الفصل السادس
في صباح اليوم التالي، استقل جورج ستراتون القطار مسرعًا نحو سينسيناتي. عندما أعطى ستراتون دفتر أمياله لمُحصِّل القطار، لم يقل له شيئًا، لكن ظل يردد بصوتٍ خافت مقطعًا من أغنية قديمة غيَّر في كلماتها:
كان لجورج ستراتون طابع عملي، ولم يعرف عن الأرواح شيئًا سوى ذلك الشيء الذي كانت تحويه قنينة صغيرة داخل حقيبة سفره الصغيرة الأنيقة.
حالما وصل إلى سينسيناتي، توجَّه مباشرةً إلى مقر إقامة المأمور. فقد رأى أن مهمته الأولى هي أن يصبح صديقًا لمسئول مهم كهذا. علاوةً على ذلك، كان يتمنى أن يُجري مقابلةً مع السجينة. وفي طريقه إلى هناك، خطط في عقله كيف سيكتب مقالًا تمهيديًّا يثير شهية قُراء صحيفة «شيكاجو أرجوس» لمتابعة أي تطورات أخرى قد تستجد أثناء المحاكمة وبعدها. سيكتب عن القضية كلها على هيئة قصة.
أولًا، سيكون هناك ملخص لحياة السيدة برنتون وزوجها. سيكون هذا أول شيء، وأعلاه سيكتب رقم ١ بالرومانية. تحت العنوان رقم ٢، يأتي سرد لوقائع الجريمة. وتحت العنوان رقم ٣ تُسرد الأحداث التي تلت وقوع الجريمة؛ تلك الأحداث التي أثارت الشكوك حول هذه السيدة البائسة، وأشياء أخرى من هذا القبيل. أما الجزء رقم ٤، فسيُفرد لحواره مع السجينة، إذا أسعفه الحظ ليجري حوارًا. وأسفل الجزء رقم ٥، سيطرح الرأي العام لسكان سينسيناتي في القضية ومدى إدانة زوجة السيد برنتون أو براءتها منها. ستشغل هذه المقالة التي تصورها في خياله بالفعل قرابة نصف صفحة من صحيفة «أرجوس». وسيلجأ في الكتابة إلى خطٍّ بارز ومميز وأسلوبٍ يجذب الانتباه؛ إذ كان يرى أنه أول من وضع قدمه على مسرح الحدث، ولن يُضطر إلى الاستعجال المعتاد في إعداد نسخته، ذلك الاستعجال الذي كان آفة حياته. سوف يمنح هذا المقال صحيفة «أرجوس» الصدارة حرفيًّا في هذه القضية التي أيقن أنها ستصبح واحدةً من القضايا ذات الأهمية القومية.
استقبله المأمور بأسلوبٍ مهذَّب، وعندما نظر إلى البطاقة التي قدمها إليه، لاحظ اسم «شيكاجو أرجوس» في جانبها. حينئذٍ بدا التحفز عليه واضحًا، وهو سلوكٌ ينتهجه جميع الضباط الحكماء عندما يجدون أنفسهم وجهًا لوجهٍ أمام رجل من رجال الصحافة؛ لأنهم يدركون أنه مهما أُعِدَّ مقالٌ بتأنٍ وحذر، فهذا لا ينفي احتمالية أن يحوي بعض العبارات المؤسفة التي تسقط سهوًا من كاتبها مما قد يؤثر سلبًا على حملاتهم السياسية مستقبلًا.
بدأ ستراتون حديثه قاصدًا صُلب الموضوع: «أردت مقابلتك بشأن جريمة مقتل برنتون.»
أجاب المأمور: «يمكنني أن أخبرك بلا تردد أنك إذا كنت ترغب في إجراء مقابلة مع السجينة، فهذا من رابع المستحيلات؛ لأن محاميَيها، بنهام وبراون، منعاها تمامًا من مقابلة أي صحفي.»
قال ستراتون: «هذا يبين أنهما رجلان حصيفان يحسنان فهم مهنتهما. لكني أرغب في مقابلة السيدة برنتون. ولكن ما أردت أن أخبرك به هو أن لديَّ قناعةً بأن هذه القضية ستصبح مثارًا للحديث قبل أن يمر عليها حتى عدة أسابيع. تعرف حتمًا مكانة «أرجوس» المتميزة داخل الوسط الصحفي. وما ستنشره الصحيفة سيكون له تأثير، حتى على صحافة سينسيناتي. أعتقد أن لا شك لديك في هذا. إن العديد من رجال الصحافة المرموقين ينظرون الآن إلى أي ضابط بوصفه عدوًّا لهم بالفطرة. لكنني لست منهم، على الأقل إلى أن تضطرني الظروف إلى ذلك. أنا على أتم الاستعداد لأن أعرض عليك أي شيء به إشارة إليك قبل أن يذهب إلى شيكاجو. وأعدك، إذا أردت ذلك، بأن أي شيء سيقال به ما يشير إلى منصبك أو إلى شخصك، لن يُنشَر قبل أن تطلِع عليه. بالطبع تسعى لإعادة انتخابك مرةً ثانية. لم أرَ مأمورًا في حياتي لم يسعَ لهذا.»
ابتسم المأمور حين سمع هذا دون أن ينكره.
«عظيم. يمكنني أن أخبرك الآن أنني أرى أن هذه القضية سيكون لها حتمًا تأثير قوي على انتخابك ثانية. فهنا تمكث سيدة شابة جميلة سوف تحاكم على جريمة مروِّعة. وسواء كانت مذنبةً أم بريئة، سيكون تعاطف الرأي العام من نصيبها. لو كنت مكانك، كنت سأفضل أن أُعرَف بأنني صديق لها، لا عدو.»
قال المأمور: «سيدي الفاضل، منصبي الرسمي يضعني في موقفٍ يجعلني لا أنا بصديق لهذه السيدة البائسة أو بعدو. لديَّ بكل بساطة واجب مكلَّف به، وهذا الواجب هو ما أعتزم أن أؤديه.»
صاح الصحفي بنبرة مرحة قائلًا: «لا بأس بهذا تمامًا! وأنا لن أطلب منك أن تتخطى حدود مهامك وواجباتك، ولكن أي مسئول قد يؤدي واجبه، وفي الوقت نفسه قد يسدي خدمةً وديةً إلى صحفي أو حتى لسجين. وكما كان يقال قديمًا: «إن لم تساعدني، فلا تكن ضدي.» هذا كل ما أطلبه.»
«لعلك متأكد، يا سيد ستراتون، بأنه من دواعي سروري أن أقدم لك أي شيء بوسعي فعله من أجل مساعدتك؛ اسمح لي الآن أن أوعز إليك بما تفعله. إذا أردت مقابلة زوجة السيد برنتون، فأفضل سبيل لذلك هو الحصول على إذن من المحاميَين الموكَّلين عنها. ولو كنت مكانك لأحجمت عن مقابلة السيد بنهام؛ لأن أقل ما يُقال عنه إنه شخص صعب المِراس، ولا داعي لأن تخبره أنني قلت لك ذلك. توجه إلى السيد براون وكُن في حظوته. لدى براون بعض التطلعات السياسية، ولن يسعى إلى الإساءة إلى رجل يعمل في صحيفة ذات نفوذ واسم رنان مثل «أرجوس»، حتى إن لم تكن من صحف سينسيناتي. وإذا قدمت له العرض نفسه الذي قدمته لي، أظن أن كل شيء سيسير على ما يرام تمامًا. وإذا اطَّلع على نسختك قبل طباعتها، وإذا التزمت بوعدك معه بألا يظهر في الصحيفة أي شيء لم يطَّلع عليه، أعتقد أنك ستنجح في الفوز بمقابلة مع السيدة برنتون. وإذا جئتني بإفادةٍ من السيد براون، فسيسعدني أن أسمح لك بمقابلتها.»
شكر ستراتون المأمور على نصيحته. ثم دوَّن في مفكِّرته عنوان المحاميَين وتحديدًا اسم السيد براون. تصافح الرجلان وشعر ستراتون أنهما على وِفاق.
عندما وُجِّه السيد ستراتون إلى المكتب الخاص للسيد براون، قدَّم بطاقته إلى ذلك الرجل ذي الهيئة المهيبة، ولاحظ أن المحامي قد تسمَّر في مكانه بوضوح.
تنحنح المحامي ثم قال: «ستعذرني إن قلت لك إن وقتي ثمين. هل أردت أن تقابلني لدواعي عمل؟»
أجاب ستراتون: «أجل، من وجهة نظر صحفية.»
رد الآخر: «حسنًا، بخصوص ماذا؟»
«بخصوص قضية برنتون.»
«حسنًا، سيدي الفاضل، لقد امتنعت، على مضضٍ شديد، عن الإدلاء بأي معلومات كان سيسعدني الإدلاء بها، إن كان ذلك ممكنًا، إلى صحفيي مدينتنا؛ وعليه يمكنني أن أخبرك أنني أعتقد أنه يكاد يكون من المستحيل أن أسدي أي خدمة إلى أي صحيفة خارجية مثل «أرجوس».»
قال ستراتون: «رجال الصحافة المحلية يملكون صيتًا محليًّا. وهو ذلك الصيت الذي تملكه أنت. أما أنا فلي صيت ممتد في أرجاء الوطن لا تملكه أنت، وأرجو أن تعذرني فيما أقول. وحقيقة أنني هنا في سينسيناتي اليوم وليس في شيكاجو، إنما يعكس نظرة أهل شيكاجو إلى قضية سينسيناتي. فلديَّ قناعة، وكذلك صحيفة «أرجوس»، بأن هذه القضية ستحظى بأهمية قومية. والآن، اسمح لي بأن أسألك سؤالًا. هل لك أن تذكُر صراحةً الدافع وراء اعتراضك على مقابلة أي من رجال الصحافة، على سبيل المثال، لزوجة السيد برنتون، أو الحصول على أي معلومات متعلقة بهذه القضية سواء منها أو ممن لديك سُلطة عليهم؟»
أجابه براون: «سأجيب عن هذا السؤال بالقدر نفسه من الصراحة التي طرحته بها. أنت رجل عملي محنك، وتعرف بالطبع أننا جميعًا أنانيُّون، وفي أمور العمل كلٌّ يسعى وراء مصلحته الشخصية. مصلحتي في هذه القضية أن أدافع عن موكلتي. ومصلحتك في هذه القضية أن تكتب مقالًا مثيرًا. أنت تريد الحصول على الحقائق إن أمكن، ولكنك في كل الأحوال، تسعى إلى كتابة عمود أو عمودين يستحقان القراءة لصحيفتك. إذا سمحت لك بمقابلة السيدة برنتون، فقد تُصرِّح لك بشيء، وتنشره، من شأنه أن يقوِّض فُرصَها، وقد يضعنا أيضًا — بصفتنا محاميَيها — في موقفٍ محرج في سياق دفاعنا في القضية.»
قال ستراتون بنظرة إعجاب كما لو كان قد تأثر بالحُجج القوية التي أدلى بها المحامي: «لقد طرحت اعتراضك بوضوح وقوةٍ بالغَين. والآن إذا كنت قد تفهمتُ حجتك، فإنها تعني ببساطة أنك لا مانع لديك في مقابلة السيدة برنتون إذا مُنحت امتياز تنقيح نسخة المقال. بعبارة أخرى، إذا لم يُطبع سوى ما توافق عليه، فلن تتردد للحظةٍ في السماح لي بإجراء تلك المقابلة.»
قال المحامي مؤيدًا: «أجل، لم أكن أعرف أن لديَّ هذا الامتياز.»
«عظيم للغاية. هذا عرضي لك؛ أنا هنا لأباشر مصلحة صحيفتنا في هذه القضية. ستنفرد «أرجوس» على الأرجح بكونها الصحيفة الوحيدة خارج سينسيناتي التي ستفرد مساحةً كبيرةً لمحاكمة برنتون، إلى جانب ما تُفيدنا به «أسوشيتد برس» من أنباء. يمكنك الآن أن تمنحني تسهيلات عظيمةً في هذه المهمة إذا كنت حريصًا على ذلك، وفي المقابل، أنا على أتم الاستعداد لأن أعرض عليك كل سطرٍ من نسخة المقال الذي يخصك أو يخص موكلتك قبل إرساله للطباعة، وكلمة شرفٍ مني أن شيئًا لن يُنشَر إلا إذا اطَّلعت ووافقت عليه. وإذا أردت أن تحذف شيئًا أرى أن له أهميةً محورية، فسأخبرك صراحةً أنني أعتزم نشره ولكن سأعدِّل فيه قدر المستطاع ليناسب وجهة نظرك.»
قال المحامي: «فهمت. بعبارة أخرى، كما أشرت لتوِّك، عليَّ أن أمنحك تسهيلات خاصةً في هذه القضية، ثم عندما تكتشف حقيقةً ما أريد أن أبقيها سرًّا، تكون قد حصلت عليها بفضل التسهيلات التي منحتك إياها، ستخبرني بكل صراحة أنها يجب أن تُنشر، وبالطبع لن يكون بيدي سوى أن أُجرِّدك من أي تسهيلاتٍ أخرى كما تسمِّيها. لا يا سيدي، أنا لا أهتم بمثل هذه الصفقات.»
«حسنًا، على فرض أنني حذفت ذلك البند من الاتفاق، وأخبرتك بأنني لن أرسل أي شيءٍ للنشر سوى ما توافق عليه، هل ستكتب لي حينها رسالةً إلى المأمور وتسمح لي بمقابلة السجينة؟»
«يؤسفني أن أقول …» ثم تردد المحامي للحظةٍ وألقى نظرةً سريعةً على البطاقة ثم أردف قائلًا: «يا سيد ستراتون، إنه ليس بوسعي الموافقة على طلبك.»
قال ستراتون وهو ينهض من مكانه: «أظن أنك تظلم نفسك. أنت ترفض، أولًا وأخيرًا، امتيازًا استثنائيًّا. إن لديك الآن خبرةً لا بأس بها في مجالك، وأنا لديَّ أيضًا خبرة لا بأس بها في مجالي، ويؤسفني أن أُعلِمك بأن ثمة رجالًا أبرز بكثير في تاريخ بلادهم من أي شخص يمكن أن يخطر ببالي الآن في سينسيناتي حاولوا منعي من مباشرة عملي، وباءت مساعيهم بالفشل.»
قال براون: «لا بد بالطبع أن أجرِّب حظي في هذا الصدد. لا أرى جدوى من الاستمرار في هذا الحوار أكثر من ذلك. وكما كنت صريحًا لدرجة — لن أقول تهديدي، ربما تحذيري هي الكلمة الأفضل — ومثلما كنت بارعًا في تحذيري، اسمح لي أن أقول لك قبل أن نفترق، إنني أنا من أُحذرك. بالطبع، نحن هنا في سينسيناتي لا نتوانى في الإقرار بأن أهل شيكاجو هم أذكى أهل الأرض، لكن يمكنني أن أقول لك إنك إذا شرعت في طباعة كلمة واحدة في صحيفتك غير صحيحة وتضر بموقفنا في القضية، أو إذا استعنت بأي وسائل غير قانونية للحصول على المعلومات التي ترغب بشدة في الحصول عليها، فستضع صحيفتك بكل تأكيد في مأزق، وستعرض نفسك للخطر.»
«حسنًا، كما أشرت منذ لحظة، يا سيد براون، عليَّ أنا أيضًا أن أجرِّب حظي في هذا الصدد. أنا هنا للحصول على الأخبار، وإن لم أفلح في هذا، فستكون هذه هي المرة الأولى في حياتي.»
قال المحامي: «عظيم. أتمنى لك ليلةً سعيدة.»
قال الصحفي: «شيء آخر فقط سأخبرك به قبل أن أتركك.»
أجاب المحامي وقد نفد صبره: «سيدي الفاضل، أنا مشغولٌ للغاية. لقد أعطيتك متسعًا من وقتي. عليَّ أن أطلب إنهاء هذه المقابلة في الحال.»
قال السيد ستراتون بهدوء: «أعتقد أنك ربما ستهتم بالمقال الأول الذي سأكتبه. سأخصص عمودًا واحدًا في صحيفة «أرجوس» في عدد بعد غد لخطة دفاعكم في القضية، وعما إذا كانت نظريتكم في الدفاع مقبولةً أم لا.»
دفع السيد براون كرسيه إلى الخلف ونظر بجدية إلى الصحفي الشاب. كان ذلك الصحفي حينها يرتدي قفازَيه في هدوءٍ وثبات، ثم أخذ في تلك اللحظة يزرر أحدهما.
صاح المحامي: «خطة دفاعنا! ماذا تعرف عن خطة دفاعنا؟»
قال ستراتون: «سيدي المبجل، أنا أعرف كل شيءٍ عنها.»
«سيدي، هذا مستحيل. لا أحد يعرف خطتنا في الدفاع سوى السيد بنهام وأنا.»
أجابه ستراتون وهو يزرر معطفه: «والسيد ستراتون، من صحيفة «شيكاجو أرجوس».»
«اسمح لي أن أسألك، إذن، ما خطتنا في الدفاع؟»
أجابه صحفي شيكاجو: «دون شك. خطتك في الدفاع هي الدفع بأن السيد برنتون كان مختلًّا عقليًّا، وأنه مات منتحرًا.»
حتى قدرة السيد براون المعتادة على ضبط النفس، التي اكتسبها على مدى سنواتٍ من التدريب على إخفاء مشاعره عن الأنظار، خذلته في تلك اللحظة. أخذ نفَسًا عميقًا بقوة، ونظر نظرةً حادةً إلى الصحفي الشاب الماثل أمامه، الذي ظل يتفرَّس في ملامح وجه المحامي، بالرغم من أنه بدا منشغلًا تمامًا بإغلاق أزرار معطفه. ثم ضحك السيد براون ضحكةً قصيرةً جافة.
قال دون اكتراث: «سبق لي أن قابلت مخادعًا، لكن أحب أن أعرف ما الذي جعلك تظن أن هذه هي خطتنا في الدفاع؟»
صاح الصحفي الشاب: «أظن! لا أظن ذلك مطلقًا؛ بل أعرف ذلك يقينًا.»
«وكيف عرفت؟»
«حسنًا، من شيءٍ واحد، عرفت ذلك من تصرفاتك منذ لحظة مضت. وأول شيء منحني فكرةً عن خطة دفاعكم هو ذلك الكتاب الملقى على مكتبك. إنه كتاب فوربس وينسلو عن العقل والدماغ؛ إنه كتاب ممتع للغاية، يا سيد براون، ومثير للاهتمام حقًّا. إنه يتناول موضوع الانتحار، والدوافع والحالات التي تنتاب المخ وتدفعه إلى ارتكاب ذلك. إنه كتاب جيد جدًّا حقًّا لاستطلاعه في قضية مثل هذه. طابت ليلتك، يا سيد براون. أنا آسف لعدم وجود مجال للتعاون بيننا في هذا الشأن.»
استدار ستراتون وسار نحو الباب، بينما راح المحامي يحدق فيه من الوراء وعلى وجهه نظرة ذهول تنمُّ عن عجزه. وحين وضع ستراتون يده على مقبض الباب، بدا المحامي وكأنه استفاق من حُلم.
صاح قائلًا: «توقف! سأعطيك خطابًا يسمح لك بالدخول لمقابلة السيدة برنتون.»