في مفترق الطرق
«استبدَّت فيَّ الرغبةُ منذ حينٍ ليس بقصير، في أن أَعرض على الناس صورةً تصوَّرتُها عن الحياة الفكرية كما نَحياها اليوم، لكنني أخذت أُقدِّم يدًا وأُؤخِّر يدًا، لا لأنني لم أكُن على ما يُشبه اليقين فيما تصوَّرتُه، بل لأنني خشيتُ أشواكَ الطريق.»
التقويمُ والتقييمُ عامِلان مهمان لفَهم المجتمعات ووضعِ ضوابطَ لما استُحدِث فيها من عادات، وما طرأ عليها من حوادثَ وثقافات، ولا يتسرَّع في التقييم إلا الجاهلُ بأحوال مجتمعه، أو المغرورُ بما لديه من بعضِ علمٍ أو بصيرة. والدكتور «زكي نجيب محمود» في هذا الكتاب يُقدِّم لنا لمحاتٍ عقلانيةً لا تخلو من دافعٍ قلبيٍّ يحثُّ على الولاء للوطن والحرص على أبنائه، وهي أشبه بالمقالات، قسَّمها إلى أربع مجموعات؛ في الأولى يقف على مَواطن القصور في حياتنا، وفي الثانية استشرافٌ لما يَحمله المستقبلُ من بُشْريات، وفي الثالثة خواطرُ حول الاشتياق لما سنُحقِّقه، وفي الأخيرة تحليلٌ بإمعانٍ للحال التي وصلَت إليها مصر في مرحلةٍ وصَفها الكاتب وصْفَ مَن يبحث عن ذاته وسطَ أنقاض التاريخ.