم المصريات الفرنسي الشهير «جان فرانسوا شامبليون» من فكِّ رموز «حجر رشيد»، الذي كان حتى وقت اكتشافه عام ١٨٢٢م لغزًا لغويًّا عجز العلماء والباحثون عن تفسيره، وبهذا العمل الجليل نجح «شامبليون» في أن يُميطَ اللثام عن الحضارة المصرية العريقة، ويترجِم علومها، ويتعرَّف على تاريخها العقائدي والثقافي، بعد أن استطاع فكَّ طلاسمِ لغتها القديمة. في هذا الكتاب نطَّلِع على حياة «شامبليون» التي لم نكن نعلم عنها سوى الشيء اليسير، كما يستعرض الكتاب أهمَّ إنجازاته وإسهاماته التي ذاعت شهرتُها في الآفاق.