الفصل الثامن

تحليل المنفعة والمخاطر

التطبيقات المحتملة للمعرفة العلمية

«لا تكون النظرية نافعة إلا إذا استخدمها المرء وخرج بها إلى حيز التطبيق.»

أندريه جيد

أحدثت أشكال الحياة تحولًا هائلًا في البيئة التي تحيا بها. على سبيل المثال، تكوَّن الغلاف الجوي الحالي للكرة الأرضية عن طريق العمليات التي تقوم بها كل من النباتات المنتجة للأكسجين والبكتيريا المنتجة للنيتروجين. ولم تأتِ تلك العمليات نتيجة لقرارات متعمدة من جانب النباتات أو البكتيريا، وإنما كانت مجرد استجابات فسيولوجية فحسب.

وليس هناك سوى شكل واحد فقط من أشكال الحياة بإمكانه اتخاذ قرارات متعمدة على نحو معقد ألا وهو الإنسان. وبتطور المجتمعات الإنسانية، تطور معها كل من الأخلاق والقيم، وهي جوانب ساعدت على تشكيل السلوك الإنساني. ولكي نستطيع فهم التأثير المحتمل للأفكار العلمية لا بد من البحث في كيفية ظهور تلك الجوانب، والدور الذي تلعبه في اتخاذ القرارات المتعلقة بتطبيقات المعرفة العلمية.

إنه أنا!

كان المؤشر الرئيسي على حدوث العملية التطورية التي حدثت على وجه الأرض هو تطور الوحدات المسئولة عن نقل المعلومات أو بالأخص جزيء الحمض النووي. وأسفر هذا التطور في النهاية عن ظهور البشر كما يوضح الشكل (٨-١).
fig76
شكل ٨-١: تطور الوحدات المسئولة عن نقل المعلومات.
وفي مرحلة ما على مسار التطور تحول ما يمكن أن نطلق عليه البشر البسطاء (البشر باعتبارهم كائنات عضوية أو حيوانات) ليصبحوا واعين بذواتهم. وقد وصف الفيلسوف المسيحي تيار دي شاردان الإنسانية قائلًا: «أصبح التطور واعيًا بذاته.» أضاف وعي الناس بذواتهم بعدًا جديدًا للتطور، ألا وهو الوعي الذاتي الشخصي؛ وأصبح البشر البسطاء أكثر تعقيدًا (كائنات حية عاقلة وعاطفية). كما يوضح الشكل (٨-٢).
fig77
شكل ٨-٢: تطور الوعي الذاتي الفردي.
fig78

وبدأت تظهر المعلومات التي يتجاوز تأثيرها تلك المعلومات التي تنقلها وحدات الحمض النووي. لم يعِ الإنسان وجوده فحسب وإنما «أدرك» أنه وعى ذلك. وبالرغم أن جزيئات الحمض النووي ما زالت تتحكم إلى حد ما في البشر المعقدين فإن وعي هؤلاء البشر (تصورهم الداخلي عن ذواتهم) أصبح يتحكم فيهم كذلك. واستمر مُضِيُّ التطور قدمًا نتيجة اقتران الوحدات المسئولة عن نقل المعلومات الحمض النووي بالتطور المضاعف للوعي الذاتي الشخصي. (التطور بهذا المعنى هو الزيادة التراكمية للمعرفة.)

إنه نحن!

استطاع الأفراد مع استمرار التطور تكوين مجتمعات بسيطة. ثم تطورت هذه المجتمعات البسيطة بدورها في النهاية مكونة مجتمعات أكثر تعقيدًا. وعندما استوطنت هذه المجتمعات أنحاء الأرض المختلفة، كونت بذلك مجتمعات معقدة تنمو نموًّا مضطردًا وأصبحت تلك المجتمعات تعي وجودها ووجود المجتمعات الأخرى كذلك. كما تطورت السلطة وأنظمتها، بالإضافة إلى تطور نظم تبادل السلع.

وكما يوضح الشكل (٨-٣)، صاحب تطور الجماعات أو المجتمعات البشرية بعدًا جديدًا للمعرفة، وهو الوعي الذاتي الاجتماعي؛ أي وعي المجتمع بوجوده. ومع تزايد درجة الوعي والتعقيد بدأ أفراد المجتمع الواحد في الانسلاخ من جلودهم الاجتماعية — إن صح التعبير — والنظر إلى أنفسهم ومجتمعاتهم من بعيد. وربما تكون قد مررت بتجربة الإحساس بالوعي الذاتي الاجتماعي إذا سافرت إلى الخارج ثم وُوجِهت بهويتك القومية عندما يقول أحدهم: «إنك تتصرف مثل الأمريكيين أو البلجيك أو اليابانيين … إلخ.»
fig79
شكل ٨-٣: تطور الوعي الذاتي الاجتماعي.

من الذي وضع القواعد؟

ظهرت الأخلاق نتيجة لظهور الوعي الذاتي الاجتماعي والشخصي للإنسان حين اكتشف أنه بحاجة إلى اتخاذ خيارات واعية لما يقوم به من أفعال في إطار اجتماعي. وقد تطورت المبادئ الأخلاقية الحديثة من القواعد التي وضعت في الأساس بغرض الحفاظ على الحياة، والتي كانت تسري على الأفراد. وُسِّع نطاق تلك القواعد لكي تشمل الأسرة ثُم القبيلة بعد ذلك. وفي كثير من الأحيان تحكم قواعد مفصلة العلاقات بين أفراد القبيلة الواحدة؛ ومع ذلك فإذا وقع صدام مع فرد ينتمي إلى قبيلة أخرى، لا تُطبَّق تلك القواعد. إذ قد يكون مصير هذا الفرد الدخيل إما الأسر أو القتل. واستمر توسع نطاق المبادئ الأخلاقية لكي يشمل مجتمعات أكبر مع تطور الحضارات.

وكم سيكون الأمر جميلًا إذا كان هناك «منهج أخلاقي» على غرار المنهج العلمي. ولأن المبادئ الأخلاقية بمثابة مخططات يعرف منها الفرد ما يتوقعه من غيره، فسيكون من الجيد وجود وسيلة لتسوية النزاعات الأخلاقية التي تحدث على مستوى الفرد والمجتمع. غير أنه لم يوجد بعدُ «منهج أخلاقي شمولي». العقبة الرئيسية التي تحول دون تطور المنهج الأخلاقي هي أن القواعد الأخلاقية رهن الاختيار الحر لكل فرد؛ أي إن كل الأفراد لديهم الحرية في تعديل أو تغيير القواعد الأخلاقية التي يعتنقونها بناءً على تجاربهم الشخصية. أما في العلم فلا يوجد مجال للاختيار؛ هذا لأن الطريقة العلمية هي آلية تصحح نفسها بنفسها، حيث ينقل التنبؤ بدقة صحة الفرضية أو خطأها إلى مرحلة الاختبار النهائي، ألا وهي إجراء التجربة بناء على الفرضية.

وعلى الرغم من أنه ليس من السهل إخضاع المعتقدات التي تتعلق بالقيم إلى اختبار دقيق عن طريق إجراء التجارب لكنها بوجه أو بآخر تؤدي إلى تنبؤات؛ أي إنه يتوقع إذا طبقنا نظرية أو قاعدة أخلاقية معينة، أن ينتج عنها عالم أخلاقي تسوده القيم مستقبلًا. والمحك هنا هو ما إذا كان تطبيق تلك القاعدة أو النظرية الأخلاقية سينتج عنه فعلًا عالم أفضل. إذا كان الأمر كذلك، فسيساعد نجاح تطبيق تلك القاعدة الأخلاقية في سيادتها واستمرارها. كما يمكن استخدام المعرفة الناتجة عن مثل هذه التجارب في تطوير نظريات أخلاقية جديدة (معدلة).

رغم وجود أوجه اختلاف بين المعتقدات العلمية والأخلاقية، فإنهما يتداخلان في كثير من الأحيان، إذ إن اتخاذ القرارات الأخلاقية (المعنية بالقيم) بشأن تطبيق المعرفة العلمية (غير المعنية بالقيم) يستلزم تبني معتقدات أخلاقية. فحسم مسائل مثل ما إذا كان ينبغي استخدام المعرفة ببنية النواة في تصميم الأسلحة النووية وصناعتها واستخدامها، يستلزم بالضرورة حكمًا قيميًّا أخلاقيًّا. ومن الضروري في المناقشات التي تسبق اتخاذ مثل هذه القرارات — أي المناقشات التي تدور غالبًا حول المعتقدات الأخلاقية المتضاربة — تحديد المعتقدات الأخلاقية المعنية وفصلها عن المعتقدات العلمية.

المنافع والأخطار: جزءان متلازمان

يعتبر الفهم العلمي والقيم الإنسانية حلقتين من حلقات سلسلة الاستدلال الواجب استخدامه عند اتخاذ قرار بشأن التطبيقات التكنولوجية المحتملة كما يوضح الشكل (٨-٤).
fig80
شكل ٨-٤: حلقات سلسلة الاستدلال.
fig81
يتطلب اتخاذ القرار بشأن تخصيص الموارد لإنجاز مشروع معين عملية استدلال تُستخدم كثيرًا في الحياة اليومية. وعندما يفكر الفرد فيما إذا كان سيمضي قدمًا في تنفيذ الفعل المقترح أم لا، فهو يحاول اكتشاف المنافع المحتملة الناتجة عن هذا الفعل والمخاطر المحتملة التي يحملها ذلك الفعل في طياته. وتدرس هذه التقنية، التي تعرف باسم تحليل المنافع والمخاطر ما يجلبه هذا الفعل عند تطبيقه من نفع وما يكبده من خسائر.
  • إذا تُوصِّل طبقًا «للقيم الخاصة بالفرد» إلى أن مقدار النفع أكبر من مقدار الخسارة، يكون القرار الذي سيُتخذ عادة هو تخصيص الموارد سواء أكانت وقتًا أم مالًا أم أرضًا … إلخ، من أجل تنفيذ الفعل المقترح.

  • إذا تُوصِّل طبقًا «للقيم الخاصة بالفرد» إلى أن مقدار الخسارة أكبر من مقدار النفع، يكون القرار عادة هو عدم الاستمرار في تنفيذ هذا الفعل.

  • إذا تُوصِّل طبقًا «للقيم الخاصة بالفرد» إلى أن مقدار الخسارة مساوٍ تقريبًا لمقدار النفع، يكون القرار عادة هو عدم الاستمرار في تنفيذ هذا الفعل. ففي أغلب الأحيان يكون توقع جني مكاسب أكبر وخسائر أقل هو ما يدفع المرء إلى تقبل المخاطر المصاحبة للفعل المقترح. فعندما تصل جوائز اليانصيب إلى أرقام بملايين الدولارات، فإن الأفراد الذين لم يجازفوا بدفع دولار واحد — على أمل مضاعفة أموالهم — هم في الحقيقة يغامرون بخسارة آلاف الدولارات.

الموارد الثلاثة الرئيسية: الطاقة والمادة والمعلومات

تبقى الأفكار العلمية مجرد أفكار إلى أن يحين الوقت لأن يتخذ قرار بشأن ما إذا كانت ستُطبق أم لا. وتعد القرارات التي تتخذ بشأن العلم التطبيقي هي في الأصل قرارات تتعلق باستخدام الموارد الثلاثة الرئيسية على هذا الكوكب وهي الطاقة والمادة والمعلومات. بالنسبة للطاقة، يعتبر كوكب الأرض «نظامًا مفتوحًا» حيث يستورد دائمًا الطاقة من الشمس في صورة إشعاع كهرومغناطيسي ثم يحولها إلى صور أخرى من الطاقة. فالطاقة المستمدة من الشمس على سبيل المثال تعمل باستمرار على تبخر مياه المحيطات وتُكَوِّن السحب التي تُسْقِط في النهاية المطر على قمم الجبال وتودِعه بها، ثم تتدفق مياه المطر هذه من الجبال متجهةً إلى أسفل باتجاه المحيط حيث يمكن أن تُستخدم من أجل إنتاج الطاقة الكهرومائية قبل أن تواصل دورتها وتعود من جديد إلى المحيط.

أما بالنسبة إلى المادة، فيعد كوكب الأرض «نظامًا مغلقًا». إذ تعتبر كمية المادة الموجودة على سطح الأرض ثابتة باستثناء اختراق النيازك للغلاف الجوي لكوكب الأرض بين الحين والآخر، والنقص الطفيف الذي يحدث في ذرات الغلاف الجوي العلوي. يجعل هذا كوكب الأرض أشبه بسفينة فضاء تدور حول الشمس. إذ تتحرك المادة، ويعاد تشكيلها، وتُستخدَم، بل وكثيرًا ما تُترَك. وعندما تكون المادة من السهل الحصول عليها ونافعة يطلق عليها حينئذٍ اسم «مورد» أما عندما توجد المادة في المكان غير المناسب وفي التوقيت غير المناسب وبتركيز غير مناسب فيُطْلَق عليها في هذه الحالة اسم «مُلوِّث».

أما المورد الثالث من الموارد الرئيسية على هذا الكوكب فهو المعلومات التي تكاد تكون غير محدودة. فقد تعهد الذكاء البشري مدعومًا بالآلات مثل أجهزة الحاسوب بعدم وضع حد لاتساع قاعدة المعرفة. وطالما يوجد البشر، يظل إمكان اكتساب المعرفة قائمًا.

استخدام تحليل المنافع والمخاطر

توضح الفقرات التالية بعض الأمثلة التي تتضمن الاستخدامات المحتملة لكل مورد من الموارد الثلاثة، كما توضح كيفية استخدام تحليل المنافع والمخاطر لاتخاذ القرارات المتعلقة بتطبيقات المعرفة العلمية.

وأفضل طريقة نبدأ بها هذه الدراسة هي أن نضع اقتراحًا مبدئيًّا شاملًا وغير مألوف قدر المستطاع، وذلك لدراسة منافع ومخاطر الفعل المقترح، ثم نعقد مقارنة بين هذا الاقتراح وبين اقتراحات أخرى أقل تطرفًا. ولنفكر في الاقتراح وكأننا نضع إطارًا أو سياسة عامة تتولى لجنة ما فيما بعد دراسة تفاصيلها.

يطرح المثال الأول بعض القرارات المحتومة التي لا بد من أن تتخذ بشأن تحديد أولويات الطاقة. ويوضح المثال الثاني كيف يمكن أن يتحول أحد الحلول العلمية مثل البخاخات التي تستخدم الكلوروفلوروكربون غازًا دافعًا إلى كابوس علمي. أما المثال الثالث فيوضح كيف يمكن لعمليات الائتمان والمعلومات البنكية المحوسبة التي تعتبر إحدى تطبيقات المعرفة العلمية أن تتخلل حياتنا اليومية بالإيجاب تارة وبالسلب تارة أخرى.

يتضمن كل مثال من هذه الأمثلة اتخاذ قرارات حاسمة بشأن البيئة المتطورة التي تسكن بها أشكال الحياة والتي من دونها لا يكون لهذه الأشكال وجود. وتتناول تلك الأمثلة القرارات التي من شأنها تحديد ما إذا كانت الأجيال في المستقبل سوف ترث كوكبًا مأهولًا بالسكان أم لا. وبالإضافة إلى ذلك تتناول تلك الأمثلة أيضًا تناقضًا محبطًا وهو أن الجهود الرامية إلى تحسين مستويات المعيشة هي ذاتها التي تبدأ في تهديد الصحة على مستوى العالم.

منافع ومخاطر استخدام موارد الطاقة

تتطلب المجتمعات في الوقت الحاضر كميات كبيرة من الطاقة، التي تعرَّف بأنها القدرة على بذل الشغل. وتُعَدُّ الطاقة هي العملة الجوهرية للحضارة الحديثة. فمن دون الدعم الوافر من الطاقة ستتقلص أنشطة النقل والزراعة والصناعة والتطور الحضري والعديد من الأنشطة البشرية الأخرى. ونتيجة لهذا يُبحث الآن بشكل متواصل للوصول إلى إمدادات إضافية لموارد الطاقة كما يُراعى في نفس الوقت تطوير مصادر جديدة للطاقة.

ونجد أن الأفكار الخمس المهمة للعلم تحقق الإفادة بهذا الصدد وذلك بدورها في تطوير موارد الطاقة اللازمة كالآتي:
  • أدى نموذج الذرة في علم الفيزياء إلى حدوث تغير في بناء الذرة لإنتاج طاقة نووية على نطاق واسع.

  • أسهم القانون الدوري في علم الكيمياء في مهمة اختيار العناصر لاستخدامها في إنتاج أنواع أفضل من الوقود.

  • أسفرت نظرية الانفجار العظيم في علم الفلك عن محاولات لإعادة إجراء تفاعلات الاندماج التي أدت إلى ارتفاع درجة حرارة الشمس وذلك بغرض توفير الطاقة لكي تستخدم على سطح الأرض.

  • أشار نموذج الصفائح التكتونية للأرض في علم الجيولوجيا إلى وجود طاقة حرارية تحت سطح الأرض يمكن استخدامها لتوليد الكهرباء.

  • قدمت نظرية التطور في علم الأحياء معلومات عن مصادر الحفريات الغنية بالطاقة لاستخدامها باعتبارها نوعًا من أنواع الوقود.

fig82
تتزامن مصاعب تطوير مصادر كافية للطاقة — أزمة الطاقة المتكررة — مع أزمة أخرى ألا وهي الأزمة البيئية. فقد أصبح الهواء غير صالح للتنفس في بعض الأماكن، كما أصبح شرب المياه غير آمن في البعض الآخر، هذا بالإضافة إلى تلوث الأسماك والماشية بأنواع السموم في مكان آخر. ويرجع معظم أسباب التلوث إلى حرق أنواع الوقود، ولذا نجد أن هناك علاقة مباشرة بين التلوث وبين مشكلة الطاقة. أضف إلى ذلك أن الجهود الرامية للتخلص من التلوث تستهلك المزيد من الطاقة ومن ثم تسبب المزيد من التلوث. أي إن دورة الطاقة والتلوث عبارة عن دائرة مفرغة (انظر الشكل ٨-٥).

أصبح من الحتمي في الوقت الراهن أن تتخذ المجتمعات ما يلزم من الخطوات لجعل إنتاج واستخدام الطاقة أكثر كفاءة بالإضافة إلى تقليل الاستهلاك الزائد عن الحد لموارد الطاقة. ويمكن استخدام تحليل المنافع والمخاطر لكي يساعد في توجيه هذه الخطوات.

fig83
شكل ٨-٥: دورة الطاقة والتلوث.
  • اقتراح أولي: يجب أن يكون الحفاظ على موارد الطاقة إجباريًّا مع فرض قيود صارمة على استخدام تلك الموارد ووضع عقوبات رادعة لمن ينتهك تلك القيود.

    المنافع

    • يؤدي الحد من حرق الوقود الحفري كالفحم والبترول إلى تقليل الآثار الضارة المحتملة على المناخ في الأرض.
    • يساعد الحد من تدمير الغابات في منع انقراض الأنواع التي تعتمد في معيشتها على بيئة الغابات.
    • كلما قل استخدام الطاقة قل التلوث الناتج وتحسنت صحة الأفراد.
    • يمكن أن تُؤتي القوانين الإجبارية للحفاظ على الطاقة ثمارها. إذ لم تفلح القوانين الاختيارية في الحفاظ عليها.
    • ستدوم المنتجات المشتقة من البترول مثل زيوت التشحيم واللدائن والأدوية لوقت أطول إذا حوفظ على موارد الطاقة.

    المخاطر

    • لا توجد ضرورة حقيقية للإجراءات المكلفة وغير المناسبة للحفاظ على الطاقة طالما لا يوجد عجز فعلي في موارد الطاقة.
    • تعد القوانين الإجبارية اعتداءً على حرية الفرد.
    • عدم الحاجة إلى وضع آليات الرقابة المطلوبة لتفعيل النظام الإجباري يجنب خلق نظام بيروقراطي أكبر وأقل كفاءة.
    • في الوقت الحالي لم تتطور بدائل لأنماط الحياة، التي تتسم بالاستهلاك الشديد، تطورًا كافيًا، كما أن إجراءات الحفاظ الإجبارية ستتسبب في معاناة خطيرة وتفكك اقتصادي يعم أثره على الجميع. على سبيل المثال تفتقر بعض المدن إلى وسائل نقل داخلي جماعي جيد.
    • يمكن أن يطال الفساد أنظمة تطبيق القوانين وتخصيص الموارد.
  • الاقتراح المعدل: يجب أن تكون قوانين الحفاظ على الطاقة «اختيارية» مع تقديم «حوافز» مالية كبيرة لكل من يطبقها. كما يمكن أن تثبت الأفعال الاختيارية فاعلية أكثر من الأفعال الإجبارية، لا سيما مع عرض الحوافز عند الالتزام بالقواعد. ويمكن أن تكون النتيجة النهائية لهذه المداولات والتنقيحات سياسة طاقة لها آثار عالمية للأفضل أو للأسوأ.

منافع ومخاطر استخدام البخاخات التي تستخدم الكلوروفلوروكربون غازًا دافعًا

بفضل المعرفة العلمية تمكَّن الإنسان من صنع معجزات في عصرنا الحديث مثل العقاقير المذهلة، والأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض، والمحاصيل المقاومة للآفات. ولكن مع الأسف تحولت بعض هذه المعجزات المزعومة إلى سلاح ذي حدين. في بعض الأحيان يُدَقُّ ناقوس الخطر منذرًا من أخطارها، وفي أحيان أخرى تظهر مشكلاتها غير المتوقعة دون سابق إنذار.

أحد أمثلة الحالة الثانية هو استخدام المواد الدافعة في علب بخاخات الرذاذ التي تستخدم في نقل المواد الكيميائية، مثل المواد التي ترش على الشعر ومزيلات العرق ومبيدات الجراثيم. تحتاج البخاخات إلى مادة دافعة، وهي غاز يدفع المواد الكيميائية إلى الموضع المطلوب مثل الشعر وما إلى ذلك. وطبقًا للمواصفات القياسية يجب أن تكون تلك المادة الدافعة عديمة الرائحة وغير قابلة للاشتعال والتآكل وغير سامة.

وفي ثلاثينيات القرن العشرين، توصل علماء الكيمياء إلى غاز الكلوروفلوروكربون الدافع الذي يعرف اختصارًا باسم «سي إف سي» وهو عبارة عن جزيئات تحتوي على ذرات كل من الكلور والفلور والكربون. تتمتع مادة الكلوروفلوروكربون بجميع الخصائص المثالية للمادة الدافعة ومن ثم كانت بمثابة حلم تحقق بالنسبة إلى علماء الكيمياء. ولكن بعد مرور عدة عقود تحول الحلم إلى كابوس مفزع وذلك بسبب الآثار غير المتوقعة لغاز الكلوروفلوروكربون على الغلاف الجوي. وتتعلق هذه التأثيرات بعمل أحد مكونات الغلاف الجوي وهو الأوزون ورمزه الكيميائي O3 الذي يوجد بكميات كبيرة في الغلاف الجوي. ويوجد الأوزون بتركيز كبير في طبقة الأوزون أو الأوزونوسفير التي تقع على ارتفاع من ٦ إلى ٣٠ ميل فوق سطح الأرض (انظر الشكل ٨-٦). ونتيجة للعمليات العديدة التي تحدث في تلك الطبقة، يتكون الأوزون ويتكسر بصفة مستمرة.

تمثل طبقة الأوزون أو الأوزونوسفير أهمية خاصة للحياة على سطح الأرض، إذ إنها تحمي سطح الأرض من الأشعة فوق البنفسجية. وهناك أدلة قاطعة تؤكد أن الأشعة فوق البنفسجية تتسبب في سرطان الجلد ومن ثم سينتج عن زيادة كمية الأشعة فوق البنفسجية زيادة في أعداد المصابين بسرطان الجلد. كما ثبت أن زيادة هذه الأشعة تؤدي إلى زيادة معدل العيوب الخِلقية لدى الإنسان. كما تتسبب الأشعة فوق البنفسجية كذلك في حدوث طفرات في دورة حياة النبات مما يقلل بشكل كبير من عدد النباتات المنتجة للأكسجين الموجودة في البحار. وبهذا السيناريو سينتج الأكسجين بكميات أقل؛ مما يؤدي في النهاية إلى انقراض كل الكائنات الحية التي تتنفس الأكسجين.

fig84
شكل ٨-٦: الأوزونوسفير.

وقد تعرضت التفاعلات الكيميائية التي تتضمن غاز الأوزون للدراسة المكثفة داخل معامل البحث. ولاحظ الباحثون أن جزيئات الكلوروفلوروكربون تتسبب في تدمير جزيئات الأوزون. في عام ١٩٧٤، قام رولاند ومولينا أستاذَا الكيمياء بجامعة كاليفورنيا بتحليل آثار تلك الملاحظات، وطرحا نموذج رولاند/مولينا الذي يوضح استنزاف الكلوروفلوروكربون لطبقة الأوزون. ينص هذا النموذج على أن غازات الكلوروفلوروكربون في طريقها للتقليل من نسبة الأوزون الموجودة في طبقة الأوزونوسفير مما يؤدي إلى حلول أخطار صحية جسيمة بالأفراد. وقد أدرك رولاند ومولينا أنه بالرغم من أن الكلوروفلوروكربون يكون خاملًا في ظل ظروف معينة عند سطح الأرض، فإنه عندما تصعد هذه المواد إلى طبقة الأوزون يتسبب الإشعاع المكثف في هذه المنطقة في تفككه. ثم تيسر الأجزاء الصغيرة الناتجة عن هذا التفكك تدمير جزيئات الأوزون.

كان يصعب تقدير خطورة الموقف آنذاك. إذ لم تكن العلاقة الدقيقة بين الإشعاع المفرط وبين الكائنات الحية واضحة. وبالإضافة إلى ذلك زعم مصنعو منتجات الرذاذ الهوائي تلك أن معدل استنزاف طبقة الأوزون أبطأ بكثير من المعدل الذي افترضه عالما الكيمياء في حساباتهما، ولهذا زعم البعض أن أثر هذه المادة، إن وجد، فقد يكون ضئيلًا. كما قال المنتجون إن البناء الكيميائي لطبقة الغلاف الجوي العلوي معقد إلى حد لا يسمح بتقدير أثر تفاعلات الكلوروفلوروكربون مع طبقة الأوزون تقديرًا دقيقًا. وقالوا كذلك إن العديد من العمليات التي تحدث داخل هذه الطبقة يمكن أن تعوض أي استنزاف للأوزون ينتج عن غازات الكلوروفلوروكربون. كما حثوا على متابعة أخذ العينات من طبقة الغلاف الجوي العلوي لاختبار صحة تنبؤات الفرضية. بل إنهم قالوا إنه حتى لو كان أثر هذه المادة يمكن قياسه فسنحتاج إلى عدة سنوات لتقييم مدى الخطر.

وبهذا أثارت فرضية رولاند ومولينا جدلًا شديدًا حول استخدام الكلوروفلوروكربون. يمكننا استخدام تحليل المنافع والمخاطر لبحث الخلافات التي أثيرت في هذا الموضوع. (مرة أخرى يجب أن يكون الاقتراح الأولي متطرفًا بقدر المستطاع).

  • الاقتراح الأولي: يجب على الفور حظر استخدام البخاخات التي تستخدم الكلوروفلوروكربون غازًا دافعًا.

    المنافع

    • القضاء على إمكانية تسبب الكلوروفلوروكربون في زيادة معدل الإصابة بسرطان الجلد لدى الإنسان.
    • القضاء على خطر تسبب الكلوروفلوروكربون في زيادة معدل العيوب الخِلقية لدى الإنسان.
    • تقليل إمكانية تسبب الكلوروفلوروكربون في انقراض جميع الكائنات الحية التي تتنفس الأكسجين.

    الأخطار

    • فقد رفاهية استخدام الزر الضاغط في البخاخات.
    • خسارة في الربح بالنسبة إلى الشركات التي تعمل في هذا المجال.
    • فقد التحكم الدقيق في الرذاذ الذي توفره هذه البخاخات في الاستخدامات الطبية.
    • فقد العاملين في هذه الصناعة وظائفهم.
  • الاقتراح المعدل: يجب حظر استخدام البخاخات التي تستعمل الكلوروفلوروكربون غازًا دافعًا حظرًا جزئيًّا، بحيث لا يعفى من هذا الحظر سوى الاستخدامات الطبية، كما يجب البدء في برنامج إعادة تأهيل العمال بهدف التقليل من الأثر الاقتصادي لهذا الحظر. كما أن الحظر الجزئي والتدريجي سيكون أكثر ملاءمة؛ لأنه سيكون هناك حاجة إلى الوقت لتطوير بدائل للمادة الدافعة وتوفير فرص عمل بديلة. وقد أسفرت المشاورات الدائرة حول هذه القضية عن سياسات لاستخدام غاز الكلوروفلوروكربون بإمكانها أن تخلص كوكبنا من هذا التهديد الخطير.
    fig85

منافع وأخطار استخدام بطاقات الائتمان والمعلومات البنكية المحوسبة

تتطلب المجتمعات العصرية تداول كميات كبيرة من المعلومات. ولهذا أصبح لا غنى عن الحاسوب في إدارة هذه المجتمعات. نلاحظ أن الحاسوب قد تطور بنفس الطريقة التي تطورت بها أشكال الحياة؛ حيث تطور متحولًا من البسيط إلى المعقد. وأصبح تطور جيل جديد من الحواسيب ممكنًا بفضل التطورات التكنولوجية التي أسفرت عن حواسيب صغيرة الحجم تنجز العمليات بسرعة هائلة.

وقد اجتمعت مزايا الحاسوب من سعة تخزين ضخمة وسرعة إجراء الحسابات والطبيعة الآلية وانخفاض تكلفة العمليات التي تتم به؛ لتجعله جزءًا لا يتجزأ من العالم الذي نحيا به في هذا العصر. كما تتيح الحواسيب الآن تخزين كميات ضخمة من المعلومات الشخصية والحكومية والتجارية. ونظرًا إلى إمكانية استخدام وسوء استخدام هذه المعلومات على نطاق واسع، فلا بد أن تؤخذ القرارات بشأن من يجب أن يكون له حق الدخول والاطلاع على هذه المعلومات وقرارات أخرى تتعلق بنوعية القيود — إن وجدت — التي يجب أن تفرض على كيفية استخدام تلك المعلومات.

fig86

ولنتحدث الآن عن أحد هذه التطبيقات وهو التحويل النقدي الإلكتروني. في هذا النظام، يُصدر البنك بطاقة مدينة للعميل الذي يقدمها بدوره للبائع عند الشراء. ثم يدخلها البائع في جهاز لكي يخصم الثمن من حساب العميل آليًّا ويحوله إلى الحساب البنكي للمتجر. هذه العملية تُسجِّل المبلغ المدفوع وكذلك السلعة المشتراة.

وعند تفعيل نظام التحويل النقدي الإلكتروني على مستوى الدولة (أو مستوى العالم)، ستتكون قاعدة معلومات بنكية مركزية لجميع الأسر تقريبًا. والوصول إلى أيٍّ من الأجهزة المتصلة بقاعدة البيانات تلك يتيح الاطلاع على معلومات عن أنماط الشراء لهذه الأسر. هذه المعلومات يمكن استخدامها على سبيل المثال في استهداف بعض الأسر بعينها عن طريق حملات إعلانية مباشرة. وبالطبع يمكن وضع وسائل الحماية، ولكن مثلما يحدث في أغلب الأحوال فإن قراصنة الحاسوب ينجحون في العثور على الأساليب التي تمكنهم من التحايل على وسائل الحماية هذه واختراقها.

في الوقت الحالي، هذه البيانات المفصلة والحساسة متاحة للمؤسسات المالية والتجار الراغبين في تقييم العملاء المحتملين. كما توجد بالفعل ملفات شاملة تتضمن معلومات عن الأفراد مثل ممتلكاتهم العقارية وقيمة منازلهم وأعمار أبنائهم بل وأرقام هواتف جيرانهم!

وقد وصل المستوى الحالي لتقدم أجهزة الحاسوب إلى الحد الذي يمكن البنوك من الاحتفاظ بقاعدة بيانات مركزية تحتوي معلومات عن كل فرد في الولايات المتحدة الأمريكية متضمنة قائمة بأرصدته البنكية الحالية، كما تشتمل هذه القائمة على آخر الأرصدة الدائنة والحسابات المدينة في أي بنك والمدخرات والقروض وشركة بطاقة الائتمان والمتجر وهكذا. فهل تكون مثل هذه المعلومات البنكية شيئًا مرغوبًا فيه؟ (سنبدأ مرة أخرى باقتراح أوَّلي متطرف.)

  • الاقتراح الأولي: يجب وجود نظام بنكي مركزي محوسب يعتمد على استخدام الحاسوب وقاعدة بيانات ائتمانية محوسبة تتضمن معلومات عن كل فرد، وأن يكفل هذا النظام للمؤسسات المالية وللتجار حق الاطلاع على هذه المعلومات بلا قيود.
    fig87

    المنافع

    • يقلل من تداول الشيكات بدون رصيد التي تمثل حاليًّا عبئًا تجاريًّا كبيرًا.
    • يقلل من تكاليف المحاسبة الإجمالية لأن الجهد المبذول سيكون أقل.
    • تقلل إجراءات فحص الحسابات المناسبة للتجار من الاستخدام غير المصرح به لبطاقات الائتمان.
    • ستساعد إتاحة الاطلاع على الأرصدة على التغلب على بعض المصاعب في حفظ السجلات الشخصية.

    المخاطر

    • يؤدي الاطلاع على هذه الملفات إلى تعريض حق الفرد في الخصوصية للخطر.
    • يؤدي الاطلاع غير المرخص على هذه المعلومات إلى إحداث مضايقات للأفراد.
    • تؤدي الأخطاء إلى سوء تفاهم خطير وتعرض الأفراد للإحراج.
    • تزيد المركزية من إمكانية انتشار عمليات الاحتيال، وذلك لزيادة الاطلاع على العديد والعديد من حسابات الأفراد.
  • الاقتراح المعدل: بدلًا من أن يتيح البنك لتلك الجهات الاطلاع على كشف حساب العميل، يسمح الحاسوب للعميل بإتمام عملية الشراء أو يرفض إتمامها بناء على كفاية رصيد العميل. بهذا يحافظ على خصوصية العميل بدرجة ما.

ستصبح عما قريب قاعدة البيانات البنكية على نطاق الدولة بل وعلى النطاق العالمي المتضمنة قاعدة ضخمة من المعلومات حقيقة ملموسة. وعند استخدام هذه القاعدة المعلوماتية البنكية لا بد من الموازنة بين حقوق الخصوصية والاعتبارات الأخرى وبين المتطلبات المعلوماتية المشروعة للتجارة. وكلما تأخرت القرارات المتعلقة بهذا الشأن أصبح سوء استخدام هذه المعلومات أكثر انتشارًا وترسخًا.

الأفكار العلمية ورؤيتنا للمستقبل

يتطلع الناس في كل أنحاء العالم إلى النجوم. وتحت هذه النجوم يرون السحب. وتحت السحب يرون ملتقى السماء بالأرض. وهنالك يبصرون أشكال الحياة التي تكونت على هذا الكوكب من نباتات تحيا في المحيطات ونباتات تحولت وتطورت إلى غابات وحيوانات تتغذى على النباتات وحيوانات تأكل حيوانات أخرى.

استغرق تطور حياة النبات والحيوان على سطح الأرض مليارات السنين. أما بناء الإنسان للحضارات التي تتقاسم الآن مع تلك النباتات والحيوانات معيشتها على سطح الأرض فلم يستغرق سوى بضعة آلاف من السنين. تلك الحضارات تمتلك القدرة على استخدام الأفكار العلمية لتغيير طبيعة السحب والسماء والأرض والنباتات والحيوانات بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ هذا الكوكب. يملك الإنسان القوة التي تخول له تحسين الأنظمة البيئية الهشة التي تدعم الحياة على هذه الأرض أو تدميرها، من ثم فهو يملك القدرة على تحسين نوعية الحياة أو تقبيحها.

حبيَ الإنسان دون غيره من المخلوقات بالقدرة على استخدام هذه القوة في خلق المستقبل الذي يحلم به؛ فالأحلام يمكن أن تصبح حقيقة. ولهذا يجب تقييم الرؤى التي يكونها الإنسان عن المستقبل بمنتهى الحذر خشية التأثيرات العكسية (غير المتوقعة) التي قد تنزلها كالوبال على رأس الجميع. كما يجب استخدام قوة الأفكار العلمية بمنتهى الحكمة؛ لأن أي قرار لن يقع تأثيره على هذا الجيل فحسب بل وعلى الأجيال القادمة أيضًا.

مجلدات الأفكار

(٣٦) الاحتباس الحراري: التوازن الإشعاعي

(٣٧) الطاقة الحرارية الموجودة في باطن الأرض

(٣٨) التخلص من المنتجات الثانوية غير المرغوب فيها

(٣٩) نشأة طبقة الأوزون: التوازن الكيميائي

(٤٠) حواسيب أسرع وأصغر حجمًا: الرقائق العضوية والرقائق الذرية والرقائق المغزلية

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥