علم النفس التحليلي عند كارل جوستاف يونج: دراسة ومعجم
«كان أحدُ أوجُه اختلاف يونج مع فرويد إيمانَ يونج بأن المركَّبات التي يتشكَّل منها اللاوعي الشخصي قائمةٌ في الأصِحَّاء وفي المرضى على حدٍّ سواء، بل كان يرى أنها نُوَيَّات قائمة في كلِّ نفس، على عكس فرويد الذي كان يرى أنها تقتصر على المرضى …»
يُعَد «كارل جوستاف يونج» أحدَ أهمِّ مؤسِّسي علم النفس في النصف الأول من القرن العشرين، ورائدَ علم النفس التحليلي الذي يسبر أغوارَ النفس البشرية بهدف فَهم دوافعها ومحرِّكاتها وآلياتها، وقد جاء هذا الكتاب ليسلِّط الضوء على حياة «يونج»، ودراسة أفكاره، وتطوُّرها. وبالرغم من أنه تلميذ عالِم النفس الشهير «سيجموند فرويد»، فقد انشقَّ عنه فيما بعد لاختلافهما في الوسيلة؛ فبينما ركَّز «فرويد» على اللاوعي الفردي، ذهب «يونج» إلى ما هو أبعد من ذلك؛ حيث ركَّز على اللاوعي الجمعي الذي يشمل كل ما ورثناه من أسلافنا البشرية عبر العصور الغابرة والممتدة، ويتجسَّد في صورٍ رمزية يشترك فيها جميع البشر على مدى التاريخ، ويتجلَّى على سبيل المثال فيما نقرؤه من الأساطير وما نراه في الأحلام.