الصبي سارق الفجل
«ظهَر رجل ذو وجهٍ وردي وتقدَّم حتى وقف خلف الشيخ الكبير، وقال فجأة: «يا عم شينغ، يا ترى الغيط بتاعك اتسرق إمبارح ولا لأه؟» فأجابه الشيخ الذي كان منشغلًا بما في يدَيه من الحبوب قائلًا: «أيوة اتسرقت، الحرامي سرق سِت فجلات وتَمن بطاطات، وساب لي وراه ورق الفجل وعروش البطاطا مرمية وسط الغيط».»
تنسج لنا هذه الرواية قصةَ صبيٍّ صيني كان ضحيةً لظروفٍ قاسية ومعقَّدة عاشها في كنَف أبيه وزوجته التي تولَّت تربيتَه بعد وفاة أمِّه، وعانى على يدَيها القهرَ والظلم، فاتَّخذ من الوَحدة مَلاذًا له، وعاش حياة يملؤها الإحباط والحزن والألم، متجوِّلًا طوالَ الوقت في الطُّرقات غيرَ مُبالٍ بأي شيء، وذاتَ يومٍ رأى حقلًا من الفجل وهو عائد من عمله، فقرَّر أن يقتطع بمطرقته الحديدية حزمةً من الفجل ليتأمَّل لونَها تحت أشعة الشمس، لكنه ظلَّ يقتطع حزمةً وراء أخرى حتى أصبح الحقل خاويًا! تُرى ما السبب الذي دفَعه إلى فِعل ذلك؟!