الجليد
«انطلقتُ إلى معهد «التاريخ المعاصر» سيرًا على الأقدام رغمَ الجليد. كانت الشوارع مليئةً ببقايا أشجار عيد الميلاد الخضراء الصغيرة، وشُرفات البلوكات السكنية مُزدانةً بالمصابيح الملوَّنة والشعارات: الحزب والشعب متحدان، المجد للعمل، تعيش الشعوب السوفييتية بُناة الشيوعية.»
«صنع الله إبراهيم» روائيٌّ عاشق للتاريخ، يَتجلَّى ذلك في الكثير من أعماله الأدبية، كما يَتجلَّى في هذه الرواية؛ فنجده يعود إلى الوراء، إلى عام ١٩٧٣م، ولكن ليس في مصر، بل في روسيا، زمن الاتحاد السوفييتي؛ يتناول فيها تجرِبةَ الدكتور «شكري»، طالب الدكتوراه الذي راح يَتنقَّل بين شوارع روسيا، ويتعامل مع مُختلِف الجنسيات التي يقابلها هناك. ويرصد «صنع الله إبراهيم» من خلال هذه التجرِبة، التي عاشها بنفسه، تفاصيلَ الحياة اليومية والتأريخ الاجتماعي للمجتمَع الروسي آنذاك، ليُوقِف القارئ على الأسباب الداخلية وراء انهيار الاتحاد السوفييتي، ويشير إلى أن حياةً كهذه من الطبيعي أن تؤدي إلى الانهيار الكامل، وهذا ما حدث. وكان اختيار عام ١٩٧٣م اختيارًا رائعًا؛ ففي هذا العام خاضت مصر حربَها الكبرى ضد إسرائيل، فسلَّط الضوءَ على أثَر ذلك على المصري المُغترِب.