قائمة أولويات
وقت التنفيذ أو الأبحاث | أهداف أحادية الجانب (قرارات محلية) | أهداف دولية (ثنائية الجانب أو ائتلافية) |
---|---|---|
التنفيذ خلال السنوات الخمس الأولى |
زيادة استخدام حرارة الشمس. الحفاظ على الحرارة المبدَّدَة. زيادة كفاءة الأجهزة. معيارٌ موحد لاقتصاد الوقود أكثرُ صرامةً. خصومات ضريبية لاستخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية. تشريعات لتحديد وتداول الانبعاثات. |
اتفاق دولي بشأن تبادل المعلومات حول احتجاز وعزل الكربون. اتفاق بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن الأهداف والجداول الزمنية والمراقبة والإنفاذ للحد من انبعاثات الكربون بحلول عام ٢٠٢٠. |
الأبحاث خلال السنوات الخمس الأولى |
تقييمُ تأثير الانبعاثات غير المباشرة. تصميم شبكات كهربائية أكثر ذكاءً. وضْع خطط للقطارات عالية السرعة. تصميم قياسي موحد للمحطات النووية. تحديدُ مخاطر الحفر العميق. إيجاد مواقع تخزين للهواء المضغوط. إجراء تجارب احتجازِ وعزل الكربون. |
|
التنفيذ خلال العقد الأول |
الشبكة الكهربائية الذكية. استخدام التخلص المركزي من النفايات النووية. تحسين وسائل النقل الجماعي. المزيد من السيارات التي تستخدم محركات الديزل. تثبيت أجهزة تخزين الماء المضخوخ. |
اتفاق بين الولايات المتحدة والصين بشأن الأهداف والجداول الزمنية والمراقبة والإنفاذ للحد من انبعاثات الكربون بحلول عام ٢٠٢٠. |
التنفيذ خلال العقد الثاني |
تثبيت بطاريات للسيارات الكهربائية تقطع مسافة أطول. بناء محطات جديدة للطاقة النووية. تثبيت واستخدام خلايا فولتضوئية أكثر كفاءة. استخراج الطاقة الحرارية الأرضية. بناء حواجز صناعية للحصول على طاقة المد والجزر. بناء محطة لإنتاج الوقود السائل من الطحالب. تشغيل خطوط سكك حديدية عالية السرعة بين المدن. استخدام تخزين طاقة الهواء المضغوط. بدء عملية احتجاز الكربون (احتجاز وعزل الكربون). |
اتفاق دولي بشأن الأهداف والجداول الزمنية والمراقبة والإنفاذ للحد من انبعاثات الكربون بحلول عام ٢٠٤٠. اتفاق دولي بشأن دراسة تبييض السحب وكذلك تخصيب المحيطات لنمو العوالق. |
الأبحاث خلال العقد الثاني |
دراسة الخلايا الشمسية المحسسة صبغيًّا. دراسة تغيُّرات المحيطات الناجمة عن ذوبان ثاني أكسيد الكربون. دراسة إعادة معالجة وقود المفاعلات النووية. إجراء تجارب الهندسة الجيولوجية عن طريق تفاعل البازلت الكيميائي، وتخصيب المحيطات لنمو العوالق، وتبييض السحب. |
|
التنفيذ خلال العقد الثالث |
الحصول على الهيدروجين من الماء. إخضاع التغيرات المناخية للهندسة الجيولوجية. دراسة جدوى الاندماج النووي. بناء مفاعلات نووية تستخدم الوقود المعاد تدويره. تنفيذ عمليات احتجاز وعزل الكربون على نطاق واسع. |
اتفاق دولي بشأن تخصيب المحيطات لنمو العوالق. اتفاق دولي بشأن التخلص من ثاني أكسيد الكربون في المحيطات أو في رواسب البازلت. |
الأبحاث خلال العقد الثالث |
أبحاث الاندماج النووي. إعادة تصميم المدن لتقصير مسافات التنقل. تحسين تكنولوجيا تحليل المياه. تصميم خلايا وقود كبيرة تعمل بالهيدروجين. |
(١) مكاسب قصيرة المدى: أقل من ١٠ سنوات
تتمتع السياسات في هذا القسم بعدد من الخصائص التي يجدر ملاحظتها. في المقام الأول، يمكن تنفيذها جميعًا على الصعيد الوطني أو حتى دون الوطني، دون انتظار الاتفاقيات الدولية أو حتى الإقليمية، كما أنها لا تتطلب فرض عقوبات قوية على عدم الامتثال. ومن البديهي أن تأثيرها التراكمي سوف يكون أكبر بكثير إذا تبنَّتْ دول أخرى سياسات مماثلة كنوع من الاستجابة التدريجية غير المنسقة للاحترار العالمي. ثانيًا: الأسس العلمية والتكنولوجية لهذه السياسات معروفة على نحو معقول، على الرغم من أن بعضها سيستفيد بوضوح من استمرار الأبحاث. أخيرًا: بعضها يقدم بالفعل فوائد على درجة من الكفاءة والفاعلية على نطاق صغير نسبيًّا، والبعض الآخر أكثر تكلفةً وسوف يتطلب وقتًا لتنفيذه، ولكن لا شيء منها يبدو حتى الآن أنه سيثير مشاكل لا يمكن التغلب عليها من حيث الإنصاف. كما أنها — وربما قبل كل شيء — مجدية سياسيًّا واقتصاديًّا في الولايات المتحدة، لا سيما إذا كانت إدارة أوباما مستعدة (أو مضطرة) لإنفاق بعض رأس المال السياسي. وكذلك تعزيز الإنفاق على أبحاث الخيارات الأخرى محتم أيضًا، ولكن يجب أن يكون من الممكن تحمُّله في ظل الظروف الراهنة. على سبيل المثال، يوجد بالفعل تحت تصرف وزير الطاقة الأمريكي ستيفن تشو ميزانية سنوية تبلغ نحو ٢٦ مليار دولار إضافة إلى ٣٩ مليار دولار من حزمة تدابير التحفيز الأخيرة. باختصار، لا يوجد أيُّ سبب لعدم التحرك الآن؛ فنحن نعرف ما يجب علينا أن نبدأ به، ويمكننا أن نتوقع عوائد سريعة على نحو معقول من هذه الاستثمارات، كما أنها تقع ضمن المصالح الوطنية والدولية على نحو واضح.
بدأت بالفعل برامج الحفاظ على الطاقة تحقِّق فوائد في بعض البلدان؛ حيث تحول المستهلكون إلى استخدام أجهزة وأدوات أكثر فاعلية، بما في ذلك — على سبيل المثال — مصابيح الفلورسنت والنوافذ الواقية من الحرارة والثلاجات المعزولة على نحو أفضل. والتوفير في التطبيقات الصناعية والمحلية متاح عن طريق إعادة توجيه ما يمكن أن يكون حرارة مبددة — إذا لم يخضع لهذه العملية — وهي الحرارة الزائدة التي خلفتها بعض العمليات العالية الحرارة، والتي لا تزال ساخنة بما يكفي للاستفادة منها في أغراض التدفئة المنزلية.
أشرنا بالفعل إلى مجموعة متنوعة من خطوات السياسة المالية الأمريكية التي تقدِّم حوافز لتشجيع الأفراد على العمل من أجل المصلحة العامة، وتشمل هذه الخطوات حسومات مقابل تسليم «السيارات القديمة»، وخصومات ضريبية على تثبيت مواد عازلة، واستخدام طواحين الهواء، وتركيب مجمعات الطاقة الشمسية. ووُضِع قانون تحديد وتداول الانبعاثات للحد من انبعاثات غازات الدفيئة من المنشآت الصناعية.
الطاقة الحرارية الشمسية متاحة أيضًا بسهولة وبشكل فوري، وهذا المصدر أكثر المصادر سهولة في الاستخدام في تسخين الماء والتدفئة في المنازل والمحالِّ، ويمكن كذلك استخدامه في البيئات الصناعية التي لا تتطلب درجات حرارة عالية للغاية. واستخدامها في العمليات التي تحتاج درجات حرارة مرتفعة لا يحتاج إلى طفرة علمية جديدة، ولكن يمكن أن يستفيد من بعض التحسينات الهندسية، سواء في تركيز الإشعاع الشمسي أو في تخزين واستعادة الطاقة المتقطعة.
وَيَلي ذلك في سهولةِ الاستغلالِ الطرقُ المجربة لتجميع طاقة الرياح. وينتشر استخدام مولدات الكهرباء الكبيرة التي تشغلها طواحين الهواء في أنحاء أوروبا وأجزاء من الولايات المتحدة، وهي تُغذي بالفعل شبكات الكهرباء التي تغطي مناطق واسعة، وهذا النظام مدعوم من قِبَل التأييد الشعبي وبتشجيعٍ من المنح الحكومية. إن مواقع تركيب طواحين الهواء من أجل الطاقة محدودة في بعض المناطق بسبب ارتفاع تكلفة تركيب خطوط النقل، ولكن هذا سيكون عاملًا أقل في الحسم مع ارتفاع تكاليف الطاقة الأخرى من الوقود الحفري.
والاستخدام المباشر للطاقة الشمسية عبر الخلايا الفولتضوئية في الوقت الحاضر متاح بسهولة، ولكنه مكلف نسبيًّا، وقد أدَّى ذلك إلى تركيب الخلايا في مجموعة متنوعة من التطبيقات الخاصة، معظمها في الأماكن البعيدة أو التي لا يمكن إمدادها بالكهرباء بسهولة، والتي لا يمثِّل استثمارُ رأس المال همَّها الأول. ويمكن أن تتحقَّق تغييرات كبيرة في هذه الحالة على نحو جيد خلال العقد المقبل؛ وسيتطلب ذلك تطورات فنية جديدة في التوجه نحو استخدام مواد أقل تكلفة للتركيبات، أو زيادة كفاءة تحويل ضوء الشمس إلى كهرباء.
إن تحسين أداء البطاريات في السنوات الأخيرة كان مدفوعًا في البداية بالحاجة إلى الطاقة في الأجهزة الإلكترونية الصغيرة، ثم بمتطلبات السيارات. إن التحسينات مثيرة للإعجاب، ويبدو أن السيارة التي تعمل بالكهرباء فقط سوف تكون متاحة في غضون بضع سنوات، على الرغم من أن المسافات المقطوعة بين مرات شحن البطارية لا تزال تمثِّل عجزًا شديدًا. وبالنظر إلى أبعد من ذلك، يمكن أن يتقبَّل المستهلكون بسهولةٍ أكبر السيارةَ التي يتم شحنها بالكهرباء، والتي لا يكفي شحنها إلا لسير مسافة قصيرة إذا كانت المسافات التي يقطعونها أقصر، وهذا بدوره يتطلب تغييرًا كبيرًا في مواقع الإقامة و/أو العمل، وهي التغيرات التي تحدث بالفعل من خلال توجه البعض للعمل من المنزل لجزء من الأسبوع على الأقل. ولكي تكون البطاريات عونًا في التعامل مع قضايا الاحترار العالمي، سوف يكون من الضروري استخدام الطاقة المتجددة كمصدر لشحن البطارية بالكهرباء، وهذا ليس متاحًا بعدُ على نطاق واسع، ولكن يوجد سبب لتوقع زيادة هذه القدرة في المستقبل القريب.
بما أن التركيز يقع على التكنولوجيا المتاحة حاليًّا لصنع وقود سائل من المصادر الهيدروكربونية، فإنه يجب أن تكون عملية فيشر-تروبش على رأس القائمة. وفي حين أنها طُوِّرت منذ البداية مع الوضع في الاعتبار أن الفحم هو مصدر الطاقة، فإن هذه المادة المبدئية لا تساعد في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. بدلًا من ذلك، للحفاظ على توازن غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، فإن سبيل الحصول على الهيدروجين وأول أكسيد الكربون اللازمين لتغذية العملية يجب أن يكون منتجًا زراعيًّا، ويُفضَّل ألا يكون منتجًا قابلًا للأكل. وسوف يُصمَّم هذا الخليط لإعادة تدوير ثاني أكسيد الكربون الناتج عن احتراق الوقود السائل عن طريق استغلال الغاز في إنماء المصدر النباتي. ويمكن عزو هذه الفائدة نفسها إلى البيوبوتانول، شريطة أن تكون المادة المهروسة المخمرة منتجًا نباتيًّا مقبولًا. ومن أجل تحقيق أهدافنا، يمكن أن يستغرق تطوير مصادر نباتية أفضل لمدخلات أيٍّ من هاتين العمليتين عقدًا من الزمن.
أخيرًا، في هذه القائمة للسنوات العشر الأولى، توجد إمكانية بناء خزانات للماء المضخوخ أو الهواء المضغوط. إن التكنولوجيا اللازمة لأحد هذين الأمرين أو كليهما متطورة تمامًا ومتاحة، ويمكن استخدام أيِّ مصدر للطاقة نحتاج إلى تخزينه. يأتي أحد عيوب الهواء المضغوط من اختلاف الضغط عند استرداد الطاقة المخزونة؛ فبينما تقدِّم البطاريات — على سبيل المثال — جهدًا كهربيًّا ثابتًا خلال فترة التفريغ كلها، فإن تغيُّرات الضغط في خزان الهواء تتطلَّب محركات يمكن أن توفر طاقة بمستوًى ثابت عندما ينخفض الضغط في حاوية التخزين. وتعويضًا عن نقطة الضعف تلك، يمكن للهواء المضغوط نقل طاقة بمعدلات مرتفعة للغاية لإحداث تسارع كبير. ومن المزايا الأخرى التي يتفوق بها الهواء المضغوط عن البطارية في تخزين الطاقة؛ طول عمر أوعية الضغط وانخفاض سمِّيَّة المواد المستخدمة. ومرة أخرى، إن تكاليف الاستثمار العالية هي العائق الكبير الوحيد أمام هذه التكنولوجيا، وسيتوقف استخدامها على البدائل التي ستتواجد في المستقبل عندما يكون تخزين الطاقة أكثر أهمية مما هو عليه اليوم.
إضافةً إلى قائمة الأهداف الفنية تلك لمدة عشر سنوات مستقبلية، ينبغي إيلاء الاهتمام لسُبُل خلق «حقائق وقائعية» سياسية من شأنها أن تجعل الدعم السياسي اللازم ممكنًا، ويمكن حينها بدء عملية التغيير التي يمكن أن يكون لها آثار عميقة جدًّا، سواء على الفور أو بمرور الوقت. وبإدراك أنه من غير المتوقع أن تتجاوز الحكومات والنواب المنتخبون مصالحَ داعميهم بالأموال إلا إذا شعروا بضغط قوي من عموم الناخبين، فربما نتساءل عن التطورات التي يمكن أن تكسر جدار الجمود؛ غياب التلاحم العميق بين جمهور الناخبين الذي أدَّى إلى جدل مُرْبك بين الخبراء والمدافعين على كلا الجانبين.
بسبب أن الشباب — لا سيما مَن هم في سن الجامعة — هم مَن لديهم أمور أكثر على المحكِّ في هذا الجدل، ولديهم أكبر فرصة لاكتساب المزيد من المعرفة عن ذلك، من خلال عدد كبير من الدورات البيئية التي انتشرت في جميع أنحاء دنيا التعليم؛ فإن هذه المجموعة من المواطنين هي التي يجب أن تكون أكثر فاعلية وأكثر التزامًا. وتمامًا كما ظهرت حركات الاحتجاج المناهضة لحرب فيتنام والمؤيدة للحقوق المدنية وانتشرت سريعًا في جميع الأحرام الجامعية وفي نهاية المطاف وصلت إلى واشنطن، فمن المتوقع أن تنطلق الحركة البيئية من ممارسة نشاطها في الأحرام الجامعية؛ حيث ينتشر ويتعمق.
إذا كان حجم هذه الحركة كبيرًا، فإنها بالتأكيد ستَلْفِتُ انتباه صانعي السياسة في واشنطن وغيرها من الساحات السياسية، وبالتأكيد سوف يرى السياسيون المغامرون فرصة عابرة تسنح أمامهم وسيسعون لتطويرها وتشجيعها. باختصار، ندعو إلى إنشاء جماعات يسعى أعضاؤها إلى إقناع مؤسساتهم بتقديم التزام كبير للحد من بصمة الكربون الخاصة بها، ويمكن أن يكون للالتزام الشخصي بمجموعة متنوعة من الإجراءات البسيطة والمألوفة فائدته؛ وهي عدم ترك أجهزة الكمبيوتر في وضع الاستعداد، أو شراء الأجهزة الأكثر كفاءة، أو استخدام الدراجات الهوائية للتنقل، ولكن الآثار غير المباشرة للضغوط السياسية الأشد قد يكون لها تأثير أكبر. وفي حين أن قياس الآثار المحتملة لهذه الحركة سابق لأوانه، فإننا نعتقد أن النتائج التراكمية يمكن أن تكون ضخمة.
(٢) تحسينات متوسطة المدى: ١٠–٢٠ سنة
تبيِّن المناقشات حول ما يلزم لاستخراج الطاقة من الأمواج والمد والجزر أن علم طاقة الأمواج معروف جيدًا، وكذلك أيضًا تتوفر المعرفة عن المد والجزر اللذين يستجيبان لقوة جاذبية القمر (والشمس). ولا تزال توجد حاجة لتطويرِ التفاصيل الهندسية للأجهزة التي ستجمع هذه الطاقة واختبارِها تجريبيًّا في المواقع، ولا يزال يتعيَّن علينا تحديد المواقع المُثلى. وعلاوة على ذلك، حتى عندما نعلم أنه يمكن بناء سدود وحواجز للمد والجزر ونعلم مكان وكيفية بنائها، فإن وقت بناء هذه المنشآت سيمتد لسنوات طوال. وكما ذكرنا من قبلُ، قررت بريطانيا بناء حاجز صناعي على مصب نهر سيفرن بتكلفة متوقعة تبلغ ٢٩ مليار دولار على مدار فترة ٢٠ عامًا.
في حين أنه يمكن لخلايا الوقود من حيث المبدأ استخدام أيِّ مادة هيدروكربونية لتكُون مصدرًا للطاقة — وقد قُدِّمت بيانات عملية لخلايا الوقود المعتمدة على أكسدة الكحول الميثيلي — فإن الأبحاث حول التطبيقات العملية تركِّز حصرًا على الهيدروجين كوقود؛ لأنه إذا كانت خلايا الوقود الجديدة مصممة أو معدلة لتكون قادرةً على معالجة المزيد من الوقود التقليدي مثل الغاز الطبيعي أو بعض مكونات البترول، فإنها ستُنتج ثاني أكسيد الكربون وتفقد ادعاءها بأنها تطبق محايدة الكربون. وبما أن الاعتماد على مصادر الهيدروجين يعاني من كل السلبيات المذكورة سابقًا بالتفصيل بالفعل، فإن مناصري استخدام خلايا الوقود على نطاق واسع يعقدون كثيرًا من آمالهم على الهيدروجين الأرخص الذي يمكن الحصول عليه من تحليل المياه. ولتحقيق التوازن، يجب أن يضاف إلى ذلك أن خلايا الوقود تتمتع بميزة متأصلة بأنها تتفوق في الكفاءة على كل أفران حرق الوقود بغض النظر عن الوقود الذي يتعرض للأكسدة، وهذا يعني في الواقع استخدام كمية أقل من الوقود وإطلاق كمية أقل من ثاني أكسيد الكربون مقابل كمية معينة من الطاقة تُحوَّل إلى تيار كهربي.
وكما ذكرنا من قبلُ، تطوير نُظُم الطاقة الحرارية الأرضية المحسنة التي يمكنها استخراج الطاقة من الطبقات العميقة تحت سطح الأرض يعتمد على فهمٍ أكثر اكتمالًا لمخاطر الزلازل المصاحبة؛ فبافتراض أن المعلومات العلمية اللازمة جُمِعت خلال العقد الأول من الاستكشاف، ينبغي بناء التجهيزات العملية خلال العقد التالي، ويجب أن يبقى نطاق هذه الجهود غير مؤكد حتى الانتهاء من المرحلة المبكرة من هذا التطوير.
(٣) حلول طويلة المدى: أكثر من ٢٠ سنة
تقوم العديد من الأفكار التكنولوجية التي طُرِحت بهدف السيطرة على الاحترار العالمي على علمٍ لم يتطوَّر على نحو تام، أو على هندسة لم تخضع للاختبار قطُّ. وربما يتحقق ما تَعِدُ به بالكامل، ولكن من المهم أن ندرك أنه حتى مع أفضل النوايا ستحتاج وقتًا قبل استخدامها للسيطرة على المناخ عمليًّا.
إن جميع الطرق الأخرى لتخزين الكميات الضخمة من ثاني أكسيد الكربون التي سيلزم تخزينها، ما هي إلا محض تخمينات إلى حدٍّ كبير في هذه المرحلة. ومع أن أسسها العلمية غير مطوَّرة، وأنها يجب أن تُصنَّف اليوم على أنها غير مثبتة تمامًا، فإن هذه الأفكار تستحق مزيدًا من المتابعة، وتقدِّم أرضًا خصبة لعقد من الأبحاث حول المناهج الجديدة. ونحن بحاجة إلى أن نعرف من الجيولوجيين أماكنَ رواسب صخور البازلت التي يمكن الوصول إليها بسهولة، وظروف درجة الحرارة والضغط التي يمكن العثور على الصخور في ظلها. وينبغي أن نسأل الكيميائيين كيف يمكننا جعل الأكاسيد الموجودة في الصخور البازلتية تتفاعل مع ثاني أكسيد الكربون لتكوين كربونات مستقرة تحت الأرض. وسنريد أن نسأل البيولوجيين والكيميائيين عن طول المدة التي ستظل فيها الكربونات وأملاح البيكربونات الذائبة في المحيط في صور مستقرة، وكيف يمكن لهذه الظروف المتغيرة أن تؤثِّر على الحياة البحرية.
عندما تتوافر طريقة مثبتة لعزل ثاني أكسيد الكربون، فإن جميع بدائل تحويل الطاقة التي تركِّز غازات الدفيئة في مصادر ثابتة ستصبح على الفور أكثر جاذبيةً، وهذا يعني — على سبيل المثال — أن محطات توليد الكهرباء، سواء كانت تعمل بالفحم أو الغاز أو النفط، لن تسهم في كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. ونتيجة لذلك يمكن الاستعاضة عن ملايين السيارات التي تنتج حاليًّا ثاني أكسيد الكربون، بمَركَبات تعمل بالكهرباء فقط لا ينتج عنها انبعاثات غازات دفيئة.
طالما كانت الطاقة الرخيصة المحصلة من الاندماج النووي (على عكس انشطار اليورانيوم) حلمًا راوَدَ العلماء لأكثر من نصف قرن، وطالما كانت بعيدة المنال بسبب الصعوبات الهندسية الهائلة. وفتحت بعض الأبحاث الحديثة آفاقًا جديدة في هذا المسعى، لكننا لا نزال بعيدين جدًّا عن النتائج العملية. وانطلاقًا من هذه الوقائع، لا ينبغي أن نتوقع نتائج كبيرة خلال العقدين المقبلين، ولكن يمكن تضمينها في آمالنا على المدى الطويل.
من ناحية أخرى، لدينا سبب وجيه للاعتقاد بأننا سوف نتعلم خلال العقد المقبل كيفية استخراج الوقود السائل من العوالق التي تنمو في أحواض أو آنية المفاعل الكيميائي، والنجاح في هذا المشروع سيُثير تساؤلات حول إن كان ينبغي الشروع في تخليق تمثيل ضوئي مماثل على نطاق أوسع من خلال تخصيب وزراعة المحيطات أم لا. وينبغي أن تكون المخاوف من العواقب غيرِ المقصودة المحتمَلةَ التالية لهذه الخطوة كافية لوقف ذلك، إن لم تقدِّم البياناتُ المجمَّعة في المراحل الأولية لهذا العمل أسبابًا وجيهة للمضي قدمًا. والسير قدمًا في هذه الخطوة سيكون له تبعات دولية، ويقتضي الحذرُ التوصلَ لاتفاقيات دولية حيثما يكون ذلك ممكنًا.
باعتبارها مسألةً سياسية، فإن هندسة المناخ تتميز بشيء يختلف عن أيٍّ من العديد من الاتفاقيات الدولية التي جرى السعي إليها؛ إذ إن تنفيذها لا يتطلب اتفاقًا بالإجماع أو إنفاذًا حازمًا في جميع أنحاء العالم. وهذا الانطباع عن سهولة الإجراءات الفردية التي لا تتطلب معاهدات مع الدول ذات السيادة الأخرى ربما يبدو ميزة، ولكنه يمكن أن يؤدي أيضًا إلى ردود فعل غاضبة و/أو عدائية من الدول التي ترى أنها قد تعرَّضَتْ للضرر.
(٤) خطة أساسية وخطة احتياطية في الوقت نفسه
يوجد بطبيعة الحال فجوة واسعة محتملة بين إعلانات النوايا الحسنة التي تضم قائمة طويلة من خطط محددة وما يحدث فعلًا في عمليات إصدار التشريعات وتنفيذها. وليست الفجوة المحتملة بمستغربة؛ فنادرًا ما تتم الموافقة على المقترحات السياساتية الطموحة إجمالًا، وبعض جماعات المصالح يرى أن المقترحات تتجاوز حدود المقبول (أيْ تهدد مصالحها)، ويرى البعض الآخر أنها لا تصل إلى المقبول الكافي (كما سبق وأشار بعض دعاة حماية البيئة)، والأشخاص المسئولون في الواقع عن التنفيذ ربما يكون لديهم آراؤهم الخاصة حول ما ينبغي أو يمكن فعله، أو قد يكون أقل التزامًا أو أقل كفاءة.
يجب أن نتذكر هنا العبارة الساخرة القائلة: «لم يعُدِ المستقبل كما كان في الماضي.» ففي ظل عدم اليقين الكبير حيال مستقبلنا العالمي، لا ينبغي أن ننظر إلى أيِّ خيارات هندسة جيولوجية محتملة كبدائل لمسارنا الأول، ولا كخيارات تالية له إذا أثبت عدم كفايته. وإنما بسبب احتمالات الفشل والجمود السياسي، نطالب باتباع كلا المسارين «في الوقت نفسه» كشكل من أشكال التأمين، وكدليل لتعزيز البحث والتطوير في مصادر الطاقة المتجددة. إن تكاليف هذا التأمين ستكون كبيرة، ولكن تكاليف عدم القيام بأي شيء أو عدم الاستعداد لبعض الخسائر الكبيرة جدًّا يمكن أن تكون أكبر من ذلك بكثير.
أخيرًا، تَرِد بعض التنويهات بترتيب الاحتمالات المستقبلية المزعجة التي سوف تواجهنا إذا ما استمرت الدول في العقد المقبل أو نحو ذلك في مقاومة إجراء تغييرات في انبعاثات غازات الدفيئة المعروف عنها الآن أنها ضرورية، وإذا ما واصلت درجات الحرارة العالمية الارتفاع بوتيرة متسارعة. ففي مرحلةٍ ما سيكون من المؤاتي وجود رد فعل قوي لرفضهم التعاون، وربما الدعوة لتوجيه تهديدات بفرض عقوبات اقتصادية شديدة؛ مما يثير شبح الحروب التجارية والنزعة القومية الاقتصادية المدمِّرة لجميع الأطراف. ومع ذلك، ربما يكون تجنُّب مثل هذه النتيجة الفظيعة الآن واحدةً من أقوى الحجج المؤيدة لانتهاج السلوك التعاوني.