آرام دمشق وإسرائيل: في التاريخ والتاريخ التوراتي
«يتَّفق معظمُ المؤرِّخين على وضع تاريخ لأحداث سِفر يشوع لا يتجاوز عام ١٢٠٠ق.م. إلا أن مقارَنة أحداث سِفر يشوع مع أحداث هذه الفترة الانتقالية، من عصر البرونز الأخير إلى عصر الحديد، والأوضاع العامة السائدة في الشرق الأدنى القديم؛ لا تقدِّم لنا نقطةَ ارتكاز واحدة يُمكِن عندها تثبيتُ الإطار التاريخي ليشوع على الخلفية العامة لهذه الفترة.»
يطرح هذا الكتاب إشكاليةَ النص التوراتي بوصفه مصدرًا تاريخيًّا، ومدى المِصداقية التاريخية للرواية التوراتية للأحداث، ويضع هذه الإشكاليةَ على طاوِلة دراسة تاريخ فلسطين؛ حيث يُفكِّكها ويَدرس أبعادَها السياسية والثقافية والنفسية، والسياقَ العام الذي كُتبت فيه. وفي نظير هذا التفكيك يقدِّم دراسةً تاريخية رصينة عن تاريخ المنطقة — خارج النَّسق الديني الذي غلَب على تاريخ المنطقة لقرونٍ طويلة — تَرتكز على نتائج التنقيب الأركيولوجي للمنطقة خلال القرن العشرين، وعلى العلوم المساعِدة؛ مثل علم الأنثروبولوجيا، وعلم السوسيولوجيا، وعلم مناخ العصور القديمة وبيئتها، وهو ما مكَّنه من صياغةِ تاريخٍ حقيقي ومستقِل عن البحث التوراتي، من خلال تتبُّعِ دورِ مملكة آرام دمشق في الحياة السياسية لكلٍّ من مَملكتَي إسرائيل ويهوذا، ومَمالك شرق الأردن.