الفن الإسلامي في مصر: من الفتح العربي إلى نهاية العصر الطولوني
عندما انطلقتِ الفتوحُ الإسلاميةُ في القرنِ السابعِ الميلادي، حمَلتْ معَها إلى البلدانِ التي دخَلَها العربُ ثقافةً عربيةً وإسلاميةً أثَّرتْ في تلكَ البلدان، وتأثَّرتْ بحضاراتِها السابقة، وأفرزَ ذلك التفاعلُ الحضاريُّ أشكالًا مِنَ الفنونِ العريقةِ الأصول، الإسلاميةِ الطابع. ويهتمُّ «زكي محمد حسن» هنا بإبرازِ مَعالمِ الفنِّ الإسلاميِّ في مِصرَ منذُ فُتِحتْ حتَّى نهايةِ عصرِ الطولونيِّين، عادًّا فنَّ هذا العصرِ أولَ الفصولِ الفنيةِ الإسلاميةِ وضوحًا وجَلاء؛ حيثُ إنَّه على الرغمِ من تأثُّرِه بالفنونِ القبطيةِ المصريةِ والسامرائيةِ العراقية، تميَّزَ بشخصيةٍ مستقلةٍ تجلَّتْ في عَظمةِ وفرادةِ آثارِه، لا سِيَّما آثارُه المعماريةُ مُمثَّلةً في المساجدِ والقُصور، والطُّرزُ المتَّبَعةُ في زخرفةِ المباني وصناعاتِ النسيجِ والأخشابِ والخزَف، وهو ما يَتناولُه المؤلِّفُ بالوصفِ والتصوير، ويَرصدُ تطوُّرَه وازدهارَه، ويَنفضُ الغبارَ عمَّا تَوارى من حُسنِه وبهائِه.